جراء إعلان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان, العثور علي أجهزة تنصت داخل مكتبه ومنزله في فبرابر الماضي, وتم التكتم علي الخبر آنذاك لأسباب غير معلومة, ومن الواضح أن الفضيحة سيكون لها تداعياتها الخطيرة علي الصعيد الداخلي خلال الفترة المقبلة. فالتنصت علي شخصية مثل أردوغان, الذي أصبح من القادة البارزين علي الساحة الدولية في السنوات الأخيرة, تعكس وجود اختراق أمني خطير للدائرة المسئولية عن حمايته وتأمينه أينما ذهب, ويثير الأمر التساؤل المنطقي: من الذي امتلك الجرأة للتجسس علي أردوغان؟ رئيس الوزراء التركي وجه أصابع الاتهام إلي من سماهم فلول الدولة الخفية في إشارة إلي المناصرين لدولة أتاتورك العلمانية والمؤسسة العسكرية التي سعي أردوغان لتقليم أظافرها ونفوذها الطاغي منذ توليه السلطة, لا سيما وانه متهم من جانبها بتقويض دعائم هذه الدولة وتوجهيها نحو منعطف مغاير له صبغة إسلامية. ومن غير المستبعد وقوف هؤلاء الفلول وراء التنصت عليه, مما يشير إلي عدم الاستهانة بأي حال من الأحوال بقدرة الموالين للأنظمة المستبدة الديكتاتورية علي عرقلة كل جهود ومحاولات الإصلاح والتغيير الرامية للتخلص من ميراثها المظلم الكئيب, ولدينا في مصر نسختنا الخاصة, حيث تحاول فلول نظام حسني مبارك إعادة عقارب الساعة للوراء وإجهاض الثورة ومشروعها الطموح في بناء دولة مدينة ديمقراطية قابلة للحياة, وقادرة علي تحمل ما يصادفها من مصاعب وعثرات. كذلك لا يجب أن يغيب عنا احتمال تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في القضية, لأن إسرائيل تشعر بقلق زائد من تصاعد نجم أردوغان في الشرق الأوسط وتحوله لنموذج يتمني الكثيرون وجوده في بلادهم, فضلا عن مساندته لأهل غزة وينتقد دوما سياسات تل أبيب العنصرية تجاه الفلسطينيين.