الصحة: استشهاد وإصابة 38 مواطنًا جراء العدوان على الأمانة ومحافظتي صنعاء وعمران    رئيس مؤسسة الإسمنت يتفقد جرحى جريمة استهداف مصنع باجل بالحديدة    المؤتمر الشعبي وحلفاؤه يدينون العدوان الصهيوني الأمريكي ويؤكدون حق اليمن في الرد    إسرائيل تقصف مصنع أسمنت عمران وكهرباء حزيز    توسّع في تعليق الرحلات الجوية إلى مدينة "يافا" بعد قصف مطار "بن غوريون"    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    الذهب والنفط يرتفعان مدفوعين بالمخاوف التجارية واقتناص الفرص    إسرائيل تشن غارات على مطار صنعاء وتعلن "تعطيله بالكامل"    سلسلة غارات على صنعاء وعمران    العليمي يشيد بجهود واشنطن في حظر الأسلحة الإيرانية ويتطلع الى مضاعفة الدعم الاقتصادي    قاذفتان استراتيجيتان أمريكيتان B-52H تتجهان إلى المحيط الهندي    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    اسعار المشتقات النفطية في اليمن الثلاثاء – 06 مايو/آيار 2025    توقعات باستمرار الهطول المطري على اغلب المحافظات وتحذيرات من البرد والرياح الهابطة والصواعق    تسجيل اربع هزات ارضية خلال يومين من خليج عدن    حكومة مودرن    بعد 8 أشهر ستدخل المحطة الشمسية الإماراتية الخدمة    ريال مدريد يقدم عرضا رمزيا لضم نجم ليفربول    معالجات الخلل!!    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    أكسيوس: ترامب غير مهتم بغزة خلال زيارته الخليجية    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    تغيير رئيس الحكومة دون تغيير الوزراء: هل هو حل أم استمرارية للفشل؟    ودافة يا بن بريك    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقيب المعلمين السوريين الدكتور نايف الطالب الحريري ل"الجمهور": حتى في جنيف 10 لن يكون القرار إلا سورياً ولن يكون الحل إلا سياسياً
نشر في الجمهور يوم 08 - 03 - 2014

- ما جرى في مصر أو في ليبيا أو في تونس أو السودان وما يجري في لبنان والعراق وما يجري في سوريا وما جرى في اليمن كل ذلك كان هدفه في أساس تفتيت هذه الأمة وتقسيمها وتجزئتها
- الشعب العربي واعي ولديه احساس قومي ويؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع
- حين كانت كل وسائل إعلام التآمر تبث الرعب والخوف وتحذر من دخول سوريا وتدعو لمغادرة سوريا على أساس أن الضربة العسكرية حتمية، كانت النقابة وكان النقابيون اليمنيون حاضرون في سوريا
- وخوفنا على أتحادنا هو ذاته خوفنا على كل مؤسساتنا المستهدفة في أقطارنا أو على مستوى الأمة العربية كلها
- مجموعات ظلامية تكفيرية إرهابية تتسلح بكل أشكال البغي استهدفت كل مقومات الحياة في سوريا
- ما يجري في معظم أقطار الأمة مؤامرة على إمكاناتها وإضعاف لقدرتها لتعجز عن مواجهة المشروع "الصهيو أمريكي"
- المتأسلمون قتلة مأجورون وينفذون أجندة أجنبية لخدمة أطماع صهيونية توسعية
- أمة تنظيم الإخوان هي أمة الإرهاب الدولي المرتبط بعلاقات مصالحية مع الصهيونية العالمية
- الذين يصورون الإسلام شيء والعروبة شيء يتبرأون علنا من وطنيتهم وعروبتهم ويمارسون جرائم بعيدة عن الإسلام والعروبة
- المعلمون هم بناة الأجيال وصناع الحاضر والمستقبل ومنظمات المعلمين طلائع ونخب سياسية مثقفة تقود المجتمع
* مرحباً بك في بلدك اليمن ونود أن تعطي القارئ صورة لما جرى ويجري في سوريا؟
** بداية أوجه التحية لشعبنا العربي الأصيل في الجمهورية اليمنية الشقيقة وإلى مواقف هذا الشعب التي تبعث على العزة والشموخ والكبرياء، نحن سعداء جداً بتواجدنا على أرض اليمن الشقيق من أجل عقد اللقاء التشاوري للمنظمات العربية لاتحاد المعلمين العرب.
