بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان إن تشكيل حركة نجاح لم يحقق أي نجاح في المسار الذي ظل يتعثر في حالة موت سريري حتى وافتها المنيّة ، ولعل أبرز أسباب فشلها يعود الى ارتباط قياداتها بالحزب الاشتراكي اليمني في ماضيه وحاضره ، بيد أن الحراك قد جبّه تماماً وأن قيادة الخارج لم تضعه في حسبانها حين خططت لعملية نجاح ، ونتيجة لفشل نجاح وعدم الرضاء عن المجلس الوطني الأعلى قد أقنعها بأن تتولى بنفسها خلق وعاء سياسي وتنظيمي آخر للحراك الجنوبي ، فأشهرت عنوانه الجديد من الخارج ( المجلس الأعلى للحراك ) كما أنها لم تألوا جهداً من إعلان برنامجه السياسي باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي في الداخل والخارج وهذا مؤشر أيضاً بتحملها المسئولية المباشرة عنه والعناية به وفي نفس الوقت لم تعيّن قيادة الخارج قيادة لمجلسها الأعلى ، وظل الزعيم والقائد الوطني حسن أحمد باعوم رئيساً للمجلس الوطني الأعلى طوال فترة علاجه في الخارج وحتى قبل عودته باسبوع تقريباً الى أرض الوطن يصدر بياناته بتلك الصفة إلاّ أنه من المرجح قد تعرض لضغوط كبيرة من قبل قيادة الخارج قبيل عودته ليتولى قيادة المجلس الأعلى للحراك والتخلي عن قيادة المجلس الوطني الأعلى وهذا ما حدث فعلاً عند عودته من خلال إصدار بيان باعتباره رئيساً للمجلس الأعلى للحراك بحسب رغبة قيادة الخارج التي لم تستوعب بعد خصوصية الممارسة وتجارب الواقع ونتائجها ، إلاّ أنها رأت إن قيادته لمجلسها يضمن لنجاحه وتجنباً من تكرار فشلها .. برئاسة الزعيم والقائد الوطني حسن أحمد باعوم أصبح المجلس الأعلى للحراك يتمتع بشعبية ، ومن قيادة الخارج يلقى الدعم المادي والمعنوي مباشرة ، ففي حال هذا الوضع الذهبي للمجلس الأعلى للحراك أصبح نموذجاً جاذباً لتلك العناصر التي ظلت عالقة بالمجلس الوطني الأعلى بحكم ظروف نشأته لتنتقل الى المجلس الأعلى للحراك حتى تحقق ما تحركت من أجله ، ومن جهة أخرى فإن انتقالها من المجلس الوطني الأعلى قد حقق له نقاوة في قياداته وتماسكاً سياسياً وتنظيمياً عضوياً لم يكن موجوداً في ظل وجودها فيه .. فقبيل انتقال تلك العناصر بُذلت عدداً من المحاولات المحمومة للقضاء على المجلس الوطني الأعلى كاملاً في حضرموت العلم والثقافة والحضارة من خلال طرحها بشدة بضرورة الذوبان والاندماج في المجلس الأعلى للحراك من خلال قدرات مجلسها المالية القادمة من قيادة الخارج كأسلوب مفلس في حربها عليه ، ولم تكتف بهذا الحد بل حتى على برنامجه السياسي وكوادره وقياداته ، إلاّ أن كل ذلك قد تحطم أمام الصلابة الفولاذية التي حققها للمجلس الوطني الأعلى بعد انتقالهم منه وبتمسك الجماهير به وبمشروعه السياسي ونوعية قياداته الوطنية في عموم الجنوب . إن الأمل لقيادة الخارج من مجلسها الأعلى للحراك قد باء بالفشل وذلك بسبب غياب الوعي السياسي لأغلب قياداته للقضية الوطنية وتحديداً تلك التي أغرتها المميزات التي يتمتع بها ذلك المجلس من خلال الدور الكبير والبارز في تصادم المصالح والمشاريع الذاتية المتناقضة لتلك القيادات التي أدى بشكل حتمي الى تفريقها وتشتيتها حتى اصبح لدينا اليوم أكثر من ثلاثة كيانات مركزية ، وليس غريباً إذا حمل كل منها نفس المسمى ( المجلس الأعلى للحراك ) كل منها تحارب الأخرى ولا تعترف بها ، أما لغياب القضية الجنوبية في نشاط ذلك المجلس حينها قد تجلى فيما أفصح عنه أمينه العام ( عبدالله الناخبي ) الذي اعتبر بأن الدعوة الى تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني مموّنة ومدعومة من الرئيس اليمني حينها علي عبدالله صالح ، كما إن أحد كياناتها يدعو الجنوبيين الى التغيير لا الى التحرير . إن قيادة الزعيم والقائد الوطني حسن أحمد باعوم لذلك المجلس قد شكل عبئاً ثقيلاً على تلك القيادات وعلى مشاريعها ومخططاتها وطموحاتها الذاتية ، فالمهمة المناطة بهم تتجلى في تمزيق ذلك المجلس مبكراً من تولي باعوم لقيادته وذلك بهدف شل فعالية الحراك وباعوم معاً ، إضافة الى إضاعة وقته وإشغال تلك الجماهير بانجاز المهمة المستحيلة ، إنها مهمة إعادة اللحمة للمجلس الذي يتولى قيادته ، وهي المهمة التي لا يملك القائد أي إمكانية في أن يدير لها ظهره ، وقد تم اختيارها بعناية فائقة لتحقق بها تلك القيادات أهدافها ومراميها .