كل من يشاهد الشارع الرئيسي المعروف بشارع مدرم بمديرية المعلا محافظة عدن حتماً سيصاب بالصدمة التي يقول الأطباء إنها مساعد رئيسي للجلطة.. فشارع مدرم كان كل اليمنيين وليس فقط أبناء عدن يتباهون به اينما حلوا أو زاروا بلداً في العالم؛ حتى في الدول الأوربية المتقدمة.. وأتذكر أنني عندما زرت القاهرة العاصمة المصرية أول مرة في مايو عام 1973م، حملت صوراً للشارع للتباهي به امام أشقائنا المصريين.. شارع يقول التاريخ انه أول شارع بني في منطقة الجزيرة والخليج، من حيث بنايته وخطوط شوارعه، كان الكثير من السائحين الأوربيين الذين يزورون عدن يتوقفون في الشارع لالتقاط صور تذكارية لهم داخله وفي محلاته التجارية وخط سير المشاة والمركبات الذي يزهو بالنظافة واشجار الورود، وظل هذا الشارع كما هو رغم الأحداث العسكرية التي كان "الرفاق" يفتعلونها في الجنوب كل أربعة أعوام، بل إن فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح كان حريصاً على مكانة الشارع كلما زار عدن ومر بالشارع الذي يتوسط المحافظة.. ولعل الجميع يتذكر كيف كان منظر الشارع إبان خليجي عشرين عروس تتلألأ بالأنوار!!.. كل هذا صار اليوم بفعل "شباب الثورة" تاريخاً يروى ولا يشاهد.