ما يجري في سوريا هو مؤامرة كونية بامتياز، وهذا ما اتضح للعالم بأسره عندما تسلل الفكر الوهابي الظلامي التكفيري إلى نفوس ضعيفي الانتماء الوطني والقومي، حدث ما حدث على الساحة العربية بشكل عام.
في سوريا استهدفت كل مقومات الحياة، يعني ما من شيء يمكِّن الإنسان من الحياة إلا واستهدفوه، فقتلوا البشر والشجر والحجر، وكل ذلك تحت غطاء الدين المزيف الذي لبسوا عباءته وحاولوا ومن خلالها ان يتسترون على أفعالهم الإرهابية الإجرامية القاتلة.
في سوريا مآسي كبيرة جداً وآلام لا يمكن أن توصف.. واخوتنا في اليمن الشقيق اطلعوا على هذه المآسي واطلعوا على أشكال التدمير والتخريب والقتل وسفك الدماء بكل ما تحمل كلمة سفك الدماء من معنى.
وهنا أنا أتذكر حديثاً للرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال "يأتي زمن على أمتي يكثر فيه الهرج والمرج، فقالوا له ما الهرج والمرج يا رسول الله قال أن يقتل الإنسان ولا يدري لما قُتل أو أن يقتل الإنسان ولا يدري لماذا يقتل" هذا هو حالنا اليوم في سوريا، مجموعات ظلامية تكفيرية إرهابية تتسلح بكل أشكال الأذى والبغي والشر والعدوان فاستهدفت كل مقومات الحياة في سوريا وما تركت شيئاً إلا واستهدفته.
استهدفوا رياض الأطفال والمدارس والجامعات والمؤسسات النقابية، نقابة المعلمين هذه المؤسسة التي تقدم الخدمات الاجتماعية للمعلمين الذين يقومون ببناء الإنسان، وكما تعلمون أن الإنسان هو غاية الحياة ومنطلق الحياة كل تلك الأعمال الإجرامية جاءت بتخطيط وتدبير من أعداء الأمة العربية.
أقول أعداء الأمة العربية لأن ما يجري في معظم أقطار هذه الأمة هو مؤامرة كبيرة على هذه الأمة للقضاء على امكاناتها ولاضعاف قدراتها حتى لا تبقى قادرة على مواجهة المشروع "الصهيو أمريكي" الذي يستهدف تاريخنا وحضارتنا ووجودنا.
* ما هي المقومات الأساسية التي استطاعت سوريا ان تواجه بها هذا التآمر خلال السنوات الثلاث الماضية؟
** هي مؤامرة استجمع لها كل قوى الشر والبغي والعدوان من أصقاع العالم.. من جهات الأرض الأربع.. ما تركوا قاتلاً أو ارهابيا إلا وأوفدوه إلى سوريا منذ بدأت المؤامرة، إلا ان سوريا كانت قادرة على مواجهة هذه المؤامرة من خلال المثلث المكون من ثلاثة أضلاع:
الضلع الأول والأساسي هو الشعب العربي السوري الواعي لكل ما يجري ولكل ما يخطط ويدبر له من مؤامرات وينتمي إنتماءً صادقاً إلى الأمة العربية وينطلق انتمائه من شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".. رسالة السلام والعدل والمحبة والتآخي والتعايش.
الضلع الثاني هو بسالة جيشنا وقواتنا المسلحة، لأن جيشنا العربي السوري جيش عقائدي يؤمن بأنه وجد وخلق من أجل الدفاع عن كرامة الأمة العربية وليس للدفاع عن سوريه فقط.. فأينما ناداه الواجب كان يلبي الدعوة مباشرة وينطلق لأداء واجبه القومي بالإضافة إلى عقيدته وإيمانه بأن مهمته الأساسية هي الدفاع عن سوريا بكل مقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والثقافية.
الضلع الثالث وهو الأهم والأساسي أيضاً هي الحكمة والحنكة السياسية والشجاعة في اتخاذ القرار والالتزام بالثوابت الوطنية والقومية من قبل شخص الرئيس بشار الأسد، هذا القائد الذي تميز بقدرته على إدارة هذه الأزمة ومواجهة هذه المؤامرة وكان قائداً عالمياً بامتياز واستطاع من خلال حكمته وبسالته وشجاعته وسعة صدره ورحابة أفقه أن يدير هذه الأزمة بامتياز وأن يمكن الشعب العربي السوري والجيش العربي السوري وكل مكونات سوريا ان يصمدون أمام هذه المؤامرة الكبيرة.
