الرجوع إلى المنطق وتحكيم العقل في الأفعال والأقوال ضرورة حتمية تتطلبها المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، ليس هذا فحسب بل إن ذلك سبب من أسباب السلم الأهلي والاجتماعي، وعامل مهم من عوامل مكونات بيئة آمنة للرخاء والتنمية المستدامة. وما فعلته بعض العناصر المحسوبة على تنظيم القاعدة في مأرب من تسليم نفسها إلى السلطة المحلية إلا ضرب من ضروب تحكيم العقل، و بهذا تكون قد صنعت خيراً ودرأت مشاكل ومصائب لا يحمد عقباها وتعود على البلاد بالويل والثبور. العودة إلى العقل والمنطق أصبحت حاجة ملحة يحتمها الواقع وعلى باقي العناصر والشباب المغرر بهم سواء من قبل التنظيم الإرهابي " القاعدة" أو من قبل المتآمرين على هذا الوطن ممن لا يرجون له خيراً وتقدماً ونماءً ، أن يرجعوا إلى العقل ويغلبوا مصلحة الوطن على باقي المصالح، فالوطن باقٍ وهو الحضن الدافئ والملجأ لأبنائه في السراء والضراء، وما دونه زائل لا ينفع ولا يجدي خيراً ولا يجلب لصاحبه مصلحة. ونقول لمن أخطأوا وأساءوا للوطن: إن الاعتراف بالخطأ والإقرار بالذنب ليس عيباً، وإنما العيب هو المكابرة والاستمرار في الفعل القبيح المسيء للوطن. ونقول لهم: كفى إرهاباً وخراباً وعبثاً.. كفى إزهاقاً للأرواح البريئة وترويعاً للأطفال والنساء، وتخويفاً للآمنين من السياح والأجانب المتواجدين في بلادنا. لقد آن أوان الرجوع إلى الله وتحكيم العقل والمنطق والتوبة النصوح والإقلاع عن كل أفعال يجرمها الدين والشرع والقانون والأعراف والتقاليد.. آن أوان بناء اليمن الموحد ونبذ الخلافات.. آن أوان الجلوس على طاولة مستديرة لمناقشة قضايا البلاد وبحث متطلبات تنميتها وتثبيت أركان أمنها واستقرارها. اليوم وليس الغد.. يجب علينا أن نعمل سوياً لمكافحة ومحاربة الظواهر السلبية، ونعزز في أوساط المجتمع قيم الخير والتسامح والحب والوئام. اليوم وليس الغد يجب أن نعود للعقل وجادة الصواب ونواصل بناء يمن الإيمان والحكمة.. يمن 22 مايو المجيد.