دأب زعيم عصابة التمرد والتخريب الإرهابي عبدالملك الحوثي على نفي تهجم أذياله بمديرية " الصفراء" على المواطنين ذوي الميول السلفية من طلاب "دار الحديث" بدماج في الوقت الذي خاضت فيه عصابته حرباً استهدفت بعد التنكيل بالمواطنين إشعال الفتنة الطائفية.. تفيد المصادر أنه ومنذ منتصف الأسبوع الفائت ومسلحون يقودهم واحد من أسرة آل "أبو علياء" المعروفة في دماج، ويتبعون المتمرد الحوثي، يحاولون السيطرة على المنطقة ذات الأغلبية السلفية المسالمة، في خطوة عدّها مراقبون إيذاناً بصراع طائفي ومذهبي يسعى الإرهابيون الحوثيون لجر الوطن إلى أتونه ابتداءً من صعدة، وذلك على غرار ما هو دائر في العراق وبعض البلدان الإسلامية. * وفي الوقت الذي اعترض مسلحو المتمرد الحوثي على إقامة صلاة التراويح في بعض مساجد "دماج" وحالوا بين المواطنين وأدائها شوهدوا نهار الثلاثاء الماضي يجوبون المنطقة وهم يدخنون السجائر تحدياً لمشاعر الناس، وحسب شهود عيان فإنهم لما استنكر عليهم البعض هتك حرمة شهر رمضان الفضيل قابلوهم بالتهديد مدعين أنهم مجاهدون يحل لهم الإفطار (حسب فتوى زعيمهم عبد الملك) وأضافوا: "إن المجاهدين لا يُسألون عن فعلهم، ومن اعترض عليهم في شيء فسيردونه قتيلاً". * وكان عدد من وجهاء المنطقة قد حذروا "أبو علياء" من مغبة مضايقة الناس ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية في دماج، وتبعاً لمصادر في المنطقة ذاتها فإن "أبو علياء" الذي يقود متمردين وافدين إلى المنطقة يتبعون الحوثي، لم يتجاوب مع الأهالي بتركهم وشأنهم وإنما هدد بإنه يسعى – بأوامر من عبدالملك الحوثي- إلى جعل "دماج" منطقة صراع يجر الدولة لمواجهتها فيها. * وفي قراءة أبعاد هذه الخطوة عزا مراقبون محاولة عصابة التمرد والتخريب جر عملياتهم العدوانية على الدولة إلى مربع التواجد السلفي في دماج إلى هدف رئيسي يقصد معه الإرهابي الحوثي التخلص من مخالفيه بنيران القوات المسلحة والأمن، إذ أن تمركز الحوثيين في المنطقة وإطلاقهم النار على الجيش منها يستوجب من الدولة الرد والمواجهة، وكان قائد التمرد هناك – حسب مصادر مطلعة- قد هدد المواطنين بعقاب سيطالهم من نيران صديقة إن سلموا منها فلن يفلتوا من نيران عصابته. * ووفقاً للمصادر فإنه ونظراً لتوخي القوات المسلحة والأمن الكثير من الحذر خشية على المواطنين وخوفاً من أن يطالهم أي أذى فقد تريثت في شأن مواجهة عصابة التمرد والتخريب في "دماج"، وفي الأثناء لم تكف هذه العصابة عن انتهاكاتها لحرمات الشهر الفضيل والاعتداء على المواطنين، وهو ما استفز مشاعر الغيورين في المنطقة فقرروا مواجهة تخريب الحوثيين وإرهابهم وإجرامهم بقوة السلاح، بعد أن استنفدوا معهم كل السبل. * وتشير معلومات إلى أنه في يوم 25 أغسطس ترصّد "أبو عليا" بمعية عناصره الإرهابية مواطناً كان قد أعلن استنكاره لجرائمهم وجاهر بضلالهم وفساد مسلكهم، وعلى مقربة من باب منزله أطقلوا عليه الرصاص وأصابوه بجروح، الأمر الذي استدعى من المواطنين نصرته في وقفة وصفت بأنها وضعت حداً لسفه تمرد الحوثي وإجرامه، إذ انقلبت المعادلة فبدلاً من وقوف ما يقرب من أربعين متمرداً في مواجهة مواطن أعزل بهدف تصفيته ظلماً وطغياناً وعدواناً، انتصر له المواطنون في هبّة شعبية أردت بقرابة الثلاثين إرهابياً ووضعت حداً لإجرامهم. * وبقدر ما كشفت هذه الحادثة عن مدى ما يكنه المواطنون في صعدة عموماً من كراهية لعصابة التمرد والتخريب والإرهاب، فقد أرجعها مراقبون إلى تعاظم اضطهاد الحوثيين للمواطنين الأبرياء وتوسعهم في انتهاك حقوقهم وحرماتهم وإذلالهم وتشريدهم، ما أدى- وقد طفح الكيل على المواطنين وضاقوا ذرعاً بهذه العصابة الإجرامية- إلى الاقتصاص منهم في حادثة "دماج" التي تبشر بمثيلات لها يلقى فيها المتمردون الحوثيون جزاءهم الرادع وفي أكثر من مكان.