* مؤتمر جنيف 2 جاء مرتكزاً على جنيف 1.. نود أن نضع أمام القارئ اليمني صورة جنيف 1 باعتباره مرتكز جنيف
** جنيف 1 هو بالأساس قرار دولي تم برعاية كل من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية بعد قناعات ترسخت لدى كل دول العالم بأنه لا حل عسكري في سوريا وأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، يستند إلى الحوار السوري- السوري وان القرار في نهاية المطاف هو قرار سوري خالص ولن تسمح سوريا العربية لأية جهة مهما كانت ان تتدخل في القضايا الداخلية التي تعني سوريا كدولة مستقلة.
* ما هي بنود جنيف
** مؤتمر جنيف الأول تضمن خمسة بنود أساسية أهمها: الأول مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه والضغط على الدول الداعمة له ومنها مع الأسف دول عربية واسلامية شقيقة في صدارتها العصابة الأردوغانية التركية وحكام قطر والسعودية، هؤلاء الذين جندوا أجنادهم ودفعوا بكل امكاناتهم المالية والعسكرية والإعلامية لتنفيذ هذه المؤامرة التي لا تخدم في نهاية المطاف إلا الكيان الصهيوني.. فهو تحديداً المستفيد الأول والوحيد مما يحدث في المنطقة العربية بكاملها ومن بعده الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية الطامحة في نهب ثروات وخيرات هذه الأمة في كل الأقطار العربية.
النقطة الثانية: وحدة واستقلال وسيادة سوريا الأرض والشعب والمقدرات.
النقطة الثالثة: أن يكون الحل في سوريا هو حل سياسي بامتياز وأن الشعب العربي السوري هو صاحب القرار.. وتأتي بعد ذلك نقطة رابعة عي إيجاد ممرات إنسانية آمنة وأيضاً إتخاذ تدابير وإجراءات جميعها تمكن سوريا من العودة إلى ما كانت عليه سابقاً من أمن وأمان.
* سننتقل إلى جنيف 2، ولكن بعد أن توضح لنا ملاحظة مهمة وهي أن ثمة من يتحدث عما يجري في سوريا على أنه حرب طائفية ومذهبية وبهذا التوصيف تصاعد كثيراً قبيل وعلى هامش مؤتمر جنيف
** هذا لا صحة له على الإطلاق، سوريا منذ ما قبل عشرة آلاف عام هي التي صدرت الحضارة إلى أصقاع العالم برجالها.. بفكرها.. بعلمائها.. بمحبتها.. بمحبة شعبها لبعضه البعض، وبتآخي هذا الشعب مع بعضه البعض، ودمشق المحبة والسلام هي أقدم عاصمة في التاريخ، عاش وتعايش فيها الناس بمحبة على مر التاريخ والذين يتحدثون عن طائفية ومذهبية في هذا البلد يحاولون تمرير بعض القضايا لكنهم فشلوا واصطدموا بوعي الشعب العربي السوري وتكوينه الذي التف حول نفسه وثوابته ووحدته بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الديني أو المذهبي أو العرقي أو الجغرافي.
* سنتحدث عن التنوع والتعدد والتعايش بعد أن نتوقف عند مؤتمر جنيف 2 حتى تكون أفكار حوارنا متسلسلة؟
** ذهب وفدنا الرئاسي الحكومي إلى جنيف 2 وهو مؤمن بأن هناك قضايا أساسية وثوابت وطنية وقومية لا يمكن أن نحيد عنها وأثبتنا للعالم بأننا منذ البداية كانت لدينا حلول سهلة وخارطة طريق ممكنة التنفيذ في ضوء هذه الثوابت.
* ما محتوى هذه الخارطة ومتى طرحت؟
** محتواها نفس الأسس التي طرحت في جنيف 1 وجنيف 2.. كان قد طرحها السيد الرئيس بشار الأسد في الأيام الأولى للأزمة من خلال كلمة مثلت مبادرة وأسساً وخارطة طريق تضمنت:
أولاَ الدعوة لإيقاف العنف فوراً.
ثانياً: تشكيل حكومة انتقالية موسعة.
