اعتبر مراقبون أن جماعة «أنصار الله» الحوثية أخضعت معظم مناطق محافظة عمران وفي مقدمها حاشد لسيطرتها, من خلال المواجهات التي خاضتها ضد رجال القبائل المدعومين في الفترة الأخيرة. ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن المراقبون إن «معظم رجال القبائل في عمران باتوا يدينون بالولاء للحوثيين, وإذا نجحت مساعيهم في نقل قائد اللواء 310 مدرع اللواء حميد القشيبي من عمران إلى منطقة عسكرية أخرى, فإن المحافظة ستصبح كلها في أيديهم لتضاف إلى محافظة صعدة وأجزاء من محافظتي الجوف وحجة, ما يعني أن جماعة الحوثيين أوشكت على استكمال إقليمها الخاص الذي يضم صعدة والجوف وحجة وعمران». من جهته, قال فارس السقاف مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية, إن «الجماعة التي يتزعمها عبدالملك الحوثي فرضت نفسها بقوة السلاح والتواجد في عدد من المحافظات والتمدد فيها حتى وصلت إلى مشارف صنعاء, والانتصارات التي حققتها بطعم الدم لن يكون لها مكان في الدولة المدنية الحديثة, فبإمكان أي قوة أن تقيم عرشها بالحراب والسيوف لكنها لن تستطيع أن تجلس عليه طويلا». وأضاف إن «هذه القوة باتت أمراً واقعاً في المعادلة السياسية لكن ذلك لم يتواز مع مشروع سياسي واضح لهذه الجماعة, لهذا قد يقول البعض إن الحوثي استطاع أن ينطلق من محافظة صعدة عبر الجوفوعمران وحجة وصنعاء (الريف) ليؤسس إقليمه وتواجده في هذه المحافظات». وأوضح أن هذه عملية استباقية على تطبيق قرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم على أرض الواقع لأن الحوثيين وقوى متنفذة في الشمال يريدون أن يظل اليمن وحدة مركزية واحدة, للسيطرة على المركز, ويسعون إلى العودة إلى خيار الإقليمين, لأنه في صالحهم, ويطالبون به من خلال الحراك الجنوبي وقوى أخرى. ورأى السقاف أن الحوثيين, إذا ما أصبح أمر الستة أقاليم واقعاً, فإنهم قد يكونون سيطروا على تلك المحافظات كإقليم ويتنافسون مع القوى الأخرى على بقية الأقاليم, لكن فرض الأمر الواقع بالقوة لن يتم ولن يعترف به لأن الاستفتاء على الدستور والانتخابات المقبلة تفرض على الحوثيين أن يتحولوا إلى حزب سياسي وتحقيق مكاسب سياسية سلميا", مشيراً إلى أن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي "قدم نفسه, حتى الآن, من خلال العمليات الاستباقية والتمدد باتجاه صنعاء كمسيطر بعد كل مواجهة, ولذلك فإن ساحة اختبار قوته الحقيقية ستكون في الميدان السياسي الديمقراطي وليس في ساحة القتال. في المقابل, رأى القيادي الحوثي علي البخيتي أنه لاتوجد سيطرة حوثية على عمران بالمعنى الذي يصوره الإعلام. وقال البخيتي ل «السياسة» : «الصحيح أن المواطنين اكتشفوا أن الإخوان باعوا لهم الأوهام طيلة عقود, ولم يوفروا لمناطقهم لا أمنا ولا استقرارا ولا خدمات عامة, بل جعلوها وكرا للتقطعات والجريمة والفكر التكفيري المتطرف, ورأوا أن صعدة باتت نموذجاً في تلك النواحي على الأقل, فرحبوا بالقوة السياسية الصاعدة لأنصار الله, وانضموا إليها أو تحالفوا معها ضد من سامهم العذاب لسنوات». واعتبر أن عمران عادت إلى أهلها, فهي عصية على أي غزو أو سيطرة من خارجها". من جهته, قال القيادي في الثورة الشبابية المحامي خالد الآنسي : «لا أعتقد أن الحوثي تمكن من السيطرة على عمران أو اقترب من استكمال إقليمه الخاص, فهو يحاول أن يعطي إيحاء للرأي العام بأنه مسيطر على عمران ويستغل عدم رغبة قوى معينة للدخول معه في مواجهات مسلحة, كما يستغل رغبة الانتقام لدى حزب "المؤتمر الشعبي العام" ولدى الرئيس السابق علي عبدالله صالح من "الإصلاح", وما يحدث في عمران أن مناطق موالية لصالح ترفع شعارات الحوثي للإيحاء بأنه مسيطر عليها».