بصراحة أنا تفاجأت بصحيفة "الجمهور" عندما وجدت في احد أعدادها وهي لا تزال في البداية، حواراً صحفياً من ثلاث صفحات كاملة وبما يعطي للمتحدث أفقاً.. وكان الحوار إذا لم تخني الذاكرة مع عضو مجلس الشورى الأستاذ عبدالحميد الحدي.. واستغربت باعتبار أن هذا مالم نعهده في الصحف الأخرى وقلت في نفسي ربما أن للأستاذ الحدي علاقة خاصة بهذه الصحيفة ولهذا السبب أفردت له مساحة بهذا الشكل وبأكثر من صورة حية وبالتفاصيل الدقيقة. هذا الأمر بقي في ذهني إلا أن صدر العدد التالي ووجدت فيه حواراً مطولاً من أربع صفحات وليس ثلاث، واعتقد أنه كان مع الأستاذ القيادي الناصري حاتم أبو حاتم.. وبذات الشكل والأسلوب، فقلت إذاً المسألة ليست علاقات شخصية وإنما هذه الصحيفة لها نمط خاص. لم أكن أتوقع حقيقة أن أكون ضيفا ضمن سلسلة حوارات صحيفة "الجمهور" ولهذا تفاجأت عندما اتصل بي الصحفي عبدالناصر المملوح طالبا لحوار.. وتفاجأت أكثر بأسلوب الحوار.. أسلوب يفرض عليك ان تفكر ويضعك أمام الأشياء بواقعية مهذبة بعكس الكثير من الصحفيين الذين يصدونك بطبيعة الأسئلة ويجعلونك تنهي الحوار. أسلوب الحوار الذي وجدته في "الجمهور" لا هو بالأسلوب الاستدراجي ولا هو بالاستفزازي.. يحاورك بروح من المودة وفي الوقت ذاته ينقلك من أفق إلى أفق.. وبصراحة لأول مرة أجد صحيفة هدفها الأساسي حوار يفيد الناس بشكل عام. والأهم من ذلك- وأنا أتحدث بحكم تجربتي الشخصية – الأمانة الصحفية حتى أنني تكلمت أثناء الحوار الذي أجري معي ببعض كلمات غير واضحة ووجدتها في الصحيفة كما هي لم تحذف ولم تحسن ولم تجير.. وهذه هي في اعتقادي قمة الأمانة الصحفية. ومن خلال تتبعي لصحيفة "الجمهور" بشكل عام للصحيفة وجدت فيها الجرأة الإيجابية التي تدفعك للقراءة وليس الجرأة التي تجعلك تشمئز إلى الآخر.. رئيس مركز القرن الواحد والعشرين وعضو شورى حزب الاصلاح