قال نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين ابو رأس بأن اليمن غنية بمواردها البشرية القادرة على الإيفاء بمتطلبات العمل في الأسواق الخليجية منوهاً بضرورة تكثيف برامج التدريب والتأهيل للعمالة اليمنية لمواكبة التطورات في مختلف المجالات. وشدد أبو رأس في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر الأقليمي الخاص بالعمالة اليمنية ومتطلبات سوق العمل الخليجي الفرص والتحديات - الذي نظمه مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية اليوم بصنعاء - على أهمية دراسة احتياجات الأسواق الخليجية حتى يتم على ضوئها وضع برامج التدريب والتأهيل للعمال اليمنية لخلق تحالف قائم على الشراكة وتبادل المنفعة في إطار منظومة واحدة متكاملة.. مؤكداً بأن التوصيات التي سيخرج بها المؤتمرون ستحظى باهتمام بالغ وترجمتها على أرض الواقع. من جانبه أكد ممثل منظمة العمل العربية محمد شريف داوود على ضرورة الإعداد التقني والمهني للقوى العاملة باعتبارها الأساس في المعالجة الجذرية لتفاقم البطالة وتوفير فرص عمل للأفواج الجديدة سنويا والتي تقدر بأكثر من 4 ملايين يضافون إلى 17 مليون عامل عاطل عن العمل في المستوى العربي. وأشاد داوود بالدور الهام والمميز للقوى العاملة اليمنية ودورها الفعال في تكامل القوى العاملة العربية والاستغناء عن العمالة الأجنبية، لما تسببه من خسائر اقتصادية واجتماعية فضلا عمَّا تشكله من تهديد للأمن الوطني والقومي منوها إلى أن المنظمة تكرس أنشطتها للنهوض بقضايا التشغيل للقوى العاملة العربية وفقا لتناولات القادة العرب في دعوتهم الأخيرة بشأن الأوضاع العربية الاقتصادية والاجتماعية. وعلى ذات الصعيد اعتبر الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر العمالة اليمنية أفضل قوى عاملة دون غيرها في منطقة الخليج والجزيرة العربية وقال في تصريح خاص ل "الجمهور نت": "ليس هناك أمل وليس هناك أمن على الإطلاق مالم يكن هناك عمالة عربية لها انتماء وعلاقة تاريخية بالمنطقة مؤكدا على ضرورة اسيعاب العمالة اليمنية في الأسواق الخليجية". وأعرب المسفر في سياق تصريحه خاص ل"الجمهور نت" عن أسفه لدور الإعلام اليمني الذي قال بأنه شكل عاملا سلبيا في وضع صورة العمالة اليمنية على الشاشة في المجتمع الخليجي والجزيرة العربية ككل.. مشدداً على ضرورة قيام النظام السياسي اليمني بدور كبير جدا لطمأنة أهل الخليج وعكس الصورة لديهم عن العمالة اليمنية باعتبارها الأفضلية. وأوضح الدكتور المسفر أن العمالة الأجنبية الموجودة في منطقة الخليج غير ماهرة.. موضحاً أنها تتلقى التعليم والتدريب فور وصولها من جنوب شرق آسيا إلى منطقة الخليج لتتمكن من القيام بمهامها، لافتا إلى أن صعوبة اللغة والعادات والتقاليد لدى تلك العمالة تسببت في بطء وتأخير عملية التنمية في المنطقة.. منوهاً بأن العمالة اليمنية المتوفرة بكثافة قادرة أن تقوم بالواجب وبأسرع وقت ممكن مساهمة في عملية التنمية الخليجية. متمنيا في ختام تصريحه ل"الجمهور نت" أن تلقى توصيات هذا المؤتمر الفاعل والمؤثر اهتماما كبيرا لدى صناع القرار السياسي سواء في اليمن أو في مجلس التعاون الخليجي بهدف الطمأنة السياسية والاقتصادية والفكرية في المنطقة. من جهته طالب الدكتور احمد عبدالكريم سيف المدير التنفيذي لمركز سبأ للدراسات الاستراتيجية خلال المؤتمر الدول الخليجية تقديم "كوتا" للعمالة اليمنية في أسواقهم بما يتناسب مع قدرات هذه الأسواق الاستيعابية حاجاتها مقابل قيام اليمن بتدريب وتأهيل هذه العمالة لتوافق هذه الاحتياجات داعيا الأشقاء في الخليج منح اليمن أفضلية كدولة أولى بالرعاية وكذا إعادة النظر في بعض القوانين المعيقة لحركة العمالة اليمنية كنظام الكفيل. وناقش المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من المفكرين والباحثين اليمنيين والخليجيين على مدى يومين 18 ورقة عمل تهدف إلى تقديم رؤى واقتراحات من خلال استعراض واقع العمالة اليمنية في دول الخليج والمعوقات التي تحول دون تمكينهم من العمل في الخليج فضلا عن مدى الفائدة التي ستعود على اليمن والخليج من استيعابهم في إطار منظومة العمل الخليجية.