♦ يسود منطقة عمران توتراً شديداً على خلفية توافد مسلحين حوثيين إلى مداخل المدينة مما ينذر بتفجر المواجهات من جديد بين قوات الجيش والمسلحين الوافدين إلى المحافظة. وقطع مئات المسلحين الحوثيين ،الأحد، مدخل مدينة عمران ، وقاموا بنصب خيمة بالقرب من النقطة العسكرية التي وقعت فيها المواجهات يوم السبت الماضي. وقالت مصادر محلية إن اللجنة الرئاسية وصلت إلى المنطقة بعد قدوم تعزيزات للحوثيين من معاقلهم في شمال غرب البلاد، وبعد نشر قوات إضافية للجيش ، مشيرة إلى أن اللجنة منحت مهلة للحوثيين حتى صباح يوم الإثنين لفك الخيمة وفتح الطريق إلى عمران. واندلعت اشتباكات عنيفة صباح السبت بين قوات الجيش ومسلحين حوثيين حاولوا الدخول إلى مدينة عمران بالأسلحة ، لإحياء ما اسميَّ بيوم الشهيد. وقتل في المواجهات ستة حوثيين ، إضافة إلى جندي من أفراد الأمن ومواطن يملك منزلاً قريبا من نقطة «الضبر» التي جرت فيها الإشتباكات اليوم بين الحوثيين وقوات الجيش ، حسبما أفاد مصدر محلي ل «الخبر». وفي سياق أخر قالت مصادر محلية إن الحوثيين يعززوا نفوذهم في مديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت. وأشارت إلى أن الحوثيين استحدثوا نقطتي تفتيش، الأولى على مدخل بلدة شبام والثانية في منطقة «الصرم» التابعة لمديرية «ثلاء». في غضون ذلك قالت خدمة «الأهالي موبايل» الإخبارية إنَّ الرئيس السابق علي عبدالله صالح أبلغ الحوثيين بضرورة التركيز على الحزام الأمني للعاصمة صنعاء قبل إي خطوة تصعيدية من داخلها ، مشيرة إلى أنَّ صالح يقدم لهم التسهيلات عبر حلفائه القبليين. وكشفت «الأهالي» في وقت سابق عن حث الرئيس السابق لقيادات جماعة الحوثي المسلحة بتحاشي المواجهات مع الجيش، لافتة إلى توجيه صالح لأنصاره في وزارة الدفاع بتعطيل أوامر الرئيس، وعدم تنفيذها. وتحدثت معلومات عن اتفاقات بين قيادة وزارة الدفاع وجماعة الحوثي، حالت دون قيام الجيش بواجباته في حماية المواطنين وصدور توجيهات عسكرية بعدم مواجهة الحوثي الذي قتل مسلحوه عدد من الجنود في منطقة همدان منتصف الشهر الجاري، وكذلك في نقطة أمنية على مدخل عمران مطلع الأسبوع الجاري. غير أن مصدر في المؤتمر الشعبي العام نفى الأسبوع المنصرم وجود علاقة بين الحزب والحوثيين ، مؤكداً أن المؤتمر ليس طرفاً في الصراع الدائر بين الحوثيين والقبائل في محافظتي صنعاءوعمران لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح المصدر في تصريح صحفي أن الصراع الذي تشهده بعض المحافظات مدفوع ثمنه خارجياً من إيران وقطر، وتغذية بعض القوى في الداخل، مشيراً إلى أن المؤتمر الشعبي العام ينأى بنفسه عن هذه الصراعات الطائفية والمناطقية والمذهبية والتي تلحق أضراراً فادحة بالبلاد والسلم الاجتماعي. وفي سياق مواصلة الجماعة تمددها في المناطق الشمالية لليمن أكد سكان محليون في دماج أن المسلحين الحوثيين خرقوا الاتفاق الذي وقع مع السلفيين على عدم دخولهم البلدة الكائنة بمحافظة صعدة، في حال غادر الشيخ يحيى الحجوري وجماعته المنطقة التي يقطنها السنة. وذكر المواطنون أن عشرات المسلحين الحوثيين دخلوا البلدة قبل يومين وداهموا عددا من المنازل بالإضافة إلى جامع دار الحديث. وأوضحوا، أن الحوثيين اقتحموا مسجد دار الحديث وصعدوا على المنبر وقلدوا صوت الشيخ يحيى الحجوري بسخرية واستهزاء، وهو ما سبب استياء لدى سكان البلدة. وأعرب السكان عن استيائهم من تراخي القبضة الأمنية في التصدي للجماعة، حسب مصادر محلية. وكان الحوثيون سيطروا في مطلع شباط/فبراير على مناطق في محافظة عمران ومعقل آل الأحمر في حاشد إثر مواجهات مع قبائل خلفت عشرات القتلى. ويحاول وسطاء إقناع الطرفين المتحاربين بالتقهقر من المواقع التي استولوا عليها وإخضاعها لسيطرة الجيش ولكن جهودهم لم تكلل بالنجاح. ويقول العديد من السياسيين إن «الحوثيين الموجودين بقوة في محافظة صعدة الشمالية يحاولون بسط سيطرتهم على مزيد من الأراضي بهدف توسيع مناطق نفوذهم في الدولة الاتحادية مستقبلا في اليمن». ويرفض الحوثيون والانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وتشكيل كيانين من أربع محافظات في الشمال واثنين في الجنوب. وقد وجهت للحوثيين اتهامات بالتحالف مع إيران والحصول على دعم عسكري ومالي منها، وهو ما تنفيه طهران.