الشيخ/ أمير قطر حمد آل خليفة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من منطلق أمر المولى العزيز الحكيم ودعوته وتوصيفه لنا: (إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم). وحديث خاتم النيين محمد صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا: لمن؟، قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم). فهل نحن حقا إخوة أم ضاع الإيمان الحق فضاعت الأخوة؟!.. وهل الدين قائم بيننا أم أنه قتل وقتلت النصيحة؟!!.. لست بصدد شرح الحديث وكيف يكون النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فكلنا يعلمه ومن لم يكلف نفسه بعلمه فليتعلمه الآن لأنه بأمس الحاجة إليه!!. لو سألتك: لمَ تقف موقف المهاجم على بلدي وما هو الجرم الذي سبق وأن فعلته فيك؟! فإنني أتراجع لأقول: ما أجرم فيك كل المسلمين حتى تسعى لتمزيقهم وقتلهم وتخريب دولتهم؟!!.. لماذا تسهل على المستعمر والمجرم استعمارهم وتعطي سلاحاً يقتلهم؟!!.. كيف تدخل دولة مسلمة مع كافر لتضربها بيدك وتمول مجرميها وعملاءها ليدمرونا، وأنت تعلم تمام العلم أكثر منا بأنما تعطيه للمعارضة الليبية إنما هو لتمكين وزرع المستعمر في الأرض الحرة العربية المسلمة؟!!.. هل نسيت تحذير الله لنا من ذلك بقوله: (ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً)، (إنهم إن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة)؟!! فلا يغرنا تصفيقهم لنا عندما نمكنهم من مصالحهم في أرضنا، فإنهم وإن أبدوا الصدق كاذبون، يقول عز وجل: (الكفار بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوا تكن فتنة وفي الأرض وفساد كبير). هل وصلنا إلى ما حذرنا الله منه؟!!.. إننا نلمسه في الواقع واضحاً وضوح الشمس، فلماذا اعتمى عليك نورها أم يجب علينا أن نلتمس لك العذر، ربما لأن قلبك ران عليه فأصبح مظلماً عاجزاً عن أن يبصر النور الحق، يقول الحق سبحانه: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)؟!!.. أظنه ذلك فإنني ومن قلب مسلم يعلم الله حرصه على حب الخير لغيره كما يحبه لنفسه، أدعوك لتراجع حساباتك وأخطاءك في حق الله حتى تخلى عنك وأطفأ نوره في فؤادك وعقلك، راجع أي ظلم قدمته يداك فالظلم يعمي طريق الهدى فيجعل الإنسان يعزم على الخُطا في طريق الضلال وهو يحسبه كل الهدى وتقلب عنده موازين كل شيء!!.. ألا ترى أن الثائر الأول العظيم ثار ليطرد المستعمر ونحن نثور لنستدعيه ونستقبله ونؤيده وننصره؟!!.. والذي يفسد في الأرض ويدعو إلى الفرقة وتمزيق الأمة الواحدة أصبح هو الديمقراطي، وتفتيت الجماعة والإساءة إليهم أصبحت حرية رأي، وتشتيت الدين أصبح حرية طائفية مباحة، وخيانتي لأخي المسلم العربي أصبحت زعامة للقضاء على الاستبداد. يا الله!.. كيف نسينا دعوتك لنا جميعاً (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين). السلم الذي هو ضد الحرب يدعونا الله إليه، اتفاقنا سلم، حوارنا سلم، وحدتنا سلم، وضد ذلك هو عكسه، استدعاؤنا للمستعمر حرب، تسليمه أمر إخواننا حرب، الأخبار الكاذبة عن أخواننا حرب، إعطاء المال للفئة الباغية الخارجة حرب، هذه هي خطوات الشيطان التي نهينا من اتباعها، فهو يزين لنا الحرب والفرقة والشقاق والنزاع، ويجعل كلاً منا يبغض الآخر ويتآمر عليه ويسعى لتدميره، فكيف نتبع خطاه وهو قد أعلن لنا عداوته وحذرنا الله منه فقال: (أتتخذونه ولياً وهو لكم عدو بئس للظالمين بدلا)؟!!!. سيدي الأمير: تحقق مما يصلك وتأكد أننا أصبحنا فعلا في زمن الدجال الذي أخبر عنه النبي بقوله: (إذا خرج فيكم ولست بينكم فكل مؤمن حجيج نفسه)، فكيف نبصر الحق من الدجل؟!!.. إذا ضاع الدين لم نستطع ان نفرق بين الحق والدجل، فيظهر لنا العميل ثائراً واللئيم كريماً.. (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). لماذا لا نتعلم من الأوربيين؟!.. هل تستطيع المعارضة الأوربية في أية دولة من دولهم أن تطلق قناة تمزق بها دولتهم وتدعو عدوها ليحتلها بحجة أنها تدافع عن الظلم؟!!.. هل يمكن ذلك؟!!.. يا للأسف نحن كذلك!!!. كل يوم يزدادون هم وحدة، ونزداد نحن فرقة، ويزدادون شدة وقوة، ونزداد خوراً وضعفاً، ويضحكون علينا ونضحك لهم. فمتى نعود إلى الله ونفر إليه؟!!.. نحتاج جميعاً لأن نستغفره ونتوب إليه حتى لا ينطبق علينا قوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون). أذكرك وأذكر نفسي سيدي الأمير أن بريطانيا تعهدت في العهد القريب لملك الحجاز فيصل أنها ستنصبه ملكاً على العرب في معاهدة "سيكس بيكو" مقابل إخراجه للمستعمر المسلم العثماني ويسلمها فلسطين، فوفى بالعهد وخانت هي العهد، وخرج حتى من الحجاز فلم يعد ملكاً عليها، وصدق وعد الله: (فمن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا).