تواصلاً في كشف المزيد من التعاون التسليحي بين الغرب وإسرائيل مع إيران، واستكمالاً لحادث الطائرة الأرجنتينية التي سقطت فوق أراضي الاتحاد السوفيتي في 18 يوليو 1981م، أكدت صحيفتان أرجنتينيتان هما "كروتيا" و"الابرينسا" في 24 يوليو 1981م، أن الطائرة الأرجنتينية التي سقطت فوق أراضي الاتحاد السوفيتي كانت تنقل الأسلحة والمعدات العسكرية من إسرائيل إلى إيران. وفي لندن كشفت صحيفة (صاندي تايمز) في عددها ليوم 26 يوليو 1981م تفاصيل حادث الطائرة الأرجنتينية، وأكدت أن الشخص المكلف بتسليم الأسلحة من "تل أبيب" إلى "طهران" هو تاجر الأسلحة البريطاني "ستيوارت الن ما كفيرتي".. وأكدت الصحيفة طبقا لمعلومات استقتها من شريك "ماكفيرتي" وهو شخص سويسري يدعى "اندرياس جينسي" أنه تم تسليم الشحنات الثلاث لإيران في أيام 13 و14 و17 يوليو 1981م، وذلك قبل تحطم الطائرة في اليوم التالي 18 يوليو.. ونقلت الصحيفة نقلاً عن "اندرياس جينسي" أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يصرون على أن تغادر جميع الأسلحة والعتاد وقطع الغيار مطار "تل أبيب" بوثائق رسمية، تبين تفاصيل البضاعة ولكن دون تحديد الوجهة النهائية لها. ونقلت الصحيفة عن "جينسي" قوله: "انه واثق بأن عناصر من منظمة التحرير الفلسطينية في لارنكا هم الذين كشفوا العملية وأبلغوا السوفيت بها، وكان السوفيت في انتظار الطائرة على الحدود". لكن مجلة "افريك ايزي" التي تصدر في باريس أكدت في عددها الصادر في 31 اكتوبر 1980م عن تقرير لمراسلها في طهران، أن خبراء عسكريين ومدنيين إسرائيليين وصلوا إلى إيران بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب لمساعدة هيئة الأركان الإيرانية، التي يرتبط بعض قادتها بروابط حميمة مع الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد". فيما ذكرت صحيفة "اوبزرفر" البريطانية بتاريخ 3 نوفمبر 1980م أن إسرائيل أرسلت عدة شحنات من المعدات الحربية إلى إيران، وأن شحنات من قطع الغيار قد قامت بتفريغها بواخر رفعت أعلام دول أخرى أثناء مرورها إلى الموانئ الإيرانية الثلاثة "بندر عباس وتماه بهاد وبوشهر". وفي نفس التاريخ ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية الغربية أن إسرائيل جهزت إيران بقطع غيار للأسلحة الأمريكية، وبشكل خاص قطع غيار لطائرات "ف 4" المقاتلة، وقد جرى شحن تلك المعدات العسكرية بحراً، وأن البواخر رفعت أعلام دول أخرى وسلكت طرقاً غير الطرق المعتادة قبل وصولها إلى إيران قادمة من إسرائيل. وأشارت كل من مجلة "الوطن العربي" الصادرة في باريس بتاريخ 5 نوفمبر 1980م ومجلة "في. سي. دي" الفرنسية بتاريخ 11 نوفمبر 1980م ومجلة "جون افريك" الفرنسية أيضا بتاريخ 14 نوفمبر 1980م إلى التعاون العسكري بين إيران وإسرائيل.. وقالت مجلة "الوطن العربي" إن سفينة إسرائيلية محملة بالأسلحة وقطع الغيار قد رست في ميناء "انتورب" البلجيكي قبل توجهها إلى موانئ أوربية أخرى لتفريغ حمولتها، ومن هناك تم شحنها ثانية إلى إيران.. في حين أكدت مجلة "في. سي. دي" أن إسرائيل زودت إيران بالأسلحة وقطع الغيار منذ عدة أشهر بطرقة سرية، وأن اتصالات سبقت ذلك بين مبعوثين إسرائيليين ومسؤولين إيرانيين.. أما مجلة "جون افريك" فقد ذكرت أن المساومات التجارية بين الإسرائيليين والإيرانيين حول تزويد إيران بالأسلحة والعتاد وقطع الغيار قد جرت في هولندا. وبتاريخ 13 مارس 1981م ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية استناداً إلى مصادر مطلعة في باريس أن إسرائيل أعادت إلى إيران "6" محركات لطائرات "ف 15" سبق أن أرسلت إلى "تل أبيب" لتصليحها وإعادتها، وقالت إن العملية تمت بواسطة دولة أوربية تربطها بإسرائيل صلات وثيقة.. مزيداً من الإدانات والأسرار في العدد القادم.