السبت 29 ديسمبر 2012 02:22 مساءً -احد الأفواج السياحية التي قصدت العاصمة الإسرائيلية تل ابيب في ثمانينيات القرن الماضي لغرض زيارة القدس للتعرف على المسجد الاقصى وبالذات (حائط المبكى) كما يمسيه اليهود او حائط البراق كما يسميه العرب -وهو عبارة عن احد جدران المسجد-،كان هذا الفوج مع موعدا سياحيا طريفا. فحين عرف الدليل السياحي الذي سيرافق هذا الفوج بالغرض الذي من اجله اتى هؤلاء السياح أراد ان يلاطفهم بطرفة ثقيلة ولكن لها مدلولا عميق، قائلا لهم: سأريكم حائط المبكى ولكن ليس الحائط الذي اتيتم من أجله بل حائطا من نوع آخر، حائطا يبكي كل الإسرائيليين وكل من يقطن إسرائيل ايضا، فاتبعوني. فبدلا من ان يذهب بهم الى القدس وإلى حائط المبكى هناك عرّج بهم على وسط العاصمة (تل ابيب) حتى إذا ما وصل بهم إلى أمام مبنى حديث ضخم مكون من عدة طوابق شاهقة اشار لهم بسباته قائلا: (انظروا انه حائط المبكى اليهودي الحقيقي الذي يبكي كل الاسرائيليين من رئيس الدولة إلى اصغر مواطن، يبكي كل اسرائيل دون استثناء من يهود وعرب ومسيحيين ودروز وغيرهم...، أنه مبنى إدارة الضرائب الإسرائيلية). ان دلت هذه الواقعة على شيء فهي تدل كيف تبنى الأوطان في بلاد اليهود، وكيف تدمر عمدا في بلاد المتيهودين .وكفى.! قبل يومين برزت في طرقات حاضرة الجنوب عدن لوحات دعائية ضخمة رفعتها قيادة المحافظة مكتوب عليها عبارة تتحدث عن عقد مؤتمر للنظافة بالمدينة- بهذه المدينة المتخسة اصلا بعفونة هؤلاء الحكام اللصوص والقتلة- تحت شعار:(من اجل عدن مدينة اجمل وانظف )أو بما معناه، في الوقت الذي تغرق المدينة بأكوام من القمامات.! فهذه هي نفس اساليب النظام السابق بطرق اللصوصية واساليب الاحتيال والتضليل والفساد. ولكن لماذا نقول النظام السابق وهو ذات النظام- السابق الجديد- وان لبس بدلة جديدة (لنج)اسمها ثورة التغيير؟. فهو ذات النظام الذي يحتال وينهب اموال البسطاء في هذه المدينة المنكوبة بعصبة الاستعمار الوحدوية، ينهب مئات الملايين من الضرائب والرسوم يشيد بها لأزلامه من اللصوص والحرمية حيطان الفلل والقصور ويتركون الناس (يبكون) قهرا وغُلبا على حائط مبكاهم المهتري . فبعد ان اضحى رزق الحالمين للظالمين كما يقال فلا يطالب الناس في هذه المدينة اعادة الرسوم والضرائب التي تقتطع عنهم من رواتبهم والتي تضاف الى فواتير الكهرباء والمياه والهاتف والكلفة المشتركة لإدخال الخدمة التيار الكهربائي ووووو بعد ان توقفت اعمال النظافة التي من اجلها اخذت منهم هذه الاموال. بل يقولون لهؤلاء : قليلا من الحياء قليلا من الخزي، فالضباب لا ينقشع بالمروحة ولا تصبح المدن انظف واجمل بالمؤتمرات والاجتماعات والتصريحات فالمبالغ التي تنوون اضافتها الى حسابتكم المتخمة والى جيوبكم المتسعة تحت مسمى مؤتمرات وندوات النظافة فالأجدر ان كان للخجل بقية لديكم ان تصرفون المبالغ المصروفة لهذا المؤتمر المزعوم لعمال النظافة لكنس تلال القمامة ومكباتها النتنة ، واكيد ستكون عدن أنظف، وكم ستكون انظف واجمل وابهى حين تنظفون قبلها ادران القلوب وغبارها وتذهبون بعد ذلك غير مأسوفا عليكم الى هناك ، الى تنكة بلاد النامس ، خلف الشمس، فقد زكمة الأنوف منكم حتى الإعياء! - مثل تعزي:( قانا اكرهك و آدم زدت أكلت الوزف).!