الموسم الرياضي بدأ في جميع أنحاء العالم منذ اسبوعين، أما في بلادنا فإنه لا يزال مقيداً ب "فتات" دعم صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة الذي صار وجوده كعدمه لأسباب كثيرة نوضح أهمها في التناولة التالية.. تأخير دعم أية لعبة عن مواعيده المحددة، لا يمكن أن يبني رياضة أو يصقل موهبة ناشئ أو شاب رياضي، لأن "التوقيت" عامل مهم من عوامل النشأة والتربية البدنية والرياضية. توقيت المسألة هنا مسألة "توقيت" كون البطولات والمسابقات المحلية مرتبطة ببرامج اعداد للمنتخبات الوطنية في كافة الالعاب، وهذه بدورها مرتبطة بأجندة منافسات اقليمية وقارية ودولية. تأخير الدعم المشكلة الكبيرة التي تعاني منها كل الاتحادات الرياضية ان دعمها الخاص بالنشاط الداخلي لا يدخل أرصدتها إلا في مطلع العام الميلادي وعلى هيئة أقساط كل 4 أشهر. .. وتأخر الموسم الموسم الرياضي يفترض أن يبدأ كما هو الحال في كافة دول العالم في شهر سبتمبر على أكثر تقدير، بينما يتأخر الموسم في بلادنا حتى شهر فبراير أو مارس.. بمعنى ان موسمنا يتأخر ما لا يقل عن 5 أشهر وهي فترة طويلة جداً. حيرة مدربي المنتخبات فالمدرب المسؤول عن اعداد المنتخب لا يجد الوقت الكافي لاختيار أفضل العناصر لتمثيل الوطن في البطولات الخارجية. فترة قصيرة للاعداد!! حيث أن الاستحقاقات الاقليمية والقارية والدولية من بطولات ودورات رياضية عادة ما تبدأ في شهر مايو/ يونيو، ويحتاج المدرب قبل هذا الموعد إلى شهرين على الاقل للاعداد، أي ان المطلوب منه هو الاستقرار على تشكيلة نهائية للمنتخب في شهر مارس أو ابريل على الاكثر، أي بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر فقط من بداية الموسم عندنا. وهي فترة ليست صالحة بكل المقاييس لاختيار أفضل العناصر، كون هذه العملية يفترض ان تتم والموسم في ذروته وليس في بدايته. أطول دوري ولو أخذنا لعبة كرة القدم كنموذج، فإننا عادة ما نجد أنفسنا أمام بطولات عربية وآسيوية والدوري العام في منتصفه بينما تكون بقية الدول قد انهت دورياتها منذ أشهر وأعدت منتخباتها لهذه البطولة أو تلك. إرباك للبناء الفني الجانب الآخر ان تأخر الموسم الرياضي يربك البناء الفني للعبة ويتسبب في اشكاليات لا حصر لها مع الاندية. أندية النجوم وتجد الاتحادات الرياضية نفسها أمام مشكلة كبيرة، فالاندية التي ترفد المنتخبات بعدد كبير من اللاعبين تطالب بتأجيل مبارياتها كون اختيار 3 أو 4 لاعبين أو اكثر من صفوفها للعب مع المنتخب يتسبب في نقص كبير في فرقها ويجعلها في وضع ضعيف، في وقت هي بأمس الحاجة إلى نجومها في خضم المنافسة على لقب البطولة. زيادة التأخير "بلِّة" وبالتالي تجد الاتحادات نفسها أمام خيارين أحلاهما مر، فإما ان تؤجل مباريات هذه الفرق وتزيد من "بلة" تأخير الموسم الرياضي رغماً عن احتجاجات الأندية الاخرى التي ترى في تأجيل مباريات هذه الفرق فرصة ذهبية لها لزيادة استعداداتها وخوض مباريات البطولة بكل ارتياح. .. أو مواجهة التكتلات وإما ان تصر على مواصلة مباريات الدوري وتواجه احتجاجات الفرق الكبيرة وتطالبها باتاحة الفرصة للاعبيها الشباب، الأمر الذي قد يحتمل تشكيل جبهات عصبوية لهذه الاندية ضد الاتحاد العام، وسبق ان حدث ذلك في اتحاد كرة القدم بقيادة محمد القاضي. هدف الصندوق الغائب!! الهدف الاساسي من انشاء صندوق رعاية النشء والشباب هو "رعاية" النشء والشباب والرياضة، ويفترض عليه في ضوء ذلك ان يوفر دعم الاتحادات قبل انطلاق الموسم الرياضي في موعده المحدد الربع الثالث من العام، وإلا ما الفائدة منه إذا كان يتعامل مع الاتحادات الرياضية وكأنها وحدات اقتصادية ترتبط موازناتها مع الموازنة العامة للدولة مطلع العام الميلادي. ارتباط بالموسم وخلاصة القول هنا ان التنشئة والتربية البدنية والرياضية وتطوير ورفع مستوى لاعبينا ومنتخباتنا عملية ترتبط ارتباطاً محورياً ب "الموسم الرياضي". الموسم الرياضي والزراعي والموسم الرياضي يشبه إلى حد بعيد الموسم الزراعي، فأي تأخير في حرث الأرض وبذر البذور أو حصادها وكذا أي تأخير في مواعيد هطول الامطار أو قلتها يعني عدم حصد أية ثمار. وكذلك الأمر مع الموسم الرياضي، فأي تأخير في اقامة البطولات المحلية واعداد المنتخبات الرياضية وتأخير صرف المخصصات المالية لاقامة هذه الانشطة، يعني فشل الموسم الرياضي برمته، فهل ننتظر بعد ذلك من أي منتخب وطني ان ينافس ويحقق نتائج ومراكز متقدمة خارجياً؟!!.