اكتئاب الأعياد ونصف الكوب الفارغ مواضيع ذات صلة مع بدء الاحتفال بعيد الميلاد، يكون التفأؤل والفرح هو سيد الموقف بالنسبة للكثيرين، ولكن البعض لا يرى في الأعياد سوى نصف الكوب الفارغ، ويستدعي من ذاكرته، كل الأشياء، التي تبعث النفس على الاكتئاب. يتعرض بعض الأفراد الى الشعور بالحزن الشديد خلال فترة الأعياد بسبب عدة مركبات نفسية وفيزيولوجية وبيئية، طبقا لتأكيدات الخبراء النفسيين، الذين يختصروا هذه المسببات المختلفة في مصطلح "اكتئاب فترة الأعياد"، الذي يعبر عن حالة تصيب كثيرين, في هذه الفترة من السنة. أسباب هذا النوع من الاكتئاب متعددة، كما يؤكد الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، مشيرا إلى أن الاكتئاب حالة مرضية مؤقتة، من أعراضها أن المريض يشعر بالخوف الشديد ويكون لديه حالة من الانطواء والعزلة وعدم الرغبة في الاستمرار في الحياة، مشيرا إلى أن اكتئاب الاعياد يصيب 10% من الاشخاص في العالم لأسباب عدة، أهمها في الجانب النفسي، المرتبط بالبيئة المحيطة، والعائلة، حيث تكون فترة العيد فرصة لتجمع أفراد العائلة، وهو ما يمكن أن يسبب حالة الاكتئاب في حالة إذا كان المريض له شخص قريب منه، فقده، وتكون هذه التجمعات العائلية فرصة لتتداعى الذكريات الخاصة بالشخص المفقود، الذي يمكن أن يكون أم أو أب متوفي، وكذلك في حالة إذا كان الشخص وحيد أو بعيد عن عائلته ويقضي فترة العيد وحيدا، وفي أحيان أخرى تكون التجمعات العائلية في فترة العيد، هي التي تستدعي الذكريات السيئة على الشخص خاصة مع الاشخاص الذين يعانون من البطالة. وأضاف عبد المحسن، أن العوامل البيولوجية من ضمن أهم أسباب الاكتئاب، مشيرا إلى أن تغير الفصول خاصة الشتاء، حيث أن انخفاض فترات تعرض الانسان للضوء تسبب الاكتئاب، وكذلك تغيير مستوى هورمون "المالتونين" المسؤول عن موازنة مستوى النوم واليقظة، حيث أن نقص النوم يحتمل أن يسبب الاكتئاب. وتابع عبد المحسن، أن الظروف الاقتصادية السيئة، التى تعيشها حاليا إلى جانب الإحباط المصاحب لظروف البطالة التى تفشت بمعدلات فاقت أي وقت مضى، من ضمن المسببات الرئيسية للاكتئاب الذي يظهر في الأعياد. وأوضح عبد المحسن أن الاكتئاب، يصيب الأشخاص ممن هم أكثر عرضة للاكتئاب على مدار السنة، وانه يظهر في فترات الأعياد وتغير الجو في الفصول، وإن الإنسان في العمر بين 15 - 30 سنة يكون أكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب، وقد يظهر عند كبار السن فوق سن ال 65 أو الأطفال. وقال أستاذ الطب النفسي، إن علاج الاكتئاب خاصة الموسمي منه، ليس بالصعب، مشيرا إلى أن ممارسة الرياضة والنوم المنتظم الكافي، والتعرض للشمس، والوجود داخل مجموعات والتفاعل معها، إلى جانب بعض الأدوية، يمكن أن تمثل علاج متكامل لاكتئاب الأعياد. واعتبر عبد المحسن أن الاكتئاب الوسمي، أن احتمالات تطور اكتئاب الاعياد إلى اكتئاب عام قليلة جدا بل يمكن القول عنها انها نادرة، مشيرا إلى أن هناك طرق عديدة لعلاج الاكتئاب الموسمي.