سجلت لإذاعة ألمانيا 22 أغنية ولم تسجل لي إذاعة صنعاء شيئاً كل واحد من فناني اليوم يريد ان يكون "الفنان الكبير" والبقية تحت على عنبه .. فنان شاب يمتلك قاعدة كبيرة من المعجبين والمستمعين لاغانيه التي اتخذت طابعاً متميزاً جمع فيه بين اللون الشعبي والتوزيع الموسيقي الحديث.. هموم الفنانين الشباب وواقع الاغنية اليمنية وشركات الانتاج والفضائيات وقضايا أخرى متعلقة بالغناء اليمني كانت محاور اللقاء الذي أجرته "الجمهور" مع الفنان علي عنبه.. فإلى الحصيلة: لقاء/ عبدالملك العصار * ما هي الهموم والمشاكل التي يعاني منها فنانو اليوم؟ - هي كثيرة من اهمها شركات الانتاج كونها لا تهتم بالفنان خاصة الجانب المعنوي بغض النظر عن المادي.. وأتساءل عندما يقومون بتسجيل أغانٍ للفنانين لماذا لا يسجلونها فيديو كليب لتظهر على القنوات الفضائية، كما هو معمول به لدى فناني الخليج.. إضافة إلى أن شركات الانتاج تقوم بهضم حقوق الفنان من جميع الجوانب سواء المادية أو المعنوية؟!. * اين وصلتم في تأسيس الجمعية أو النقابة؟ - في الحقيقة هناك مجموعة من الشباب دعوا إلى ذلك ثم توقفوا بعد ان جمعوا لهم شوية أصوات وبعد ذلك انتهى الموضوع ولم يفعلوا أي شيء. * هل صحيح انه لا يوجد أي تعاون بين فناني اليوم؟ - فنانو اليوم لا يوجد بينهم أي تعاون مثلما كان لدى الفنانين الأوائل الذين كانوا يجتمعون مع بعضهم ويتبادلون الألحان، وكان هناك تجاوب فيما بينهم إضافة إلى انه كان لديهم نقابة للفنانين لكن اليوم يتجه الفنانون عكس ما كان عليه الأوائل، وأنا أتحدى أي فنان من فناني اليوم قد اجتمع مع ثلاثة أو اربعة فنانين. * هل وصلتم إلى مرحلة أن يجسد بعضكم الآخر؟ - المشكلة أن كل واحد من فناني اليوم يريد أن يكون الفنان الكبير والبقية من تحت ينظرون إليه دون وضع أية اعتبارات بأن لكل فنان جمهوره داخل الساحة الفنية، وله معجبيه ومحبيه والرزق هو بيد الله "ماهوش" بيد شخص، ولكن المفترض أن يكونوا متماسكين ومتعاونين تربطهم كلمة واحدة خاصة فيما يخص مصالحهم وحقوقهم سواء كان ضد شركات الإنتاج أو غير ذلك، أهم شيء يكون رأيهم واحداً وكلمتهم واحدة. * يقال أن الأغنية اليمنية تعاني من عدم وجود الفنان الذي يحترمها ويقدرها أو يعطيها حقها في الأداء واللحن.. ما رأيكم؟ - بصراحة نحن في البداية حاولنا تجديد الأغاني اليمنية وأنا بدأت وغنيت أغنيتين أو ثلاث أغاني سجلتهن في القاهرة وتم توزيعهن في اليمن وسجلناهن فيديو كليب في هولندا وفي ألمانيا وفي بلجيكا ودبي، وكل ذلك على نفقتي الخاصة ومجهودي الذاتي على أساس أننا سنحصل على تجاوب من قبل الجهات المختصة خاصة القنوات الفضائية ووزارتي الثقافة والإعلام، لكن ما يؤسف له أني منيت بخيبة أمل وكأنني لم أفعل شيئاً. * هل قمت بتطوير تلك الأغاني؟ - نعم قمنا بتطوير تلك الأغاني وأدخلنا عليها الموسيقى لننافس بفننا اليمني فناني الخليج، لأننا فنانون نمتلك كل القدرات الفنية والصوتية ولنا ألحان وتراث غني بكلما تعنيه الكلمة أكثر بكثير مما يمتلكه الخليجيون لكن لا يوجد أي تشجيع من قبل الجهات المختصة، وعدم التجاوب وأد طموحاتنا نحن كفنانين لأن التشجيع والتجاوب يمنحنا معنوية خاصة ونخرج بمزيد من الإبداع. * ما هي الأغاني التي قمت بتطويرها؟ - أغنية بدوية وأغنية من ألحاني وكلمات احمد الشبيبي وتم تسجيلها وعرضناها على التلفزيون على أساس أن يتم تصويرها والاهتمام بها ونتجه نحو الاهتمام بالتراث ونلفت الشباب إلى الفن اليمني من خلال إدخال الموسيقى، لأن الفن اليمني لا يقتصر على العود والإيقاع فقط وإنما نمنحه لوناً جديداً من خلال إدخال الموسيقى بآلاتها الحديثة لكن ما يؤسف له أيضا بأننا لم نجد أي تجاوب أو تعاون لما نطمح الوصول إليه وذهب كل تعبنا أدراج الرياح. * هل القنوات الفضائية بحاجة إلى وساطة للظهور؟ - بالنسبة لي أنا عرضت عليهم العمل بدون تصوير أو موسيقى لكن لم أجد أي تجاوب من قبلهم، صحيح أنهم أعطوني وعوداً من قبل قناة "السعيدة" والفضائية اليمنية بأنهم سوف يقومون بتصويرهن، ولكنها وعود مطاطية طويلة ولا أدري متى سيتم تنفيذ تلك الوعود. * هناك فنانون أكدوا بأن القنوات الفضائية بدأت تتنافس بدخول القنوات الخاصة ما صحة ذلك؟ - بالنسبة لعملية التنافس فإننا من خلالها سنقدم عملاً صح.. والحمد لله تحسنا الآن عن ما كان معهود في السابق لأن الفنان عندما كان يقوم بتسجيل أي عمل يقطع شوطاً طويلاً وجهداً كبيراً لأنه لم يك يوجد معنا سوى قناة واحدة، والآن الحمد لله أصبح لدينا أكثر من قناة لكن ما نريده هو وجود قناة غنائية متخصصة بالأغاني اليمنية خاصة أغاني التراث لتوثيق الأغنية اليمنية من خلال تجديدها من قبل الفنانين الشباب. * ماهو موقفكم من سرقة الأغاني التراثية من قبل فناني الخليج ونسبها إليهم؟ - قد سرقوه وكملوا سرقة التراث الغنائي اليمني ونسبوه إلى تراث الخليج، وأريد أن أقول أنه عندما كنت مسافراً إلى ألمانيا سمعت أغنية "حوى الغنج" التي غناها محمد سعد عبدالله وغناها أكبر الفنانين اليمنيين صارت منسوبة لفنان خليجي من ألحانه وكلماته. * ماهو دوركم تجاه مثل هذه السرقات؟ - من وجهة نظري أقول للجهات المختصة أن عليها إعادة النظر حول ما يحدث للتراث اليمني من سرقات، وأن يهتموا به ويدعوا الفنانين الشباب إلى تجديدها وتحسينها ويدخلوا عليها الآلات الموسيقية الحديثة ومن خلال ذلك سوف نعري أولئك الذين سرقوها ونسبوها لأنفسهم وإلى تراثهم من خلال عرضها أمام الرأي العام العربي، لكن لا يصح أن نأتي ونقول إن هذا تراثنا ونحن نغنيه بآلات العود بينما هم يحسنون فيه من خلال إدخال الآلات الموسيقية عليه مما يلفت ذلك انتباه المستمعين لها دون علم بمنبعها ومصدرها. * من المعروف أنك كنت سفيراً للأغنية اليمنية وعرضتها في أكثر من بلد عربي وأوربي.. كيف كان تقبل المستمعين لها؟ - في الحقيقة كان تقبل الناس لها تقبلاً رائعاً ولم نكن نتوقع أن تحظى بذلك القبول. * كم مشاركة خارجية شاركت فيها؟ - شاركت في ألمانياوهولندا ودبي وبلجيكا وكثير من المشاركات الخارجية التي مثلت فيها اليمن وتصل إلى حوالي 12 مشاركة. * من خلال مسيرتكم وعطائكم الفني.. هل حصلت لكم مواقف طريفة أو غيرها؟ - نعم حدثت لي مواقف كثيرة ولكن أذكر منها موقف أتذكره جيداً وهو عندما قمت بتسجيل أول شريط لي عن طريق شركة صوت اليمن للإنتاج الفني وصاحبها آنذاك علي محمد القحطاني الله يذكره بالخير، الذي نعتبره مؤسس شركات الإنتاج في اليمن فكان تسجيلي بالتزامن مع الفنان خالد الشريجه وبعد ذلك نزل شريط خالد الشريجه وشريطي لم ينزل وكانوا يوعدونني بأنه سوف ينزل بعد خالد الشريجه وكان معي نسخة من الشريط الذي نزلته كنت آخذها واذهب وأسمعهم في باب الاستيديو وأقول لهم (هيا عتنزلوا حقي الشريط ماشي شاسير اسمعهم وأوزعه على الاستريوهات) مما جعلهم يعجلون في إنزال الشريط قبل أن أقوم بتوزيعه ويسمعوه الناس وهناك مواقف كثيرة. * هناك فنانون يهود من أصول يمنية رحلوا بالأغنية اليمنية وعملوا على تطويرها وأنت ايضا قمت بأعمال مماثلة.. ما الذي دفع بك إلى ذلك؟ - كما ذكرت إن الفنان اليمني لديه القدرة والكفاءة على تطوير الأغنية اليمنية وفعلا سويت أعمالاً كثيرة متشابهة للأعمال التي أداها الفنانون اليهود من أصول يمنية وفعلا أنتجتها وسجلتها للفضائية اليمنية في التسعينات من القرن الماضي، مثل أغنية "قلبي يحب الهوى" للفنانة عفراء هزاع وحصلت على الجائزة الكبرى في مهرجان إيطاليا الغنائي، وأنا ايضا غنيتها في ألمانيا فكان المعجبون المتقبلون لها بشكل لم نتوقعه لأنها كانت معروفة ولها جماهيرها في ألمانيا، ومن المعروف أن أكثر أغاني اليهود أغانٍ يمنية وهم يحسنون تقديمها ويجيدون أيضا أداءها بشكل جميل ورائع. * لماذا لم يحاول بقية الفنانين تطوير الأغنية اليمنية مثلما طورها اليهود؟ - من المعروف أن الأغاني اليمنية خاصة الشعبية تحتاج إلى إمكانيات صوتية لأدائها، واليهود هم يغنون الأغاني الشعبية ويمتلكون إمكانيات صوتية. * هل نفهم أن فناني اليوم يفتقدون إلى الإمكانيات الصوتية؟ - نعم لأن الإمكانيات الصوتية لها دور كبير في إخراج الأغنية بشكلها وطابعها الحقيقي والصحيح، لذلك الكثير من الفنانين أخفقوا في ذلك. * هناك كثير من الفنانين يدخلون اللجهة الدارجة في أغانيهم.. ما رأيكم؟ - الأغنية التراثية أداؤها معروف والأغنية الشعبية لها لهجة وخاصة وذات طابع متميز يدخل عليه اللون الشعبي، وهناك بعض الفنانين لا يجيدون أو يتقنون اللهجة الشعبية ومثلهم الفنانين الشعبيين لا يجيدون اللهجة التراثية لأن هناك لهجات غير المقامات. * هل وصل فنانو اليوم إلى مستوى الفنانين الأوائل؟ - لا.. إلى الآن لم يحققوا أية نتائج مماثلة لأن أعمال فناني اليوم أعمال لمدة معينة وتنتهي، أي أنها أعمال مؤقتة رغم الاجتهاد من قبل الفنان لكنها سرعان ما تهبط. * ماهو السبب؟ - السبب هو عدم اختيار الفنان للعمل المخلد سواء من حيث الكلمة أو اللحن.. وهذا هو سبب هبوط الأغنية اليوم ومع احترامي للفنانين أنهم لم يحافظوا على مكانتهم. * هل لكم أعمال وطنية؟ - نعم لدي أعمال وطنية منها عمل لعيد 26 سبتمبر أديته في التسعينات والآن لدينا أعمال وطنية ستشاهد النور خلال الأيام القليلة القادمة. * ما هي مخرجات الفنان تجاه التنمية؟ - مخرجات كثيرة مثله مثل المدرس يوعي الناس بكل المخاطر التي تواجههم في حياتهم اليوم، وأنا غنيت كثيراً من الأغاني التوعوية والهادفة لكنها لم تجد أي تجاوب من قبل الإذاعة أو التلفزيون سواء الوطنية أو الفرائحية والزراعية، وقمت بتسليمهن إلى الاستاذ لطف الخميسي من أجل توثيقهن وإذاعتهن ولكن للأسف فقدن في ظروف غامضة. * ماهو السبب الذي جعل الفنان اليمني اليوم يتحول إلى محيي أعراس؟ - السبب هو أن الفنان لم يعد يجد الجمهور الذي يهتم به ويقدره إلا في حفلات الأعراس، لأن الفنان يذهب إلى الإذاعة أو التلفزيون ليقدم أعمالاً فنية ولا يجد من يقدره أو يقدر تلك الأعمال التي يؤديها ويوصلها إليهم.. وأريد أن أقول لكم شيئاً أنا فنان يمني وسجلت لإذاعة غرب ألمانيا حوالي 22 أغنية وبينما إذاعة صنعاء لم تسجل لي أية أغنية.. وهذا تعود أسبابه إلى تجاهل الفنان وما يقدمه من فن من قبل الجهات المعنية لذلك فإننا نفضل حفلات الأعراس كونها أصبحت مصدر رزقنا ونجد فيها الجمهور الذي يكن لنا كل تقدير واحترام. * هناك من يقول إذا دخلت الموسيقى على الأغاني اليمنية فستفسدها كونها عرفت بالعود والإيقاع.. ما رأيكم؟ - رأيي أن الآلات الموسيقية ستزيدها جمالاً ومن يقول عكس ذك فهو مخطئ لأن الخليجيين كانوا يقدموا أغانيهم بالربابة، واليوم صارت لهم أعمال بالموسيقى وآلاتها الحديثة وإذا كان الخليجي بيسرق ألحاننا وأدخل عليها الموسيقى الحديثة، فنحن أحق بذلك والموسيقى كما ذكرت لا تفسد الفن وإنما ستزيده جمالا وتألقا، لأن العالم لم يعد يسمع الأغاني إلا بالموسيقى وهناك قليل ممن يستمعون للأغاني بالعود. * لماذا لم تخرج الأغنية اليمنية عن حدود اليمن؟ - السبب هو أن الأغنية اليمنية لم تجد السفير الذي يقوم بنقلها ولو رجعنا إلى الماضي لوجدنا أن الفنان أبو بكر سالم بالفقيه غنى أغنية "وانسيم السحر" في اليمن وخرجت إلى دول الخليج من اليمن وسمعها الناس كلهم ومثلا لو غنينا أغنية "ما وقفتك بين الكثيب والبان" بالموسيقى أكيد سيسمعها الناس كلهم مثلها مثل أغنية "وانسيم السحر". * لماذا لم تصل الأغنية اليمنية إلى الفيديو كليب في الفضائيات.. هل لأنها لم تجد لها مكانة؟ - بالعكس الأغنية اليمنية لها مكانة كبيرة في نفوس الخليجيين، لذلك اهتموا بها وسرقوها لأنها معروفة ولها قيمتها لكنها تعاني من تجاهل ابن البلد نفسه خاصة الجهات المختصة، التي لم تولها أية اهتمام إضافة إلى عدم اختيار الفنان الذي سيتقن أداءها بالشكل الصحيح. * هل قمت بصناعة ألحان.. وكم عددها؟ - نعم قمت بصناعة 75 لحنا وهي موجودة في السوق وهي ألحان غنيتها وغناها فنانون آخرون وهناك ألحان كثيرة لكنها إلى حد الآن لم تنزل إلى السوق.. أعطيتها لفنانين آخرين لأن هدفي هو خدمة الأغنية. * هل تعرضت لسرقة ألحانك؟ - نعم نادر الجرادي سرق ألحاناً لي وأغنيتين إحداها أغنية "يقول أبو ناصر" وأنا غنيتها ولحنتها في التسعينات وهناك ألحان لأغاني كثيرة مثل "ليلة خميس" غناها عدد من الفنانين، ولذلك تقدمت بشكوى إلى الوزارة لكن لم أجد تجاوباً فلم أجد أمامي سوى أن أسامحهم. * ماهو جديدك الذي تعد به الجمهور؟ - لدي عمل جديد إن شاء الله سينزل إلى السوق مع أيام عيد الفطر وعمل آخر سيشاهد النور قريبا إن شاء الله. * كلمة أخيرة؟ - أتمنى من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة أن تهتم بالفنانين لأن لدينا موروثاً كبيراً من الفنانين لمختلف الألوان الغنائية، ونتمنى أن يحتضنوهم ويهتموا بالجديد وكذلك الاهتمام بموروثنا الشعبي لأنه أصبح معرضا للسرقة.