رغم اختلاف وجهات النظر مع "الأخوين" في الله عبدالرحمن بافضل وفؤاد دحابة إلا أنني وبصراحة بدأت أشعر بالقلق من اختفائهما المفاجئ من المنابر الإعلامية.. فالأول "بافضل" لم يعد يظهر على شاشة قناة "الجزيرة" كما عودنا طوال فترة الأزمة العام المنصرم حيث كان مواظباً ليليا جنب "المذيعة الشقراء" بلحيته الحمراء وضحكته الخضراء.. يُكفر هذا ويهدر دم ذاك ويستحل ممتلكات الأغلبية العظمى من الشعب.. يعني ولا همه شيء.. طالما وهو في جنة (الدوحة) بحماية شيخة الشيوخ.. والثاني "دحابة" الذي اشتقنا لشعاراته في الثورة الشبابية الإصلاحية، بعد كل صلاة في شارع الدائري.. وطابور المصلين في شارع الستين كل جمعة، وتوجيهاته – أي دحابة- للمصلين (خطوتين إلى الخلف.. ثلاث إلى الأمام.. للشمال دُر لليمين انظر.. الحرائر والأحرار كل "يشبك" أصابعه بأصابع زميله ويرفعها عالياً.. مرة فوق ومرة تحت).. أيضا اشتقنا ل"شال" "فؤادي" اللي تبرع به كفناً لأول شهيد يريد الانتقال إلى الجنة بسرعة البرق.. طبعاً دحابة عاده بدري عليه الذهاب إلى الجنة "ذلحينة" وإلا كان تكفن بالشال حقه لنفسه.. وبالتأكيد لن ننسى أسلوبه الجميل في "حلب" جيوب المصلين وجمع التبرعات للمجاهدين في كل "بقعة"، الذين يبذلون حياتهم لمنع "الحرس" من الوصول إلى ساحة الجامعة عبر منفذ أبين أو معبر أرحب أو من جنب جبل صبر بتعز أو صحراء شبوة وحضرموت.. وبهذا الأسلوب استطاع الثائر فؤاد جمع الكثير من الأموال والمجوهرات حتى ملابس الأطفال ومظلات المعتصمين.. بحجة أنه سيقدمها للنازحين في أبين. وفي الأخير اختفى الجمل بما حمل.. ونخشى أن يكون جمل دحابة قد حط رحاله في الأرض المباركة عند أنصار الشريعة، لأن النازحين لم يشاهدوا منه حتى "أذنه"!!..