* كان رئيس مجلس أحزاب اللقاء المشترك حسن زيد " محواث " حقيقي في المواضيع التي قلبها مع صحيفة "الحوثة" القطرية، وأكثر عداء للدولة من "المحوثة" باستثناء أنه لا يحمل السلاح بل يقاتل إلى جانبهم بالجدل المغشوش والافتراءات الشجاعة أو قل الوقاحة. مما قاله "الحوثة" حسن زيد هذا الأسبوع لصحيفة "العرب" إن الحرب في صعدة تستهدف بها السلطة محاربة المذهب الزيدي ومحاربة الهاشميين.. وإن حسم الحرب مع "الحوثة" هو إبادة لأبناء صعدة.. وإن الرئيس يحارب المذهب الزيدي لكي يجعل الحكم في اليمن ملكياً وراثياً، إذ أن المذهب الزيدي يرفض الحكم الملكي الوراثي ولذلك يجب القضاء عليه حتى لا يكون عقبة أمام سعي الرئيس لإقامة حكم ملكي وراثي.. كما أن تجدد المواجهات في صعدة هدفه تدمير أدلة اختفاء المختطفين الأجانب ومنع الألمان من استكمال التحقيق، كما أن الحرب على "المحوثة" هدفها كسب السلطة لمشائخ حاشد بعد تعرض علاقتهما للاهتزاز!! تصوروا .."المحواث" حسن زيد وهو يقدم هذه الحزمة من الأسباب لحرب واحدة دون أن يشير إلى السبب الحقيقي والواضح لهذه الحرب، والتي يدعي أن الدولة هي البادئة بها وكأنها بنظره عاطل عن العمل يبحث عن جمل، وهو نفسه الذي كان يقول قبل أيام إن "الحوثة" لا مشروع لهم سوى العنف، وإنهم – كما قال اخيراً- قد يتحولون إلى انتحاريين لا يفرقون بين جندي وطفل أو بين شاة وبعير!! لقد حاول المحواث حسن زيد أن يستعيد مبادرة سابقة تم اسقاطها نهائياً وذلك عندما سعى بعض المتعصبين والمتعاطفين مع الحوثة إلى إبهات ما تقوم به الدولة تجاه المتمردين الحوثة من خلال إضفاء مسوح مذهبية وسلالية على الحرب بالقول: "إنها تستهدف المذهب الزيدي وتستهدف الهاشميين.. وقد فشلت هذه المحاولة أو المساعي في تحقيق أهدافها، ذلك أن ما قامت وتقوم به الدولة هو إجراءات قانونية في مواجهة متمردين خارجين عن القانون حملوا السلاح ضد الدولة وقتلوا جنوداً ومواطنين وخربوا ونهبوا ممتلكات عامة، ومحاربتهم عملية قانونية بوصفهم متمردين وقتلة ومخربين وليس بوصفهم هاشميين أو زيود، ويعرف المحواث زيد أن كثيراً من المتمردين لا يعتنقون المذهب الزيدي ولا ينتسبون للبيت الهاشمي، كما يعلم أن اتباع المذهب الزيدي تربو اعدادهم على نصف سكان البلاد وأن الهاشميين منتشرون في كل مناطق البلاد.. فهل استهدفتهم الحرب أم اقتصرت على المتمردين لكونهم متمردين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو السلالية"؟!!. ولأنه "محواث" فلم ير حسن زيد الوقائع كما هي، ولم يتردد في التضحية بالمصداقية؛ ولذلك جمع بين النقائض والتناقضات، وإلا ماذا نفهم من كلام "المحواث" عندما يقول إن الرئيس يحارب المذهب الزيدي لكي يتمكن من إقامة حكم ملكي وراثي، إذ أن الزيدية ترفض الحكم الملكي الوراثي ولذلك يسعى الرئيس لإزالة هذه العقبة، بينما يعلم الجميع والمحواث زيد في مقدمتهم أن مبدأ النظام السياسي القائم على الملكية والوراثة قابع في عمق المذهب الزيدي، وان الحوثة أنفسهم يتبنون هذا المبدأ مع حصره في البطنين، كما يعلم الجميع وفي مقدمتهم المحواث زيد أن محاربة المتمردين الحوثة تهدف إلى حماية الاستقرار وحماية النظام الجمهوري والديمقراطي أيضاً، وأن رئيس الجمهورية يقف في مقدمة المدافعين عن هذا النظام الديمقراطي التعددي الذي لا يجمعه جامع مع أنظمة الحكم الملكية والوراثية. وأخيراً.. لا حظوا "المحواث" حسن زيد وهو يتردى إلى اسفل سلم السطحية ويصعد أعلى درجات المكايدة.. فمن ضمن تناقضاته اعتبر أن الحرب في صعدة هدفها طمس الأدلة حول ما جرى للمخطوفين الأجانب وحول مصيرهم (!). إن قضية اختفاء المخطوفين الأجانب هي قضية هامة بالنسبة للدولة، ولكن ليست قضية تستدعي الحرب، فضلاً عن أن أحد شروط اللجنة الأمنية لوقف الحرب على المتمردين أن يكشفوا عن مصير المخطوفين.