ضرب بالعصي وأعقاب البنادق.. ركل بالأقدام.. خنق.. شتم.. قذف.. تخوين.. اعتقال.. تعذيب بالكهرباء.. اختطاف.. مصادرة الهواتف والكاميرات (لقد تم الاعتداء علينا و"دُعسنا" بأرجلهم وحاولوا خنقي.. وأطلقوا الرصاص علينا وارهبونا.. كانت أساليبهم بشعة ومفجعة.. ان هذا السياج الطالباني يفتي بقتلنا). بهذه الكلمات المؤلمة عبرت القاصة المتألقة والناشطة أروى عثمان عن شيء مما يعتريها تجاه من قالوا إنهم نزلوا إلى ساحة التغيير لحماية المعتصمين، ولكنهم مارسوا في حق الشباب أبشع أساليب الانتهاكات من اعتداء بالضرب بواسطة أعقاب البنادق والعصي والجنابي، والاعتقال في سجون الإخوان المتشددين داخل ساحة الاعتصام وما جاورها.. وما يصاحب ذلك الاعتقال من ضرب وتعذيب.. ووصل الأمر إلى درجة الاعتداء على صحفيات وناشطات حقوقيات بشكل لا يقل بشاعة عن الجرائم المرتكبة بحق المعتصمين الشباب.. عثمان: تم الاعتداء علينا ودُعسنا وحاولوا خنقي الأغبري: لن نقبل أن تتحول الساحة "طالبانية" والقادم هو الأسوأ طاهر: أفراد الفرقة كشفوا عن وجه سلفي تقاليدي حتى النخاع لو كانت أروى عثمان هي أروى الأحمر أو اروى الزنداني لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها توكل قادت مسيرات تضامنية مع فتاة فرنسية خلع حجابها ولم تحرك ساكناً تجاه زميلاتها الناشطات السبت الماضي (16/4/2011م) كشف الإخوان المسلمون وعسكر الفرقة الأولى مدرع عن جزء من وجههم الحقيقي الذي سيحكمون به الوطن في حال وصولهم إلى السلطة.. حيث تعرضت عدد من الناشطات والصحفيات لعدوان سافر من قبل جنود الفرقة الأولى مدرع وعناصر لجنة النظام، التي يسيطر عليها متشددو الإخوان المسلمين.. كما اشتركت ناشطات من تجمع الإصلاح في ذلك الاعتداء.. وانهال عسكر الفرقة ومليشيات لجنة النظام على الصحفيات والناشطات هدى العطاس وأروى عثمان ووداد البدوي وجميلة علي رجاء وإلهام الكبسي وسارة جمال وبشرى العنسي وأمل مكنون بضربهن بأعقاب البنادق والعصي وكيل الاتهامات والشتائم والقذف لهن، ودفعهن إلى الأرض وركلهن، وتكسير كاميراتهن ومصادرة تلفوناتهن والاعتداء على عدد من الصحفيين والناشطين، الذين أعلنوا تضامنهم مع المعتدى عليهن واعتقالهن وصادروا تلفوناتهن. وقوبل هذا الاعتداء الهمجي السافر باستنكار المنظمات الحقوقية والمدنية والاتحادات والمؤسسات الإعلامية والصحفية، التي طالبت بإغلاق المعتقلات داخل ساحة الاعتصام وتقديم مرتكبي هذا العمل الإجرامي البشع للمحاكمة العلنية، وأدانت مؤسسة "الجمهور" للإعلام والإعلان بشدة الاعتداء الهمجي وغير الأخلاقي المروع بحق الصحفيات والناشطات الحقوقيات على أيدي مليشيات جامعة الإيمان، وعسكر الفرقة الأولى مدرع مطالبة بالتحقيق في هذه الجريمة البشعة ومحاكمة مرتكبيها ومن يقودهم.. محذرة في نفس الوقت من تزايد الانتهاكات والاعتداءات على الشباب والشابات المعتصمين من قبل أفراد الفرقة الأولى مدرع وعناصر متطرفة من الإخوان المسلمين.. معتبرة الاعتداءات بحق الناشطات نتيجة تصعيدية خطيرة لانتهاكات سابقة، طالت معتصمين ومعتصمات في ساحات التغيير، حيث تم ضربهم واعتقالهم ومصادرة تلفوناتهم الشخصية وكاميراتهم وانتهاك حقوقهم. وقالت الأستاذة أروى عثمان التي نالت النصيب الأكبر من الاعتداء وكذلك ابنتها مي رغم صغر سنها "الإصلاح الذي تتواجد عناصره في الساحة والفرقة الأولى مدرع هم من اعتدوا عليَّ". وأضافت عثمان في تصريح لصحيفة "الوسط": "لقد تم الاعتداء علينا وتم (دعسنا) واتهمنا أننا بلاطجة ونتبع علي عبدالله صالح، وأطلقوا الرصاص وأرهبونا وكان مجموعة من الشباب يلتفون علينا كسياج أمني ليمنعوا أي واحد من الدفاع عنا، ثم أخذ ضابطان برتب عالية يضرباننا بأعقاب البنادق واعتقلا أيضا سبعة من الشباب الذين كانوا يدافعون عنا وأخذوا تلفوناتهم.. وقام أيضاً عدد من شباب الإصلاح بالاعتداء علينا". وتواصل أروى عثمان سرد تفاصيل الجريمة البشعة قائلة: "كاميراتنا تم تدميرها وأصبحت معطلة وتم دعسنا بأرجلهم وحاولوا خنقي بالخيط الخاص بالكاميرا الذي كان معلقاً