ثالثاً: تعديل الدستور وإجراء استفتاء عليه وقد تم تنفيذ هذه النقطة بتعديل الدستور وإجراء استفتاء شعبي عليه وحاز ثقة الشعب العربي السوري بنسبة عالية.
وما طرح في مؤتمر جنيف 1 وجنيف 2 كان قد جاء في مبادرة الرئيس الأسد مع فارق أن الرئيس الأسد كان يريد مناقشة هذه الخارطة وهذه الأسس وتفاصيلها على الأرض السورية في حوار وطني تحت سقف البيت السوري وأن يقوم بمناقشتها أبناء الشعب العربي السوري لا أن يناقشها الغرباء مع تقديرنا الكامل لحضور الاشقاء والأصدقاء الذين يريدون الخير لسوريا وأبنائها.
وطبعاً لو تمت الاستجابة منذ البداية لكنا تجنبنا وجنبنا بلدنا وشعبنا كل هذا الدمار وكل تلك الخسائر والتضحيات في الأرواح والدماء والمقدرات والمنشآت وحتى في نفوس الناس وعلاقات أبناء شعبنا العربي السوري الذين يشعرون الآن بالحسرة والألم لفقدان من شذوا عن الإجماع والوفاق وخرجوا من الصف الوطني حتى وإن كانوا قلة قليلة.
ذهب الوفد الرئاسي والحكومي وقرأوا بياناً تضمن مفردات تلك الخارطة وأسس ومرتكزات جنيف 1 ولكن الطرف الآخر رفضها.
* إذاً فالسؤال هو: هل هنالك إنسان سوري يشعر بأنه ينتمي للأرض العربية السورية يرفض مسألة حق سوريا في تحرير أرضها المغتصبة؟
** هناك الجولان المحتل الذي تحتله إسرائيل وهناك اللواء اسكندرون الذي تحتله تركيا والذي أعطي لها من قبل الاستعمار الأوروبي آنذاك عند تقرير اتفاقية سايكسبيكو.. ولأن بيان الوفد الحكومي السوري الذي يمثل إرادة الشعب العربي السوري ضمن - البيان - حق سوريا في تحرير أراضيها المنهوبة فقد كان ذلك من أسباب رفض البيان.
نقطة مهمة أخرى طرحها وفدنا وهي ضرورة إيقاف العنف والإرهاب وتجفيف منابع هذا الإرهاب والضغط على الدول الداعمة له.
ليس بإمكاني أنا كمواطن أو كحكومة مثلاً أن أنفذ ما ورد في جنيف 1 أو جنيف 2 أو في خارطة الطريق التي قدمها السيد الرئيس بشار الأسد والحرب قائمة.. لا بد أولاً من إيقاف الحرب والاقتتال القائم والقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه وعند ذلك تبقى الظروف مواتية تماماً لانجاز الحوار السوري - السوري وتحقيق الحل السياسي النابع من إرادة الشعب العربي السوري.
* لكن في نهاية المطاف....؟
** مقاطعاً.. في نهاية المطاف، في جنيف 1 أو جنيف 2 أو جنيف 10 سيبقى القرار في دمشق وقرار الشعب السوري هو الحل الذي سيخرج سوريا الأرض والشعب والدولة من هذه الأزمة ويمكنها من تجاوز هذه المؤامرة الكبيرة التي خططها ودبر لها اعداء الأمة وينفذونها بأدوات متعددة للأسف بينها أيادٍ سورية وعربية.
* من داخل الأحداث التي شهدتها بعض الأقطار العربية وشاركت فيها أقطار أخرى بشكل أو بآخر كيف قرأتم ما جرى ويجري؟
** عندما بدأت الأحداث في سوريا وفي المنطقة العربية وأطلقوا عليها ما يسمى "الربيع العربي" عند ذلك أنا شخصياً قلت إنه "ربيع صهيوني وخريف عربي" لأن كل نتائج هذه الفوضى – غير الخلاقة- التي بثت في كل المنطقة العربية هي في نهاية المطاف لخدمة العدو الصهيوني سواء ما جرى في مصر أو في ليبيا أو في تونس أو السودان وما يجري في لبنان والعراق وما يجري في سوريا وما جرى في اليمن كل ذلك كان هدفه في أساس تفتيت هذه الأمة وتقسيمها وتجزئتها وبتر أواصر الإخاء والتواصل والتكامل فيما بين هذه الأمة.. تقطيع الجسد العربي إرباً حتى لا تقوى هذه الأمة على مواجهة أعدائها مستقبلاً.
