وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتربون في المدن يزداد لديهم خطر الإصابة بالزهايمر، إضافة إلى ما أظهرته دراسات سابقة من مخاطر الإصابة بالقلق واضطرابات المزاج وتأثيرها في خصوبة الرجال في سن العشرينات . وقال الباحثون بجامعة أدنبرة أن الأشخاص الذين يتربون في المدن بدلاً من الانتقال إليها لاحقاً في حياتهم، يواجهون أكبر الأخطار بالنسبة للإصابة بالزهايمر . وقال العلماء إن السبب الكامن وراء ذلك لا يزال مجهولاً . قال الباحث المسؤول عن الدراسة توم روس، »لا نعرف في الحقيقة الآلية . . قد يكون لها علاقة بمدى الحصول على الرعاية الصحية، أو التعرض لبعض المواد المجهولة، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، أو عدد آخر من العوامل« . وأضاف »نحن ننظر حالياً بتفاصيل هذه المسألة بدقة أكبر« . ووجدت الدراسة الجديدة أن الأشخاص الذين يولدون ويتربون في المدن يتضاعف لديهم خطر الإصابة بالزهايمر لاحقاً في حياتهم أكثر من مرتين، بينما أظهرت نسبة أقل في ما يتعلق بخطر الإصابة بأنواع أخرى من الخرف . يذكر ان دراسات سابقة نظرت في كيفية تغير معدلات الإصابة بالزهايمر بين المناطق الريفية والحضرية، لكن النتائج كانت غير حاسمة . وكانت دراسة أمريكية قد اظهرت أن الأشخاص الذين يولدون ويتربّون في المدن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالقلق واضطرابات المزاج على ما يبدو، بسبب تأثير حياة المدينة على المنطقتين الدماغيتين المسؤولتين عن تنظيم الانفعال والتوتر . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة جينس بروسنر، من جامعة »دوغلاس« بمونتريال إنه وزملاءه في ألمانيا قاموا بمراقبة النشاط الدماغي لأشخاص يعيشون في مدن وأرياف، ووجدوا أن لدى سكان المدن ردوداً أكبر تتعلق بالإجهاد في المنطقة الدماغية المسؤولة عن تنظيم المزاج والعواطف . وقال بروسنر إن دراسات سابقة أظهرت أن خطر الإصابة بالقلق يزيد عند سكان المدن بنسبة 21%، فيما يزيد خطر إصابتهم باضطرابات المزاج بنسبة 39%، وهم معرضون أكثر بمرتين للإصابة بانفصام الشخصية . وأضاف إن »هذه النتائج تظهر أن المناطق الدماغية المختلفة حساسة بشأن خبرات العيش في المدن خلال فترات مختلفة من الحياة« . ولفت إلى أن النتائج تسهم أيضاً في فهمنا لخطر البيئة على الاضطرابات العقلية والصحة بشكل عام . وتابع »انها تسهم في نهج جديد لربط العلوم الاجتماعية، والعلوم العصبية والسياسات العامة للرد على التحديات الصحية الرئيسية للتحضر« . ووجد الباحثون في دراستهم الجديدة أن التربية في المدينة مرتبطة بنشاط في المنطقة الدماغية المسؤولة عن تنظيم المزاج السلبي والإجهاد . ومن جانب آخر وجد باحثون إيطاليون في دراسة مماثلة أن حياة المدينة تؤثر في خصوبة الرجال وتخفض عدد الحيوانات المنوية عند من هم في العشرين من العمر . وقالت الرابطة الإيطالية لطب الذكورة والنشاط الجنسي أن انبعاثات الغازات والمبيدات الحشرية شكلت عوامل الخطر الأساسية، إضافة إلى التدخين وبعض الأدوية، وتناول الكحول ونمط الحياة الذي يمضي المرء قسما كبيرا من وقته في وضعية الجلوس، على أعداد الحيوانات المنوية لدى الشباب في العشرينات من العمر . وقالت الرابطة إن مخاطر حياة المدينة قلصت أعداد الحيوانات المنوية عن هؤلاء الشباب ربعاً . وذكرت أن نتائج 3 دراسات أظهرت أن 4 .33% من الشباب في العشرين من العمر »منخفضو الخصوبة« و7 .11% »منخفضو الخصوبة بشدة« أي ان اعداد حيواناتهم المنوية قليلة أو قليلة جداً . وذكرت الرابطة أنه »يبدو أن الآباء في الأربعينات من العمر يحافظون على أعداد طبيعية (من الحيوانات المنوية)« . من جهة ثانية، قال علماء في جامعة إيسكس البريطانية ان التردد إلى الريف والاقتراب من حيوانات المزارع وركوب الجرارات قد يكون إيجابياً، وان تمضية الوقت في المزارع يخفف حدة الاكتئاب والتعب . وبحسب دراسة اجراها هؤلاء العلماء فإن هذه النشاطات قد تساعد المرء على التخلص من مشاعر الغضب والاضطراب والاكتئاب . وقد شمل البحث عينة من زائري المزارع تتراوح أعمارهم بين 18 و84 سنة . ووجد العلماء انه بعد تمضية ساعات قليلة في المزرعة كان 95% ممن شملهم البحث أقل تعباً و91% أقل توتراً في حين شعر 55% بعودة الحياة إليهم . وقال البروفيسور جولز بريتي رئيس قسم العلوم البيولوجية في الجامعة ان ثمة »دليلاً متزايداً« على ان الاقتراب من مساحات خضراء وغابات جيد بالنسبة للكثيرين إذ يتمكنون من التواصل مع الطبيعة . ولفت إلى ان »الرجال الذين يعملون كثيراً ومن يزيد عمرهم عن ال30 عاماً هم أكثر المستفيدين إذ يشحنون بطارياتهم من جديد ولذا يمكن أن ننصحهم بعدم الذهاب إلى قاعات ممارسة الرياضة أو النوم على الأريكة وإنما التوجه إلى الأماكن الريفية وإلى المزارع بشكل خاص« . وقال بريتي ان من هم دون ال30 وتربوا في المدينة قد يحسنون وضعهم الصحي ووعيهم للشؤون البيئية إذا »اقتربوا من الطبيعة« . وطلب من المستطلعين ملء استمارة عن مزاجهم ومدى تحسنه فتبين ان نسبة العدائية والغضب انخفضت لدى 70% من الزوار في حين ان الشعور بالاضطراب والاكتئاب انخفض عند 80% وتراجعت حدة التوتر والقلق عند 91% من الزوار في حين أكد 97% انهم شعروا بتراجع إحساسهم بالتعب . ورداً على سؤال عن أكثر ما أعجبهم في المزارع أجاب غالبيتهم إما المشاهد الجميلة وإما الهواء النقي أو أحاديث المزارع أو الحيوانات أو ركوب الجرارات .