تخلف أحزاب المشترك عن حضور أولى اجتماعات اللجنة المشتركة للحوار الوطني الأربعاء الفائت كان متوقعاً.. ووفقا لمراقبين فإن قائمة المشترك تضم تيارات دينية وأيديولوجية مختلفة إلى حد التناقض والتصادم.. وفضلا عن توقع المراقبين عدم حضور وانسحاب بعض من ضمتهم قائمة المشترك فإن اللجنة بحاجة إلى أكثر من جلسة لتشاور الحوار الداخلي قبل أن تنتقل للحوار مع الطرف الآخر. الرئيس الدوري للمشترك الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وهو يبرر في تصريح صحفي أسباب تخلفهم عن حضور اجتماع الأربعاء لم يتجاهل هذه الحقيقة قائلا: "المشترك لديه قائمة ب100 شخص لم تكن لديها رؤية واضحة عن ماهية الاتفاق وتحتاج لشرح طويل".. وأضاف: "اجتمعنا الثلاثاء مع قائمة المائة وحاولنا إقناعهم وكانوا غير راضين على الموعد المحدد الأربعاء".. لافتا إلى أنه كان يجب على الحزب الحاكم التشاور مع الطرف الآخر في تحديد الموعد. الدكتور ياسين سعيد نعمان – عضو المجلس الأعلى لأحزاب المشترك، أمين عام الاشتراكي- هو الآخر لامس وإن على استحياء الخلافات الحاصلة داخل قائمة المشترك، والتي لا شك أن لها علاقة بشكل أو بآخر في تخلف المشترك عن حضور اجتماع الأربعاء، حيث يقول ياسين في تصريح صحفي: "اللغط الحاصل هو بخصوص ما إذا كانت اللجنة المشتركة بديلاً لتحضيرية الحوار الوطني المنبثقة عن المشترك: ولعله بنفيه ذلك أكد عمق الخلافات وتشعبها بين تيارات المشترك وتيار اللجنة المنبثقة عنه، إن جاز لنا التعبير بذلك. وفي المقابل، عبر مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" وحلفاؤه عن أسفه الشديد لعدم استجابة أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم لدعوة الأخ رئيس الجمهورية للحضور لبدء الحوار الأربعاء الفائت.. هذا الموقف من المشترك دفع بالرئيس إلى أن يوجه دعوة لمن أسماهم "الخيرين في المشترك" للإسهام في إنجاح الحوار بكلما من شأنه إجراء الانتخابات النيابة في موعدها المحدد. ذات الدعوة وجهها القيادي الاشتراكي البارز أنيس حسن يحيى وقال في تصريح لصحيفة "الجمهور" مساء الأربعاء: "أدعو كل الخيرين أينما كانوا سواء في حزب المؤتمر أو المشترك إلى تذليل الصعاب والعمل الجاد والصادق على إنجاح الحوار والسير نحو انتخابات نيابية حرة ونزيهة في موعدها المحدد. الأستاذ أنيس حسن يحيى- وهو أحد ابرز قادة الاشتراكي المؤسسين والذي يوصف عادة برجل الحوار الأول داخل الحزب- تمنى ألا تنشأ أية "صعوبات أمام أطراف الحياة السياسية".. وتمنى على "الخيرين أن يعملوا على تجنيب البلد أية أزمات جديدة.. موضحا بأن تدني سعر الريال وبهذا الشكل المتسارع إنما هو ترجمة لأزمة سياسية متفاقمة. وبخصوص الانسحابات من قائمة المشترك وحلفائه والخلافات التي ظهرت على سطحها، وما إذا كان لها علاقة بتخلف المشترك عن حضور اجتماع الأربعاء قال أنيس "أنا حضرت اللقاء الذي تم الثلاثاء وجمع قيادات المشترك واللجنة التحضيرية ولم ألحظ أية خلافات بينهما، كما عرفت أن الدعوة إلى اجتماع الأربعاء لم يتم التشاور بشأنها مع الطرف الآخر.. الأخوة في الحزب الحاكم ربما بنوايا طيبة أعلنوا عن عقد اجتماع للجنة المكونة من 200 عضو مناصفة، ولكن بدون التشاور مع الطرف الآخر". وأضاف: "وفي ذات اللقاء تم التوضيح لنا بأن الأخ باسندوه هو الآن في رحلة علاج، وسيأتي قريبا كما أنه يبارك كل الخطوات التي سيتم التوصل إليها في إطار اللجنة التحضيرية وفي إطار اللقاء المشترك".. وعن انسحاب الروحاني وطلب رئيس حزب الإصلاح بحضرموت باصرة إعفاءه من قائمة المشترك قال أنيس حسن يحيى- عضو في ذات القائمة-: "من حق أي كان أن يشارك أو لا يشارك".. مبديا إعجابه واحترامه للدكتور عبدالوهاب الروحاني: "أنا أحيي الأخ عبدالوهاب الروحاني.. أحيي حديثه الصريح أمامنا في لقاء الثلاثاء وتفسيره لعدم رغبته في المشاركة، في أية لجنة للحوار مع الحزب الحاكم باعتباره عضواً للجنة الدائمة في ذات الحزب الحاكم.. الروحاني بموقفه الصريح بدا صادقاً مع نفسه ومعنا في ذات الوقت". وبخلاف القائم بأعمال رئيس المشترك المنتهية ولايته أحمد حيدر الذي وصف الحراك الجنوبي بأنه مجرد "شعارات" أكد أنيس في سياق تصريحه ل"الجمهور" أهمية التواصل مع الأخوة في الحراك الجنوبي، لأنهم يمثلون حضوراً فاعلاً في الحياة السياسية ولا ينبغي تجاهلهم.