عندما تداعت جامعة الدول العربية ومن ورائها الشقيقة مصر، ومن قبلها عدد من الدول العربية والخليجية والإسلامية، للوقوف مع اليمن شعباً وحكومةً وقيادةً سياسيةً، في مواجهة فتنة التمرد وعصابة "الحوثية" بصعدة، وتأكيد وقوفهم الكامل مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره، ما ذلك إلا لمعرفتهم الأكيدة بخطورة مثل هذا التمرد، وكما قال أحمد أبو الغيط -وزير الخارجية المصري - لا يمكن لأحد أن يقبل التمرد أو يسكت عنه لأنه لا يستهدف اليمن وأمنها وحدها بل إن خطورته وتداعياته السلبية سترمي بظلالها على كل الأمة العربية والإسلامية، وعلى أمن المنطقة كلها دون استثناء. تلك المواقف المساندة والمناصرة للحكومة اليمنية من عدد من الدول العربية والإسلامية ومن أحزابها في السلطة والمعارضة ومن الكثير من الساسة والمفكرين والكتاب والصحفيين في تلك الدول، إنما تنبع من مسؤوليتها التاريخية والسياسية لمعرفتها وإدراكها التام لفحوى هذه الفتنة البغيظة والتي تحتاج بالفعل للمواقف الجادة والواضحة بعيداً عن التسويف والمتاجرة السياسية الحمقاء، التي دائماً ما قادتنا إلى نتائج سيئة وكارثية ظللنا ندفع ثمنها عقوداً وعقوداً على حساب التنمية والبناء والإعمار وقبل ذلك على قاعدة عدم الاستفادة من الدروس السابقة والاعتبار منها بكل مسؤولية ووضوح. وحدها معارضة "المشترك" عندنا هي من عالم آخر وكوكب ثانٍ تخرج عن الجماعة والإجماع وتشذ دائماً عن السرب، لتغرد بغباء أسوأ النغمات والألحان المملة والمشروخة لخدمة أغراضها الضيقة وأهدافها المشبوهة، حتى وإن كان ذلك على حساب الوطن.. لا بل الأمة ومقدراتها ومستقبل أمنها واستقرارها وتطورها ونمائها الذي لا يمكن أن يتأتى أو يتاح في بيئة ملوثة مريضة ملؤها الضغائن والأحقاد والتوظيف القذر للأحداث والشواهد والظروف. تباً لمعارضة "مشتركة" أدمنت العيش في بيئات من التلوث والأوحال والأمراض.. وتباً لها ثانية وهي تسعى وتعمل لجر الآخرين من أجل العيش معها في ذلك المستنقع الآسن الذي أدمنته وارتضته لها بيتاً وسكناً ومعاشاً.