فسر مراقبون سياسيون لجوء المتمردين الحوثة إلى تجنيد مرتزقة صوماليين للقيام بأعمال الارهاب والتخريب نتيجة لعجز الحوثة عن كسب مواطنين يمنيين إلى صفوفهم ورفض العشرات من ابناء صعدة الانضمام إلى الإرهابيين، وكذلك تضييق الخناق على المتمردين من وحدات من الجيش اليمني وقيام المئات من المغرر بهم بتسليم انفسهم طواعية للسلطات اليمنية. وكانت الأجهزة الأمنية اليمنية قد اعلنت مؤخراً ضبط 30 صومالياً يقاتلون إلى جانب المتمردين الحوثة في محافظة صعدة ونقل 26 آخرين إلى السجن المركزي بصنعاء. وأكد تقرير حديث للجامعة العربية تورط مرتزقة صوماليين في القتال إلى جانب المتمردين الحوثة في اليمن فيما كشف مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الصومالية بان لدى حكومته معلومات عن تورط عناصر صومالية في القتال إلى جانب المارقين الحوثة ضد الحكومة اليمنية. وقال التقرير الذي تلقاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من السفير ابراهيم الشويمي مبعوث الجامعة العربية في مقديشو إن القتال الدائر حاليا في الصومال بات مدفوعا بالمال والمصالح الشخصية، وأنه لم يعد مستغربا تحرك بعض الصوماليين إلى اليمن لتقديم أنفسهم كمرتزقة للعمل إلى جانب الحوثة في تمردهم ضد السلطات اليمنية، ولفت التقرير إلى أنه قرب السواحل اليمنية من الصومال، يدفع بعض الصوماليين العاطلين عن العمل أو المقاتلين المحترفين إلى التوجه لليمن وعرض خدماتهم على الحوثة طلبا للمال وليس انطلاقا من الإيمان أو القناعة بما يقاتلون من أجله. وأوضح التقرير أن من بين المرتزقة الصوماليين بعض قيادات الجماعات الإسلامية المسلحة المناوئة للتواجد العسكري الأجنبي هناك، وللسلطة الانتقالية التي يقودها شيخ شريف شيخ أحمد في الصومال. وأضاف: «هؤلاء لا يقاتلون انطلاقا من عقيدة أو مذهب، إنهم فقط يبحثون عن مصالحهم الشخصية ولديهم استعداد للقتال إلى جانب من يقدم لهم المال مقابل الحصول على خدماتهم». ولفت التقرير إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في اللاجئين الصوماليين على الأراضي اليمنية، حيث يمكن بسهولة تجنيد هؤلاء ودفعهم للقتال من أجل حفنة دولارات أميركية أو بمجرد وعدهم بمكان أفضل للإقامة والعمل. من جهته، قال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الصومالية إن لدى حكومته معلومات عن تورط عناصر صومالية مع المتمردين الحوثة ضد الحكومة اليمنية وعلى مقربة من الحدود اليمنية السعودية. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن المسؤول الصومالي قوله إن الخطر لا يكمن فقط في تواجد اللاجئين الصوماليين في اليمن وإنما يتعدى الأمر إلى عمليات تهريب سلاح تجري باستخدام صوماليين.. مشيراً إلى أن "هناك جالية صومالية كبيرة في اليمن بالإضافة إلى آلاف اللاجئين الصوماليين ومن الممكن، أن يتورط هؤلاء في الحرب اليمنية" وأضاف: «ليست هناك عمليات تهريب سلاح من الصومال إلى اليمن، لكن بإمكان المتمردين الحصول على السلاح من اريتريا عبر البحر».