كل منا لا زال يتذكر "كاريزمية" الرئيس الراحل عبد الناصر وسطوة إذاعته (صوت العرب) على الشارع العربي في خمسينات وستينات القرن الماضي، ومع ذلك وبعد أول مواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني الأمريكي الرجعي العربي أصبح مجرد التذكر أمراً يثير الشفقة والتقزز معاً، ويطرح سيلاً من الأسئلة عن دور الأجهزة الأمنية المعادية للأمة العربية والإسلامية في صناعتها.. قناعاتنا بعيداً عن نظرية المؤامرة أن مقولة: (كله تمام يا فندم) التي سوقتها "بطانة السوء" وزينتها له عبر مكتبه و"صوت العرب" هي المسؤول الحقيقي عن هزيمة 5 حزيران 67م، ومع ذلك فهذا التبرير لا يعفي عبدالناصر من المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية. ذات المؤامرة يعاد إنتاجها جنوبياً من خلال اصطناع جدل حول شرعية تمثل الرئيس السيد/ علي سالم البيض المتلازمة مع شرعية قرار فك الارتباط التاريخي الصادر في 21 مايو 1994م، تهرباً من الإشكالية الحقيقية التي تكمن في البطانة الملتحقة بتدبير مدبر، وصلت من دهاليز تيار إصلاح مسار الوحدة الاشتراكي واللجنة الخاصة السعودية إلى مكتب بيروت، بينما شرعية الرئيس البيض شرعية ثورية التزمتها جماهير الثورة الجنوبية وحراكها التحرري عملياً في ساحات فعالياتها من خلال رفع علم الجنوب وصور رئيسه الشرعي، أمر جعل (البطانة) معضلة كأداة تتحمل مسؤولية إعاقة التواصل بين الرئيس وتيار الاستقلال وجماهير الثورة الجنوبية من جهة أخرى. تضخم (عقدة البطانة) يتواصل تآمرياً من الخارج مع جنرالات المجلس الأعلى العسكري (للبقع) وبقايا رميم المجلس الأعلى للحراك (الاشتراكي) لامتطاء (الثورة) بعد أن مهدت لهما أجهزة إعلام صنعاء (سلطة + معارضة) بما يزيح المناضلين (الحفاة) عن الإمساك بزمام ثورتهم.. بطانة السوء تواصل العزف على أنغام إعلام مشبوه يدعي زوراً أنه (جنوبي)، ويعمل على تدجين الشارع المنتفض تحت إبط (المؤلفة قلوبهم) مع أضافه (اللحقة) 2011م لها للتحلية والشرعية، وهي مغالطة مفضوحة تقود بفصلها الأخير إلى احتواء (الحراك) داخل صندوق (اللجنة الخاصة). هذه الإشكالية تجعل الأولوية في حل (عقدة البطانة) كونها لا ترى ابعد من أنوفها، وإن اجتهدت لا يتجاوز نظرها أبعد مما يملأ جيوبها، لذلك ونظراً لأهمية عملية التواصل في المسيرة النضالية الراهنة فإن مسألة إزاحتها تتربع على سلم الأولوية، لأن خطورة استمرار بقائها قد يوقع (الرئيس) كما أوقع من قبل (الزعيم) في براثن مشاريع (اللجنة الخاصة) للشقيقة الكبرى المعادية لتطلعات الجنوبيين في التحرر والتقدم والسلام. * منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن