أصدرت أحزاب اللقاء المشترك بلاغاً صحفياً في 10 يوليو الجاري، دعت فيه من يسمون "شباب الثورة" إلى التصعيد من أجل إسقاط من قالت إنهم بقايا النظام. لم يرد في البيان شيء يدل على أن أحزاب اللقاء المشترك وشركاءها و"الثوار" عرضة لأي اعتداء قائم أو محتمل على أيدي النظام أو ما سمته "بقايا النظام"، كما لم يتضمن البيان حثاً على الدفاع فقد كان كله تحريضاً على الهجوم لإسقاط البقايا. وقد حرص الذين صاغوا بيان "المشترك" على تبرير التصعيد والهجوم بأن الشرعية هي شرعية الثورة ولا شيء غيرها، واستخدموا في مواجهة النظام المراد إسقاطه كلمات أو مفاهيم مثل: "التصعيد، الثورة، الاستئصال، بقايا". وبقراءة متأنية لبيان أحزاب المشترك نستنتج أن البيان ينم أنه صدر تحت إحساس بضعف ويأس ألبسا غطاء القوة.. بمعنى أن إحساس أحزاب المشترك المبالغ فيه بأن النظام صار مجرد "بقايا" وأن "الثورة" صارت هي الشرعية، وأنه قد آن الأوان للتصعيد من أجل استئصال "البقايا".. كل ذلك تمويه أو غطاء للشعور باليأس والضعف، ولكنه يرتدي ثوب القوة الزائفة.. يعوضون هبوطهم بمفهوم التصعيد، وهزيمتهم بدعاء الانتصار ويأسهم بالأماني، وشعورهم بصمود النظام بقولة "بقايا"، وظهور الرئيس المزلزل بقولة "المخلوع".. وفي النهاية هم يكذبون على أنفسهم، وينأون بأنفسهم عن طريق الحق، وبذلك يفاقمون الأزمة القائمة، ويقدمون أنفسهم للرأي العام المحلي أنهم غير مستعدين أن يكونوا شركاء أو مساهمين في حل هذه الأزمة. إن أحزاب اللقاء المشترك وشركاءها ليسوا ضعفاء في الحقيقة، لكن أخطاءهم هي سبب ضعفهم، وكلما استمروا في ارتكاب مزيد من الأخطاء ازداد هذا الضعف، وبازدياد الاحساس بالضعف تزداد ردود الأفعال غير الرشيدة، وبالتالي إطالة أمد الأزمة ليس أكثر. وفي النهاية لا بد من وضع حد لها وهذا أمر طبيعي للغاية، وسوف تكتشف أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤها ذات يوم ليس ببعيد أن ليس أمامها سوى أن تكون جزءاً من الحل من خلال حوار وطني تشارك فيه بمسؤولية، وما لم تستجب للحوار فسوف تجد نفسها معزولة عن المجتمع، ومغيبة في أي حسابات، خاصة وأن القناعات كلها أجمعت على ضرورة إجراء حوار وطني يمني بين مختلف القوى السياسية، يتم من خلاله التوصل إلى برنامج عمل للمستقبل، وتكون أول أولوياته الاتفاق على إنهاء الأزمة الراهنة للشروع بعد ذلك في تنفيذ برنامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.