القدس المحتلة- وكالات: قال المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية "رون بن يشاي" إن هنالك ثلاثة أسباب تجعل من المواجهة الجديدة مع قطاع غزة أقرب من أي وقت مضى، وهي إطلاق الصواريخ اليومي من القطاع باتجاه إسرائيل، والضائقة التي تعيشها حماس، بالإضافة للحاجة لترميم قوة الردع الإسرائيلية بعد أن تآكلت مؤخراً. وتحدث بن يشاي عن أنه وعلى الرغم من أن إطلاق الصواريخ الذي تقوم به فصائل غزاوية صغيرة والتي تهدف من وراء ذلك إلى جر حماس وإسرائيل للمواجهة، وعلى الرغم من عدم إطلاق حماس للصواريخ، إلا أنها لا تفعل أي جهد لمنع إطلاقها حيث طالب رؤساء المجالس المحلية للمستوطنات القريبة من القطاع من وزير الجيش موشي يعلون حل هذه المشكلة منوهين إلى أن الوضع الحالي يشبه الحالة التي سادت قبيل البدء بعملية عامود السحاب. أما السبب الثاني لقرب المواجهة في غزة مع إمكانية أن تشمل دخولاً برياً بحسب "بن يشاي"، فهو اقتراب حماس من فقدان بنيتها التحتية في الضفة الغربية بشكل كامل بالإضافة للضائقة الاقتصادية التي تعانيها في غزة والتي تمنعها من دفع رواتب 44 ألفاً من موظفيها الحكوميين، زد على ذلك امتناع المصريين عن فتح معبر رفح حتى الآن كما وعدوا والمصالحة مع السلطة تبدو بعيدة من أي وقت مضى. والسبب الثالث -بحسب بن يشاي- فهو الحاجة الإسرائيلية لإعادة ترميم قدرة الردع التي تآكلت مؤخراً حيث ينقل بن يشاي عن قادة في هيئة الأركان الإسرائيلية قولهم إن قوة الردع الإسرائيلية تآكلت بصورة كبيرة مؤخراً، ولهذه الأسباب يجهز الجيش الإسرائيلي نفسه للعملية التي ستكون قصيرة ولكنها الأكثر تدميراً. وقال بن يشاي إنه في حال وصلت حماس إلى قناعة بأنه لم يعد لديها ما تخسره فستبدأ في حينها بإطلاق مركز للصواريخ على إسرائيل وذلك بهدف تغيير قواعد اللعبة، ومن شأن هذا الهجوم أن يشتت جزءاً من قوات الجيش العاملة في الضفة وتتحول وجهتها للقطاع وبذلك يخف الضغط على حماس في الضفة الغربية. وبعد هذه المواجهة سيسعى الوسطاء المصريون إلى الوصول إلى وقف لإطلاق النار والذي يكون عادة في صالح حماس والسكان في غزة كما حصل في اتفاقات التهدئة بعد عمليتي الرصاص المصبوب وعامود السحاب. ولفت بن يشاي إلى أن حركة حماس باتت أقرب من أي وقت مضى من عملية كهذه توصلها إلى مواجهة كبيرة حيث سيحاول فيها الجيش تدمير البينة التحتية للصواريخ والوسائل القتالية في غزة في حين يواصل الجيش ضغطه ومسه ببنية حماس التحتية في الضفة. ومع ذلك فيشير بن يشاي إلى وجود ما يبعث على الخوف من الإقدام على هكذا عملية وهو الخوف من تحرك الشارعين المصري والأردني حيث تخشى دوائر استخباراتية في إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا من تحرك الشارعين المصري والأردني بمسيرات عارمة وبسبب الهزة التي مرت بها تلك الدول مؤخراً فستسعى تلك الأنظمة لإبداء تضامنها مع غزة وهذا الأمر سيمس بالتعاون الأمني مع الأردن ومصر ومن شأنه أن يمتد لاتجاهات غير مرغوبة لإسرائيل. واختتم بن يشاي تحليله بالقول إن إسرائيل ستمتنع عن القيام بعملية عسكرية كبيرة جداً ولكن في حال قيام حماس بتصعيد مركز بحسب قادة الأركان فمن شأن ذلك أن يجعل إسرائيل في وضع تضطر فيه للمس بشكل مميت بالقطاع وذلك على الرغم من عدم وجود علاقة مباشرة بين خطف المستوطنين الثلاثة وحماس في القطاع على حد تعبيره. جريدة الراية القطرية