* البعض يتجاهل النتائج التي أفضت إليها هذه الأحداث وهنالك من يحاول العزف على إرادة الشعوب ومطالب الجماهير في كل قطر عربي؟
** النتائج اتضحت بأنها تخدم أعداء الأمة والأخطر من ذلك الأدوات التي استخدمت، فالأسلوب أو الأداة المستخدمة هي مشروع الأجندة الدينية أو الإسلام السياسي الذي بثوه في كل الدول العربية.. وأنت تلاحظ أن تنظيم الإخوان المسلمين يقدم كل ما لديه من إمكانات وتسخر له أموال ومقدرات مهولة للوصول إلى السلطة والتربع على عرش القرار السياسي لكنهم قد باءوا بالفشل وانكشفوا لأن الشعب العربي واعي ولديه احساس قومي ويؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع، ولديه ادراك بأن الأمة العربية أمة واحدة لديها أسس ومقومات وقواسم تساعد على أن تبقى الأمة متقاربة متكاملة متعاونة والأمة التي تشعر بهذه الحقائق لا يفتتها التاريخ ولا تجزئها المؤامرات ولا يمكن لمشروع الإسلام السياسي أن ينال من وحدتها وصمودها وتمسكها بثوابتها.
* ما الغرض الأساس في تقديرك لاستخدام مشروع الإسلام السياسي كأداة لتنفيذ المخططات التدميرية الموجهة ضد الأمة؟
** جزء من المؤامرة استهداف الإسلام من داخله، وأود هنا أن أذكِّر بآية كريمة في سورة البقرة، حيث يقول الله تعالى "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن منهم بالله واليوم الأخر فلا خوف عليهم...". إذا كان الله سبحانه وتعالى لا يفرق بين هؤلاء ويؤمنهم جميعاً فكيف لأصحاب مشروع الإسلام السياسي والفكر المتطرف الإقصائي أن يُعمِلُون مخالبهم وأنيابهم القذرة في الجسد العربي باسم الإسلام والإسلام منهم براء، وأقولها بصدق إن هؤلاء يقاتلون الإسلام بالاسلام ويشوهون صورة الإسلام من داخل الإسلام بشعارات مزيفة وأهداف غريبة على الإسلام والشرع الإسلامي وقيمه السامية.
* المسلون يؤمنون بأنبياء الله وكتبه وكل الانبياء والرسل دعوا إلى المحبة والإخاء والتعايش ما دعى منهم أحداً إلى القتل وسفك الدماء وغير ذلك.. من أين جاء هؤلاء المتأسلمون بهذا الحقد؟
** هم قتلة وعبارة عن أدوات ينفذون أجندة أجنبية لخدمة أطماع صهيونية وتوسعية، وبوضوح أكثر مأجورون يقفون ضد بلدانهم وضد أنفسهم.
* نريد أن نصف هذه الأهداف والأطماع من خلال نماذج قابلة للقياس؟
** هم الآن يحاولون بشكل أو بآخر تجزئة الأمة وتقسيم الوطن إلى عدة أوطان، اليمن إلى عدة أقاليم، سوريا إلى أربع دويلات، لبنان إلى ثلاث دويلات، الهدف من ذلك أن تقوم دويلات صغيرة على مرتكزات طائفية أو مذهبية، ليشرعنوا للعدو الصهيوني أن يقيم دولته على أساس يهودية الدولة.
* كيف تابعتم ما حدث ويحدث في اليمن؟
** نحن في سوريا ندرك تماماً بأن المؤامرة واحدة والأدوات هي ذاتها في كل المنطقة العربية، لكن الأدوات تختلف نسبياً من قطر إلى آخر، على أن ما جرى في اليمن يتطابق مع ما جرى في سوريا تطابقاً شبه كلي.. عمليات استهداف المنشآت والمؤسسات والجيش والأمن وتدمير المدارس والجامعات ودور العبادة من مساجد ومدارس وتعطيل مصالح الناس والقضاء على مقومات الدولة المدنية وأسس الديمقراطية.. واستهدفوا كل مقومات الدولة بغرض إضعافها.. فعلا ما تم تنفيذه في سوريا تم ويتم تنفيذه في اليمن.. إذا الغاية واحدة والأدوات متشابهة ومتطابقة في كثير من الأحيان والمخطط واحد يستهدف الأمة العربية والشعب العربي في سوريا أو اليمن أو في بقية الأقطار العربية.
* لكن ثمة من يعتبر الحديث عن الأمة العربية والقومية العربية محاولة للنيل من الإسلام ودعايات تنظيم الإخوان تقوم على أساس أن المسلمين أمة لا تنحصر في الوطن العربي؟
** امة تنظيم الإخوان هي امة الإرهاب الدولي المرتبط بعلاقات حميمية مصالحية مع الصهيونية العالمية التي ينفذ أجندتها.. أما بالنسبة لنا فنحن نؤمن أن أمتنا عربية إسلامية وندرك أن أمتنا العربية مهبط كل الديانات السماوية، وهي حاملة رسالة الإسلام، وأخذت منه الكثير ولم تقدم للآخرين شيئاً من الحضارة إلا بعد أن جاء الإسلام وفي ظله، وتهذبت برسالته وقيمه، فالإسلام والعروبة صنوان لا ينفصلان ووجهان لأمة واحدة هي أمتنا العربية، أما أولئك الذين يصورون أن الإسلام شيء والعروبة شيء، فهم يتبرأون علناً من وطنيتهم وعروبتهم ويمارسون جرائم تؤكد بعدهم عن الإسلام وبالتالي لا إسلام لهم ولا عروبة.
* دعنا نخرج من الأحداث السياسية إلى اللقاء التشاوري لنقابات المعلمين العرب الذي جئتم إلى اليمن للمشاركة فيه؟
** لن نخرج من الموضوع فالمعلمون هم بناة الأجيال وصُناع الحاضر والمستقبل ومنظمات المعلمين العرب هي طلائع ونخب سياسية مثقفة وناضجة تقود المجتمع وتنشر الوعي.. وفي ظل الظروف التي تمر بها الأمة العربية وتسرب الفكر الوهابي التكفيري الإقصائي الذي يدعو لقتل الآخر وإبعاده وإيذائه.. وهنا يبرز دور المعلم العربي في أي قطر من أقطار أمتنا حيث يجب على المعلم أن يواجه هذا الفكر المسموم ويحصن الأجيال والمجتمعات من هذا الفكر الحاقد القاتل.
* عملياً ما أهم مفردات أجندة هذا اللقاء لرؤساء المنظمات العربية؟
** نلتقي اليوم من إدراكنا لمسئولياتنا كمنظمات نقابية في كل الأقطار العربية وقد وجدنا أن كثيراً من المنظمات النقابية لعبت دوراً مهماً في بعض الأقطار خلال هذه المرحلة كما أن لدينا منظمة عربية قومية اسمها إتحاد المعلمين العرب.
خلال هذه الظروف التي مرت بها الأمة العربية لم نلمس أي دور لهذه المنظمة وكأنه كان أول الغائبين أو المغيبين في هذه الظروف حيث لم يقدم شيئاً لأي بلد عربي ولا للأمة ولا للمنظمات العربية المنضوية تحت لوائه.. لم نسمع حتى بياناً واحداً طوال سنوات المؤامرة على الأمة وأقطارها وسمعنا بعض الومضات والاشعاعات من بعض النقابات العربية التي أدت بعض مسئولياتها وحضرت بشجاعة في خضم الصراع، وأعطتنا الأمل والثقة كما هو حال النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية في اليمن عندما مارست دورها على المستوى القطري وعملت على استقرار العملية التعليمية التي كان تعطيلها جزء من المؤامرة.. وكانت حاضرة على مستوى الأقطار العربية من خلال بياناتها وفعالياتها التضامنية مع معلمي مصر والشعب المصري، ومع الشعب الفلسطيني ومع معلمي العراق وكذلك مع معلمي سوريا، حيث كانت أول منظمة رفضت ضرب سوريا والعدوان عليها، وجاء وفدها إلى سوريا في الوقت الذي كان فيه صناع المؤامرة يتداعون ويحشدون لضرب سوريا، وحين كانت كل وسائل إعلام التآمر تبث الرعب والخوف وتحذر من دخول سوريا وتدعو لمغادرة سوريا على أساس أن الضربة العسكرية حتمية، كانت النقابة وكان النقابيون اليمنيون حاضرون في سوريا يشاركون زملائهم تدشين العام الدراسي، وينفذون فعاليات تضامنية ميدانية، يؤكدون من خلالها أنهم يتضامنون مع أنفسهم ويؤدون دورهم وواجبهم التربوي والنقابي والقومي والإنساني ولا يتضامنون مع سوريا فقط، وتلك مبادرة يعتز بها المعلمون السوريون والشعب السوري.