في رقبتي.. كانت أساليبهم بشعة ومفجعة، والمفجع أكثر ذلك الشتم الذي انصب علينا منهم والتهم تارة بأننا نتبع الأمن القومي وتارة بأننا نتبع أحمد علي.. إنني لم أسمع عمري مثل ذلك الشتم.. ان هذا السياج الطالباني يفتي بقتلنا!!.. ماذا تبقى بعد الرصاص؟!!.. ان كل ما اعرفه ان الفرقة الأولى مع لجنة النظام التابعة للإصلاح هي من قامت بهذا الفعل المشين والمخزي تجاهنا بدون سبب، ونحن نناضل في الساحة إلى جانبهم بكل إخلاص.. فأين القيم التي يدعون إليها ويخادعون الناس بها؟!!.. إنني أناشد كل الجهات التي تعرف معاني الإنسانية والكرامة والنخوة والأخلاق ان تدين هذا الفعل وتناصرنا فالحق لا يعلى عليه"!!. من جهتها وصفت الصحفية والناشطة سامية الأغبري حادثة الاعتداء بالبشعة قائلة: "إن كانت مؤشرا للقادم، فإنه يقول بأن القادم هو الأسوأ".. وأضافت الأغبري في مقال صحفي "لن نقبل أن تتحول الساحة (طالبانية) ولا اليمنأفغانستان أخرى.. حيث أصبحت المرأة ملكاً للرجل وجارية ومجرد شيء متحرك ودمية يحركها الرجل حيث شاء وحتى تقتل دون أن يعاقب قاتلها".. وتواصل الأغبري قائلة: "الاعتداء على النساء أمر ليس بهين.. قيل أعطي الموضوع أكبر من حجمه! ليس هذا فقط بل كذبوهن ولفقوا التهم فقط، لأن المعتدي جنود من الفرقة الأولى مدرع". وخاطبت الصحفية سامية الأغبري الجنرال المنشق علي محسن قائلة "يا فندم علي محسن.. جاءت الفرقة حامية أم معتدية!!.. قل لجنودك يا فندم علي إنهن أروى وهدى وأمل وجميلة ووداد، إنهن ثائرات اليمن.. وأنهم شباب التغيير، وقولوا لبعض المخونين الذين يوزعون صكوك الولاء للثورة على من يشاءون وينتزعونها ممن يشاءون ليس من حقهم اتهام غيرهم بالمندسين لمجرد أنهم يقولون لا للانتهاكات". وفي ذات الصدد قال المفكر اليساري عبدالباري طاهر (لقد كشف أفراد الفرقة الأولى مدرع عن وجه سلفي تقاليدي حتى النخاع).. واصفاً في مقال صحفي من قاموا بضرب وإطلاق الرصاص الحي وشتم ودوس الناشطات بأنهم بلاطجة ينتمون إلى الفرقة ولجنة النظام التابعة لحزب الإصلاح. وأضاف: "لا يدرك اللواء علي محسن وجنوده وأركان حربه ولا حزب الإصلاح والمشترك أنهم ليسوا حماة ساحة التغيير، وأن الساحة هي من يحميهم".. موضحاً أن (الخشية على "الثورة السلامية" ليس من سلاح صالح مهما بلغت وحشيته وهمجيته، وإنما الخشية حقا أن ينجر (المبندقون) إلى الاقتتال وحرف الاحتجاج السلمي نحو الفتنة والعنف".. مشيراً إلى أن من العيب حد الخجل أن يعتقد قائد الفرقة وجنوده أن سلاحهم هو من يحمي المحتجين. وأضاف المفكر عبدالباري طاهر قائلاً: "تعويل حزب الإصلاح وجامعة الإيمان على سلاح الفرقة هو المقتل لهم". ويواصل قائلاً: "في التاريخ كله ليس أسوأ من أن يتحول الضحية إلى جلاد، والأخزى أن يصبح جلاداً وهو لا يزال ضحية، وهو ما يحصل في ساحات التغيير من قبل لجنة النظام التي تتنافس مع الأجهزة الأمنية القمعية، أو تتبارى في الاعتداء المتكرر والكاثر على المعتصمين والإساءات البالغة للمعتصمات، وتوجيه التهم الجزاف لهن ولهم" عشرات المخالفات والانتهاكات دونها ناشطون حقوقيون لم يهتم بها حزب الإصلاح كما لم تعالج من قبل حلفائه في اللقاء المشترك. واستغرب الوسط الصحفي والقانوني وناشطون في ساحة الاعتصام صمت الناشطة الإخوانية توكل كرمان تجاه هذه الجريمة البشعة وعدم إدانتها.. قائلين إن توكل أخرجت مسيرات تضامنية مع فتاة خلع حجابها في فرنسا، ولكنها حين حصلت أبشع الانتهاكات ضد زميلاتها الناشطات من قبل عسكر الفرقة وعناصر الإخوان لم تحرك ساكناً".. موضحين بأن الناشطات المعتدى عليهن لو كن ينتمين لآل الأحمر أو الزنداني لأقيمت الدنيا ولم تقعد. وفي سياق ذات صلة كشف منتدى الإعلاميات اليمنيات "موف" عن انتهاكات خطيرة تمارس من قبل مجندي الفرقة الأولى ولجان الإخوان المسلمين في ساحات الاعتصامات.. وقال المنتدى إنه تلقى عدداً من الشكاوى، ومنها حبس محمد النجدي والاعتداء بالضرب والتهديد بالكهرباء بحق إيمان المعيضة وحبس خالد الصبري واختطاف يوسف المعمري قسريا دون إبلاغ أهاليهم.