مهما أسهب الإنسان في حديثه عن علاقة المسلمين الأخوية فيما بينهم فلن ترقى إلى قول الخالق عز وجل: (إنما المؤمنون إخوة) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا".. وعلى ضوء ذلك يطيب لي أن أتحدث عن العلاقة المثمرة التي تربط الشعبين الشقيقين اليمن والمملكة العربية السعودية بدءاً برابطة التي تعتبر من أقوى الروابط، ورابطة الدم والعرق والمصاهرة والعيش المشترك والرقعة الجغرافية المتصلة وأواصر القربى، التي تتنامى يوماً بعد يوم على كل المستويات مدعمة بقول الله تعالى: "واعصتموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" صدق الله العظيم. ومدعمة ايضا بالروابط المشتركة والعلاقة الحميمة التي تربط بين القيادتين الحكيمتين في البلدين ممثلة في فخامة الأخ الرئيس المشير علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعا التي أثمرت العديد من المنافع المشتركة في شتى نواحي الحياة، وهي- أي العلاقة- في تطور مستمر خاصة وقيادة المملكة تدفع نحو انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي نظراً لما يمثله موقع اليمن في الجزيرة من عمق استراتيجي مهم لدول الخليج العربي. بهذه الإطلالة يطيب لي الحديث عن الكثير من المنجزات التنموية التي قد تحققت في اليمن بدعم أخوي سخي من قيادة وشعب المملكة في مجال الطرق والتربية والتعليم والصحة والتعليم المهني وغيرها من المجالات، وكذا الاستثمار في مجالات عدة ومن أهم هذه المنجزات في المجال الصحي مستشفيات عدن صعدة حجة، وهو ما دفعني للحديث خاصة عن المستشفى السعودي بحجة الذي يعتبر واحداً من أهم المنجزات الصحية التي تحققت بفضل من الله ودعم سخي من قبل شعب وحكومة خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية صاحب اليد البيضاء والنفس السخية وأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، حيث يستفيد من خدمات هذا المستشفى عشرات الآلاف من أبناء محافظة حجة والمحافظات المجاورة والمقيمين على مدار العام ويقوم بواجبه على الشكل المطلوب في الطوارئ والعمليات الوسطى والصغرى والولادة والفحوصات وغسيل الكلى وصرف العلاج الدوري للأمراض المزمنة كالسكري والضغط.. الخ. إلا أن القدرة الاستيعابية لجميع الخدمات أصبحت لا ترقى إلى حجم أعداد المرضى المتزايد، والذي وجب علينا التذكير به لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والمتمثل في: أ- زيادة السعة السريرية إلى 200 سرير لأن ال50 سريراً أصبحت غير كافية للأعداد الكبيرة المتوافدة على المستشفى من عدة محافظات، بما في ذلك غرف العمليات وأقسام لمكافحة الملاريا والبلهارسيا التي أصبحت في تراجع بسبب الوعي الصحي والجهد المشترك بين البلدين في هذا الجانب. ب- ضرورة زيادة أجهزة غسيل الكلى لكثرة الحالات ج- ضرورة توفير جهاز الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لما لها من أهمية في دقة التشخيص ورحمة بالمرضى الذين يوجههم الأطباء بعمل الأشعة أو الرنين في صنعاء مما يعرض بعضهم للخطر د- بناء العيادات الخارجية التي سبق طرحها أثناء إدارة الدكتور الزهراني، خاصة والأرض متوفرة غربي المستشفى لاستقبال الأعداد المتزايدة من المرضى. ه- المسجد التابع للمستشفى يأويه الكثير من المصلين من زوار المستشفى أو الأحياء المجاورة وأصبح من الضروري توسيعه أو عمل دور علوي بما في ذلك جناح للنساء، وكذا بناء الحمامات التي سبق التخطيط لها من قبل مهندس مكتب المشروعات السعودي في اليمن. تلك الملاحظات هي بعض مما أسعفتني به الذاكرة وكل أمنيتي وأمنية كل مواطن أن تصل هذه الأفكار إلى مسامع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين لكي ترى طريقها إلى النور، ويلمس الجميع ذلك عن قريب لما لذلك من الأثر الإيجابي على علاقة البلدين الشقيقين، وهو عمل إنساني أخوي يقوي أواصر القربى بين أبناء البلدين الجارين، والأمل أن تتحقق الاستجابة كما هو معهود ممن لهم أيادٍ بيضاء أسهمت في تعميق الروابط الأخوية. والله من وراء القصد (*) رئيس مجلس إدارة جمعية الجر التعاونية الزراعية- مستشار الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام - عضو اللجنة الدائمة.