حين أعلن " راعي البقر" الرئيس الأمريكي السابق" جورج دبليو بوش" مطلع عام 2004عن مشروعه سيئ الصيت المسمى ب "مشروع الشرق الأوسط الجديد", كان يستند على قوة النظام العالمي الجديد والسوق المالية الدولية المتمثلة في "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي" والتي تعاظمت قوتهما بعد انتهاء الحرب الباردة، وعلى وجه الخصوص، بعد أحداث 11سبتمبر2001م وغزو العراق عام 2003م،وكان ظاهر هذا المشروع الجهنمي،والذي يمثل الفصل الأول منه ، هو فرض الديمقراطية بقوة ذلك النظام المالي الدولي،والذي اعترفت السيدة" مادلين أولبرايت " وزيرة خارجية أمريكا السابقة بعد عامين من إعلانه،بأنه "جمع لنقيضين"أي فرض الديمقراطية بالقوة (مجلة"نيوزويك"4يناير2006 ص2830) . أما باطنه الكارثي الخطير،والذي يمثل الفصل الثاني،فيهدف إلى إعادة رسم الخارطة "الجيوسياسية" للشرق الأوسط ،على النحو التالي : أولا : تقسيم بعض الدول العربية ،بدءاً بالعراق، فالسودان ، فالمملكة العربية السعودية، فالأردن. فبالنسبة للعراق، نجح الفصل من المشروع في تقسيمه بالاعتراف بما سمي بالكيان الكردي الذي سيتحول إلى دولة في القريب العاجل، وبالنسبة للسودان فهو في طريقه حاليا لينقسم إلى دولتين و ربما ثلاث دول ، أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فقد هدف إلى تقسيمها إلى مملكتين هما نجد و الحجاز واستقطاع المناطق الصحراوية الشمالية المحاذية للأردن . ثانيا : ضم وإلغاء بعض الدويلات والإمارات والمشيخات العربية وغربلة خارطتها الجيوسياسية بحيث تضم سلطنة" عمان" ما جاورها من المشيخات و الإمارات التي تنضوي حاليا، تحت لواء الإمارات العربية المتحدة،كما تلحق بقيتها لتنضوي تحت راية دولة "قطر"، مع الإبقاء على مملكة "البحرين" . ثالثا : أن تعرض المناطق الشمالية الصحراوية من السعودية كمقترح لتوطين الفلسطينيين على أساس تكوين دولة لهم فيها . وهاهي إرهاصات تنفيذ ما يتعلق بالفصل الأول من هذا المشروع الجهنمي تتبدى للعيان في ما حصل في "تونس" وما يجري في مصر العربية من أحداث مؤسفة. فما هي آلية تنفيذ هذا الفصل ؟ وكيف تنفذ مخططاته؟وما مخرجاتها؟ وماهية عواقبها؟ وهل ستنجح مخططات ذلك المشروع الأمريكي الخطير؟ ..هذا ما سنتناوله في العدد القادم ، فتابعونا .