مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح في دورته الاعتيادية السادسة (20-21 من الشهر الجاري) أقر في بيانه الختامي حقيقةً سرعان ما التف عليها، بما يظهر معه أن التخبط في مواقف الإصلاح تجاوز المألوف حد اعتراف قياداته بسلوك الحوثة العدواني، وفي الوقت نفسه عدم الإنكار عليهم، بل والأخذ على يد الدولة فيما تقوم به من واجب ردع عدوان هذه العصابة الإجرامية!!. البيان إياه أكد – فيما يخص حرب الحوثيين على الدولة- أنه " لم يعد بالإمكان القبول بأنها دفاع عن النفس تجاه عدوان السلطة".. وعلى هذا الأساس فقد كان من المنطقي اعتبار أن ما يشنه الحوثيون من حرب في مواجهة القوات المسلحة والأمن، يأتي لأهداف عدوانية توسعية مهما كانت غاياتها القصوى إلا أنها لا يمكن أن تسقط على الدولة حق مواجهة هذا العدوان وقمعه واستئصاله، فعلى أي اعتبار صح لبيان شورى الإصلاح - وهو الذي أقر بأن الحوثيين لا يدافعون عن النفس- أن يقول بعد الاعتراف السابق " أنه لم يعد مقبولاً من السلطة الادعاء بأنها تصدت بالحرب لحل مشكلة صعدة"؟!.. وأليس في هذا الطرح ما يجعل الإصلاح أشبه بقاضٍ تيقن من ارتكاب المتهم للجريمة، ولكنه عطل اتخاذ الحكم العدل في حقه؟!. الإصلاح بما تمخضت عنه دورة مجلس شوراه سالفة الذكر جمع الشيء ونقيضه في سلة واحدة كعادة الجاهل باستحالة الجمع بين النقيضين، أو المكابر في أحسن الأحوال، فالحوثي – وإن جاء اعتراف الإصلاح متأخراً- لم يكن في حربه مدافعاً عن النفس منذ البداية، بقدر طموحه إلى إذكاء نزعة التمرد ابتداءً من صعدة، وحتى اقتطاع ما جاورها، بما يمكنه من إعلان حاكمية الإمامة على مساحة تتسع مع صعدة كعاصمة إلى ميدي في حجة كميناء، أما عمران فكعمق يجعلها على اتصال بحلم استعادة عاصمة آل حميد الدين. وأمام هذا المشروع الذي يبدو أن شيوخ الإصلاح على علم به من خلال إشاراتهم المتكررة إلى هدف التوسع في فتنة الحوثي، فإن استنكارهم لتصدي الدولة بقوة السلاح للمتمردين على شرعيتها الخارجين عن الثوابت الوطنية إذا لم يكن يعني تواطؤ أكبر أحزاب المشترك مع خطة تقضي بتفتيت اليمن وتقسيمه، فإنه في أبسط الأحوال لن يتجاوز إمعان الإصلاح في سلوك غض الطرف عن كل ما يهدد النسيج الاجتماعي والوطني نكاية بالسلطة ليس إلا، وإلا فما معنى أن يدرك مجلس شورى الحزب قصدية حرب الحوثي التوسعية، ثم لا يكون له حيالها موقف جاد تقتضي البديهة ضرورة مساندته لجهود الدولة الرامية إلى الحيلولة بين المتمردين الكهنوتيين والانفصاليين الشموليين وبين ما يشتهون؟!