♦قال قيادي في جماعة الحوثيين الشيعية في اليمن، إنهم مازالوا متمسكين برفض قرار تقسيم البلاد إلى 6 أقاليم، محذرا من أن ذلك قد "يٌحدث خطأ كارثياً". وأضاف القيادي الحوثي، علي العماد، عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، في حوار خاص مع وكالة الأناضول إن "التسرع في مثل هذه القرارات الخاصة بتقسيم اليمن إلى دولة اتحادية بصيغة أقاليم ستة، قد يحدث خطأ كارثياً في المستقبل لأن نتائج مثل هذا القرار قد تؤثر سلبا على اليمن عقودا قادمة؛ سواء كان القرار بطريقة مقصودة أو غير مقصودة. ونفى العماد صحة التقارير التي تحدثت بأن الحوثيين رفضوا خيار الأقاليم الستة لمطالبتهم بضم محافظتي الجوف وحجة إلى إقليم "آزال" الذي يضم محافظة صعدة "معقل الحوثيين" و3 محافظات أخرى. وأوضح أنهم سيوافقون على ذلك "في حالة تشكيل لجنة فنية من خبراء لدراسة الموضوع مع الأخذ بعين الاعتبار حل القضية الجنوبية والبعد الاقتصادي والاجتماعي لكل إقليم". وحول الحروب التي دارت في عدة مناطق في البلاد بين الحوثيين من جهة وسلفيين ومسلحين قبليين من جهة أخرى، قال العماد إن "الصراع مع أنصار الله (الحوثيين) منذ عام 2004 صراع سياسي بامتياز، ليس له علاقة بالبعد الطائفي أو العنصري". واعتبر أن الصراع هو بين "أنصار الله الحوثيين" وجهات سياسية أخرى على رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح (حزب إسلامي مشارك في الحكومة) اعتبر أنها "تريد كبح جماح أنصار الله من الناحية السياسية". وتابع قائلا إن "جهات سياسية قامت بتفجير الأوضاع بمحاربة الحوثيين في عدة مناطق نظرا لمواقف الحوثيين السياسية في البلاد". واستطرد العماد بالقول: "حينما رفضنا المبادرة الخليجية عام 2011 التي قضت بتنحي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، اندلعت المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن". ولفت إلى أنه "من خلال مشاركتنا في الحوار كانت لنا رؤى متميزة تجذب الجماهير حول عدة قضايا وتخالف توجهات قوى سياسية أخرى على رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح، وبسبب ذلك قامت هذه القوى بتفجير الوضع والحرب مع الحوثيين في عدة مناطق مثل أرحب شمالي صنعاء، ومنطقة حاشد في محافظة عمران شمالي البلاد". وقال العماد إن" الصراع السياسي مع الحوثيين أدى إلى اغتيال قيادات حوثية في مؤتمر الحوار مثل عضوي مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثيين الدكتور عبد الكريم جدبان الذي اغتيل برصاص مجهولين بصنعاء في "22/11/2013″، والدكتور أحمد شرف الدين الذي اغتيل أيضا بصنعاء برصاص مجهولين في "21/1/2014″. وحول ما تردد عن تكتم الحوثيين عن نشر حصيلة ضحاياهم في الحروب التي خاضوها في عدد من المناطق أفاد القيادي الحوثي بأنهم "حريصون على أن لا يشاع بين الناس حكاية الاستهانة في القتل من خلال نشر أعداد القتلى". ونفى العماد الاتهامات لجماعة الحوثيين بتهجير السلفيين من منطقة "دماج" بمحافظة صعدة، مؤكدا أن الوقائع والوثائق تؤكد أن السلفيين أنفسهم ولجنة الوساطة الرئاسية التي رعت الاتفاق بين الطرفين أكدت أن خروج السلفيين من "دماج" كان بمحض إرادتهم. ودحض القيادي الحوثي تأكيدات السلفيين ولجنة الوساطة الرئاسية بخصوص مقتل وإصابة المئات من السلفيين في "دماج " خلال نحو 100 يوم من المواجهات مع الحوثيين. وأشار إلى أنه لم يكن هنالك قتلى في "دماج" سوى أرقام بسيطة، فهناك جهات سياسية تتاجر بالدماء، على حد قوله. وقال العماد إن "ما أشيع حول زحف للحوثيين بالدبابات والأسلحة الثقيلة في دماج وتدمير المنازل والمساجد كذبة كبيرة". وحول مخرجات الحوار الوطني الشامل في البلاد الذي انتهت فعالياته نهاية شهر يناير الماضي، اعتبر القيادي الحوثي مخرجات الحوار "مشروعا عظيما وحملا ثقيلا بحاجة إلى حكومة كفاءات تقوم بتنفيذها". وفيما يتعلق بمطالباتهم بتغيير حكومة الوفاق الوطني الحالية أفاد العماد أنهم يطالبون بتغييرها "بعدما أثبتت فشلها في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية". وأضاف : "الحكومة الحالية أثبتت فشلها، لذا نحن بحاجة لحكومة كفاءات، وحكومة شراكة وطنية تلبي طموحات المواطنين وتكون قادرة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من سلفيي دماج والسلطات اليمنية حول تصريحات العماد. وخاضت جماعة الحوثي الشيعية خلال الأشهر الماضية عدة حروب مع رجال قبائل وسلفيين في عدة مناطق يمنية، من بينها منطقة "دماج" بمحافظة صعدة (شمال)، خلفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، بحسب مصادر سلفية وقبلية. ويتهم سلفيون ورجال قبائل الحوثيين بالتوسع في عدة مناطق يمنية تحت قوة السلاح، مطالبين السلطات في البلاد بضرورة نزع أسلحة الحوثيين.