الفنان خالد البعداني: تسونامي ال(MP3) ضرب الاستريوهات وشركات الانتاج ولا بديل للفنانين سوى الفضائيات عبدالله محمد – صاحب استريو: مبيعات الكاسيت انخفضت إلى الربع ومحلات الموبايل استريوهات غير معلنة مثلما انتهى عهد الاسطوانات الموسيقية والغنائية، ها هو عهد أشرطة الكاسيت في طريقه إلى الزوال، بعد أن بدأ عهد ال(MP3) وأصابع ال(فلاش ميموري) ورقائق الذواكر الصغيرة الحجم الكبيرة السعة.. لينطبق على أشرطة الكاسيت قول شاعر العصور عبدالله البردوني: ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن ولم يمت في حشاها الفن والطرب تعود علاقة الموسيقى والألوان الغنائية المختلفة بأجهزة التسجيل والاستماع إلى مطلع القرن الماضي.. صندوق الطرب حيث مثل جهاز (الجرامافون) حينها اختراعاً ثورياً، نقل الموسيقى والمطربين من القاعات والمسارح والجلسات إلى المنازل، وصار بالإمكان الاستماع للموسيقى أو للفنان المفضل أو للأغنية المفضلة في أي وقت. اختراع ياباني ومع اختراع اليابان ل"الكاسيت" مطلع سبعينات القرن الماضي، حدث انقلاب أبيض على الاسطوانات وأجهزة (الجرامافون) كون الكاسيت أصغر حجماً وأسهل تشغيلاً وأكبر سعة من الاسطوانات، ليتربع الكاسيت على عرش سوق التسجيلات فترة طويلة من الزمن استمرت زهاء 4 عقود، حتى هذه الأيام التي نشهد فيها أفول نجم "الكاستي" وسطوع نجم جديد يطلق عليه اسم ال(MP3)، نسبة إلى إحدى صيغ الملفات الصوتية في الكمبيوتر. ثورة الكمبيوتر فمع دخول الكمبيوتر في كافة المجالات أخذت الاسطوانات المدمجة المعروفة باسم (CD) و(DVD) تفرض نفسها كبديل مقنع لأشرطة "الكاسيت". الأقراص المدمجة فأكبر شريط كاسيت متداول يستطيع تخزين مادة صوتية تصل إلى 90 دقيقة، في حين أن أقل قرص مدمج (CD) بإمكانه تخزين محتوى 30 شريط كاسيت، مع امكانية تخزين مواد مرئية، أما أقراص ال(DVD) فبإمكان القرص الواحد منها تخزين محتوى 80 شريط كاسيت وأكبر إلى جانب المواد المرئية أيضاً، لتنتشر مع هذه الأقراص أجهزة العرض الرقمية بدلاً عن المسجلات. الفلاشات والذواكر لكن الضربة القاصمة للكاسيت جاءت من خلال التحالف الوثيق بين الكمبيوتر والهاتف الجوال، حيث مثلت أجهزة "الموبايل" بديلاً مثالياً للمسجلات وصارت الذواكر التي لا يتعدى حجمها ظفر الأصبع بديلاً للأقراص المدمجة وشرائط الكاسيت، وجاءت تقنية ربط أصابع الفلاش (ميموري) مع ترددات موجة (FM) الاذاعية وكذا أجهزة الترفيه صغيرة الحجم المعروفة باسم (MP4) لتقضي على كل أمل للكاسيت في الاستمرار والبقاء. نكبات الاستريوهات احتضار "الكاسيت" جلب معه الكثير من النكبات لأصحاب محلات الاستريوهات وقبلهم شركات الانتاج الفني وشركات صناعة الكاسيت نفسها. انخفاض المبيعات وفي هذا الصدد التقت "الجمهور" بالاخ عبدالله محمد علي صاحب استريو القيثار أحد أبرز الاستريوهات في العاصمة صنعاء، والذي قال بأنه كان يبيع في السنوات الماضية بمتوسط 200 كاسيت في اليوم الواحد، أما هذه الأيام فلم تعد مبيعات الكاسيت في اليوم الواحد تتعدى ال40 كاسيتاً.. منوها بأن الطلب على الكاسيت يقل يوماً بعد يوم.. متوقعاً بأن يصبح الكاسيت في غضون عام أو عامين على الأكثر من الذكريات. من الرف إلى المستهلك!! وأضاف بان الأقراص المدمجة تحتل الآن 3 أرباع رفوف الاستريو الذي كان يعج بآلاف الألبومات الموسيقية والفنية للعرض فقط، ويتم طبع أي ألبوم يطلبه الزبون من تلك الأشرطة، بخلاف الأقراص المدمجة التي يتم بيعها مباشرة للزبون. استريوهات غير معلنة لافتا إلى انهم اضطروا إلى تلبية رغبات العديد من الزبائن والذين يطلبون نسخ أكثر من ألبوم إلى الفلاشات والذواكر عبر الكمبيوتر.. وقال بأن محلات الموبايل صارت محلات استريو غير معلنة مع وجود طلب لنسخ الأغاني إلى الفلاشات والذواكر. تسونامي (MP3) الفنان الصاعد خالد البعداني أكد من جهته إلى أن أضرار تسونامي ال(MP3) – حد وصفه- قد امتدت إلى الفنانين، فرغم ما كان يتعرض له الفنانون من شركات الانتاج من ظلم وهضم في الحقوق المادية، إلا أن تلك الشركات كانت على الأقل وسيلة لإبراز الفنان على الساحة الفنية، لكن (MP3) ضرب سوق الكاسيت في مقتل ولم تعد هناك أية فائدة مادية لا لشركات الانتاج ولا للفنان الذي هو في الأصل مهضوم مادياً. الفضائيات خيار وحيد وبحسب الفنان المبدع خالد البعداني فإن شركات الكاسيت أصبحت خياراً فاشلاً هذه الأيام، وأنه لا خيار أمام الفنان ليحقق بعض المكاسب المادية وبعض الظهور سوى خيار الفضائيات وشركات الانتاج الإعلامية المحترفة، فيما يظل خيار الحفلات العامة مجرد أمل في ظل افتقار بلادنا للمسارح وفي ظل عدم إقامة أية مهرجانات فنية جماهيرية سواء من قبل وزارة الثقافة أو من قبل الشركات المتخصصة.