نظمت الرابطة العمانية للجراحة بالتعاون مع المركز العماني للمحاكاة في مجلس الاختصاصات الطبية والكلية الأمريكية للجراحين، دورة متقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث ضمن البرامج المكثفة لتأهيل وتدريب الأطباء المحددة بمجلس الاختصاصات الطبية بمشاركة ستة عشر طبيباً من تخصصات الجراحة العامة والعظام وطب الطوارئ والتخدير . للتعرف إلى مفهوم الإصابات وأولويات التعامل مع المصابين والطرق السليمة التي ينبغي اتباعها حسب نوع الإصابة، وفتح القصبة الهوائية وسحب الدم أو الهواء من الرئة، والتعرف إلى أماكن النزيف وإصابات الرأس، وتطوير مهارات قراءة الأشعة، خاصة تلك المتعلقة بالصدر والعمود الفقري . تركز الدورة التدريبية على أهمية ما يسمونه "الساعة الذهبية"عند وصول المصابين إلى المستشفى باعتبار إمكانية إنقاذ حياة المصابين خلالها من الوفاة أو التقليل من آثار الإصابة قدر المستطاع "إذا ما أحسن استثمارها بشكل صحيح"، حيث تم تدريب الأطباء عن طريق المرضى القياسيين من خلال الاستعانة بأشخاص حقيقيين أوعن طريق الدمى "المانيكان" أو الحيوانات . اعتمدت الدورة على الكادر الوطني في تدريب المشاركين بعد اعتمادهم من جانب الكلية الأمريكية للجراحين ليكونوا مدربين في الدورات المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث، كما يتم اختيار الأطباء الأكثر تميزاً لتدريب العاملين في المجالات الصحية، وهي الدورة التي يجري تنظيمها أربع مرات سنوياً، وتكتسب أهميتها وزيادة عددها انعكاساً لعدد الإصابات بحوادث المرور بشكل خاص الذي يزداد بشكل سنوي . يجري تدريب الكادر الصحي وفقا لمعايير الكلية الأمريكية للجراحين، كما يتم اختيار المدربين واعتمادهم بإشرافها، ما يؤدي إلى حصول السلطنة على الاعتراف لتدريب الكوادر الصحية داخلياً، ويعكس قدرة الكادر الوطني للاعتماد على نفسه ورفع كفاءته بشكل مستمر، حيث تم اختيار ثمانية عشر مدرباً حتى الآن منذ الدورات السابقة التي شارك بها اثنان وثمانون متخصصاً . الدكتور هاني بن أحمد القاضي- استشاري أول جراحة الحوادث بمستشفى جامعة السلطان قابوس ونائب رئيس الرابطة العمانية للجراحة والمحاضر بالدورة المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث- يقول إنها التجربة السادسة من نوعها في تدريب الكوادر الصحية، وأن الدورات السابقة كشفت عن وجود تنافس جيد من جانب معظم المشاركين، فيما يتعلق بالإلتزام وإثبات الجدارة أثناء التدريب مما يعكس أهمية الدورة المتقدمة، وان هذه الدورات تشهد التدريب على كيفية التعامل مع مختلف أنواع الإصابات التي يتعرض لها الجسم، سواء كانت في الرأس أو الصدر أو البطن أوالأطراف بالإضافة إلى الحوامل والأطفال وكبار السن، ويتضمن التدريب محاضرات نظرية لأكثر أنواع الإصابات شيوعاً في السلطنة من خلال عمل مجموعات للإسعاف حسب كل إصابة، كذلك التدرب على قراءة الأشعة المقطعية وتحليل وتحديد نوع الإصابة في حال الإصابات الداخلية كقراءة أشعة الصدر والعمود الفقري والحوض . ويقول الدكتورعبدالله بن حمود الحارثي رئيس الرابطة العمانية للجراحة والمنسق والمشرف العام للدورة المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث إن مسقط أصبحت "مركزاً إقليمياً" مفضلاً لعقد هذه النوعية من الدورات، مما يساعد على رفع مستوى العناية بإصابات الحوادث على المستويين الوطني والإقليمي، وأن الرابطة تحاول إشراك الكوادر الصحية كافة للتدرب على علاج اصابات الحوادث من أجل التقليل من التأثيرات التي قد يتعرض لها المصابون والتعامل معها بشكل احترافي وفعال، كما تهدف الرابطة إلى توعية المجتمع بأهم الإصابات وكيفية التعامل معها وتشخيصها وإسعافها الحالات .