كذلك نقابات عربية أخرى أقامت أنشطة وفعاليات تضامنية مع سوريا والأقطار العربية، لكن اتحاد المعلمين العرب كمنظمة لم يحرك ساكناً ولم يكن له موقف لا على المستويات القطرية ولا على مستوى الأمة العربية.
* كيف التقيتم أو فكرتم بإقامة اللقاء؟
** اليوم وبمبادرة من نقابة المهن التعليمية في اليمن الشقيق كانت الدعوة لرؤساء المنظمات النقابية للمعلمين العرب ليجلسوا مع بعضهم ويناقشوا بمسئولية واقع الاتحاد وعلى ضوء ما شهدته الساحة العربية بهدف استعادة دور اتحاد المعلمين العرب، ليكون له دور أساسي وحضور فعال في مواجهة المؤامرات وتحصين الأمة وأجيالها.
ونتفاءل أن نلتقي هنا بإخوتنا رؤساء المنظمات ويتخذوا قرارات شجاعة تعيد الاتحاد إلى الواجهة وتفعل دور المنظمات في إطار رؤى عربية جماعية يدعمها ويتبناها الاتحاد وبما يفعل دور المعلم الذي كتب عنه الشعراء والفلاسفة ووضعته كل الثقافات والأديان في صدارة المجتمعات كونه الباني الأساسي للمجتمعات من خلال بنائه للإنسان.
* هل تتطلعون لقرارات جريئة تصحح وضع الاتحاد؟
** عملياً هذا الاتحاد دورته الانتخابية الشرعية انتهت أو اقتربت من الانتهاء دون أن يكون له خلال هذه الدورة أي دور بسبب الظروف التي طرأت.
ويفترض في الشهر الثالث من هذا العام أن ينعقد المؤتمر العام لانتخاب قيادة الاتحاد، وأن يقوم المعلمون العرب من خلال تمثيل نقاباتهم واتحاداتهم في المؤتمر العام بانتخاب قيادتهم النقابية "الأمانة العامة لاتحاد المعلمين".. وفي ظل هذه الظروف وجدنا أن هناك تراخ يقلقنا من مؤشرات لا خير فيها للاتحاد والمنظمات والمعلمين، وخوفنا على أتحادنا هو ذاته خوفنا على كل مؤسساتنا المستهدفة في أقطارنا أو على مستوى الأمة العربية كلها، وبالتالي ليس صحيحاً أن نسكت أو نساعد على إطالة أمد هذا التراخي أو التعطيل لاتحادنا فهذا اللقاء سيحدد مسئوليتنا.
وأنا باسم معلمي سوريا سأدعوا المنظمات العربية لعقد المجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب في دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية، وذلك لنحدد موعد المؤتمر العام لاتحاد المعلمين العرب الذي سيتم خلاله انتخاب قيادات للاتحاد قادرة على تفعيل دوره وتجسيد تطلعات المعلمين وتقودهم لأداء دورهم وتحمل مسئولياتهم التربوية والوطنية والقومية.
وعلى هذا الأساس أجرينا اتصالات نحن والزميل محمد حنظل نقيب المعلمين اليمنيين مع رؤساء المنظمات العربية وهناك مؤشرات أمل أن نخرج بنتائج إيجابية وقرارات حاسمة.
* قبل أن نختم الحوار ما الذي تريد قوله؟
** أود أن أوجه تحية باسم المعلمين السوريين في المدارس والمعاهد والجامعات وباسم شعبنا العربي السوري وباسم أسر الأطفال المتواجدين والمؤسسات التربوية تحية لشعبنا العربي من المحيط إلى الخليج، وتحية خاصة لشعبنا العربي في اليمن الذي قدم ممثلوه إلى سوريا أكثر من مرة خلال هذه الأزمة مؤازرة أشقائه ونفذ أنشطة وفعاليات أكدت أن العرب فيهم من الأصالة والنخوة والكرامة ما يجعلهم يقفون صفاً واحداً ضد كل تآمر يستهدف كيانهم وتحية لك شخصياً ولصحيفة "الجمهور" التي نتابعها من خلال شاشات التلفزيون السوري وعبر النت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.