لا يزال الغموض يلف الجريمة الإرهابية التي استهدفت يوم السبت الماضي 24/11/2012م المشاركين في فعالية يوم "عاشوراء" من أتباع المذهب الزيدي وأنصار الحوثي أثناء خروجهم من صالة زهرة المدائن بأمانة العاصمة، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص واصابة 13 آخرين. وزاد من غموض الجريمة تساهل الجهات المختصة في الحكومة وعلى وجه الخصوص وزارة الداخلية، وعدم ايلاء هذه القضية أي اهتمام فيما يتعلق بالبحث والتحقيق ومتابعة الجناة وضبطهم. وقال فضيلة العلامة يحيى الديلمي في اتصال أجرته معه صحيفة"الجمهور" مساء الخميس: "رغم مضي خمسة أيام على الجريمة إلا أنه لم يحدث أي شيء فيما يتعلق بمتابعة الجناة وضبطهم".. مشيراً إلى أنهم ابلغوا الجهات الأمنية حال وقوع الجريمة فحضر بعض رجال البحث الجنائي ورجال الأمن إلى موقع الحادثة، ثم انصرفوا ولم يقدموا أي شيء في هذا الأمر. وأفاد العلامة الديلمي أنهم حتى الآن لا يعرفون كيف تم الانفجار أو ما هي الأداة المستخدمة فيه؟!.. موضحاً بالقول: "البعض يقول إن الانفجار تم بأنبوبة مليئة بالكريات الحديدية.. والبعض الآخر يقول انها قذيفة أطلقت من بعيد وتبعها إطلاق نار". ورداً على سؤال صحيفة "الجمهور" ان كان إهمال الجهات الأمنية لهذه الجريمة قد يخلق لديهم تخوفاً بأن تسجل القضية ضد مجهول، قال العلامة الديلمي: "الموضوع لا يتعلق فقط باغلاق ملف القضية وتسجيلها ضد مجهول، وانما الخوف هو من ان تتطور الأمور إلى ما هو أخطر من ذلك، فتتوالى الانفجارات وتحدث الفتن كما يحصل في العراق وبلدان أخرى". وأضاف: "إذا لم يتم ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة سيكون هناك اطمئنان من قبل الجناة ومن يقف خلفهم لعدم وجود من يلاحقهم أو من يقف في وجه مشروعهم التفجيري والتخريبي وسيستمر القتل وتستمر التفجيرات". وواصل العلامة يحيى الديلمي حديثه لصحيفة "الجمهور" قائلاً: "منذ وقوع الجريمة مغرب يوم السبت 10 محرم 1434ه الموافق 24/11/2012م ووزارة الداخلية والجهات المختصة لم يقدموا أي شيء.. والحكومة إلى حد الآن لم تبد أي موقف واضح بعكس تعامل الحكومة مع حادثة اغتيال الدبلوماسي السعودي الأربعاء الماضي، حيث لقيت هذه الحادثة اهتماماً كبيراً من قبل الرئاسة والحكومة فأصدروا البيانات وأدانوا الحادثة واعلنوا عن جائزة مالية بالملايين لمن يدلي بمعلومات تقودهم لقتلة الدبلوماسي السعودي، الأمر الذي يشير إلى ان اهتمام الحكومة بالدم اليمني يكاد يكون صفر". وفي ختام حديثه مع صحيفة "الجمهور" طالب العلامة يحيى الديلمي الحكومة بأن "تقوم بدورها وواجبها في كشف المجرمين وتقديمهم للعدالة والحفاظ على أمن البلاد والعباد بدلاً من الانشغال بالموارد المالية الشخصية واستغلال المناصب الحكومية والوزارات والمحافظات لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية تاركين البلاد تغرق في الفوضى" كما قال. وشيع الآلاف من المواطنين صباح الخميس الماضي شهداء تفجير ذكرى عاشوراء، الذين استشهدوا في انفجار استهدف المشاركين في الذكرى السبت الماضي وجرح إلى جانبهم 13 آخرين.