وسط الضجيج الإعلامي وما صاحبه من احتفالات رسمية تخللتها أهازيج غنائية ورقصات شعبية احتفاء بنجاح الحوار وذلك بحسب ما جرى ترديده بالوسائل الإعلامية يتبادر إلى الذهن استفسار مفاده كيف نجح مؤتمر الحوار الوطني بعد فترة عشرة أشهر مضت من الجدل اللامتناهي بين أعضاء الفرق المختلفة داخل ذلك المؤتمر حيث يبدو أن نجاحه الذي أدهش العالم وصار محطة إعجاب وتقدير الأشقاء والأصدقاء يأتي بالنظر إلى حجم الانجازات التي تحققت على أرض الواقع العملي وذلك وفقاً للاتي : 1- تم خلال عشرة أشهر من العمل الجاد أثناء فترة انعقاد جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بناء دولة يمنية أساسها النظام والقانون والمواطنة المتساوية لكل الموطنين اليمنيين وانتهى بذلك المنجز التاريخي الهام الجدل الجاري حول شكل الدولة وهويتها ومضمونها باعتبارها دولة اتحادية ديمقراطية وطنية سيادتها على أراضيها كاملة غير منقوصة ترفض الوصاية الدولية مهما كان شكلها ولا تقبل أيضاً أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شأنها الوطني. 2- تم تجزئيه وتفكيك وحدة الشمال بمفردة إلى أربعة أقاليم مقابل تجزئيه وتفكيك وحدة الجنوب بمفردة إلى إقليمين وذلك انتصاراً لوحدة الشعب اليمني وتقدمه الاجتماعي حتى يتمكن الوطن من بناء مستقبله الحضاري. 3- انهى مؤتمر الحوار الوطني بثقافة الانفصال والتشطير وإلى الأبد ما كان لهذا الانجاز العظيم أن يتحقق لولا مؤتمر الحوار وما بذل فيه من جهود وطنية مخلصة غلبت مصلحة اليمن العليا وأثمرت مخرجات الحوار الوطني الشامل. 4- تم إنجاز وثيقة الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل والتي تجسدت عملياً بإنهاء الفساد المالي والإداري. 5- نجحت نبيلة الزبير رئيس فريق صعدة في مؤتمر الحوار باستلام أسلحة الحوثيين وتسليمها للدولة واعتبار صعدة محافظة خالية من السلاح انتصاراً للسلطات في المحافظات اليمنية. 6- تم إنجاز وثيقة القضية الجنوبية وجرى ترجمة الضمانات النظرية بتنفيذها عملياً على ارض الواقع بواسطة لجنة 8+8+=16. وبذلك الانجاز التاريخي العظيم انتهى الحراك الجنوبي المسلح والسلمي ولم يعد لدعاة الانفصال أي مبرر موضوعي أو ذاتي بعد وثيقة الحلول والضمانات الخاصة بالقضية الجنوبية.