عبد الكريم عبدالله الشامي كلما شم رائحة كريهة أو رأى جيفة حلق حولها.. وكلما رأى شرر فتنة هب للنفخ في كيرها وإذكاء نيرانها..أينما كان أعداء الوطن وثورته ووحدته كان هو أول من يتقدم صفوفهم.. وأينما لاحت فرصة لقرع طبول الحرب كان هو أول القارعين وأول المبشرين بها. هذا هو الحالم بعودة الإمامة المتوكلية البائدة التي طوى الثوار والمناضلون من أبناء شعبنا الأبي صفحاتها السوداء من سفر الوطن، ويتوهم هذا المغرور بأن (إمامته) الكهنوتية المتخلفة ونظامها الاستبدادي الذي زال وهوى سوف يعودان، ولو تحت لافتة جديدة وشعارات مخادعة ليتسلط من جديد هو وأمثاله من بقايا الإماميين الذين جثموا في مراحل تاريخهم الأسود على رقاب الشعب وهيهات ان يتحقق لهم ذلك.. هذا "المتوكلي" المتلون يسعى اليوم وقد اندس في صفوف الاحزاب المعارضة وتسلق إلى موقع قيادتهم واستغل مناخات الحرية والديمقراطية التعددية وخصومات المتنافسين الحزبية وصراعاتهم؛ إلى إضرام نيران الفتنة بين الفرقاء والى استغلال وجوده على رأس "المشترك " وإلى إفساد الحياة السياسية وتسميم أجوائها، والى تفخيخ الحوار بتلك السموم الحاقدة التي ينفثها، وتلك الآراء التي يتطوع بها هنا وهناك لدى بعض المرضى او العملاء والمرتزقة وبعض المهووسين من تجار السياسة والسلاح والبزنس والباحثين عن ادوار أو الطامعين في القفز على كراسي السلطة؛ بعيداً عن إرادة الشعب وخياراته، وهم يعلمون أنفسهم بأنهم منبوذون بسبب تاريخهم الأسود المشين وانتهازيتهم وتصادم مصالحهم الشخصية مع مصالح الشعب والوطن.. ولهذا كان من الحكمة والمنطق ان يعلن المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه عدم الجلوس او التحاور مع شخص إمامي حاقد كهذا، كل همة معاداة الوطن وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته، والسعي الدؤوب لنسف الحوار بين أطراف المنظومة السياسية، لأن مصلحته وأمثاله تكمن في تعكير صفو الحياة السياسية وزرع الخصومات والخلافات بين أطرافها، لكي يظل الصراع قائماً ولكي يوجد التصدع والشرخ في الصف الوطني، فمثله لا عيش له إلا في وسط الحرائق وفي أجواء الروائح الكريهة المنتنة. ومن هنا فإن من مصلحة الحوار القائم الآن بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه، أن يكون مثل هذا "المتوكل" بعيداً عنه ولا علاقة له به، لأنه سيظل ينفث سمومه من اجل ألا ينجح هذا الحوار، وسيعمل بكلما لديه من المكر والخبث على إفشاله وزرع العراقيل أمامه، مستغلاً تواجده على رأس "المشترك" وقيادته له خلال هذه الفترة. اذن كيف يمكن للحوار ان يكون مثمراً ومحققاً لاهدافه وغاياته في الوصول بالمتحاورين من أبناء الوطن وقواه السياسية إلى الوئام والوفاق وتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتهيئة المناخات المناسبة لإجراء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها؛ وهو الذي يحمل من القناعات عكس ذلك كله، ولا يسره أبداً وبأي حال أن يرى الوطن مستقراً آمناً مزدهراً، بل يريد وطناً مضطرباً مشتتاً ممزقاً، وأهله متصارعون ومتنافرون متناحرون فيما بينهم البين لظنه ان ذلك هو الذي يلبي مآربة وهو السبيل لتحقيق أوهامه في عودة الإمامة البائدة وكهنوتها المتخلفة ولو تحت أية لافتة!!.