قالت صحيفة «كمسمولسكايا برافدا» الروسية إن قاعدة غوانتانامو منذ زمن طويل باتت كالقذى في عين الإدارة الأميركية ، وتشتد في الآونة الأخيرة حدة الانتقادات الموجهة إلى هذا السجن سيء الصيت حتى من الأميركيين أنفسهم ، مشيرة إلى أن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية حول برامج تعذيب معتقلين مشتبهين بالإرهاب صار سبباً لزيادة توتر هذا الموضوع. وأضافت الصحيفة : «خلاصة القصة في نيّة شيوخ الكونغرس الأميركي إلغاء سرية جزء من الوثيقة المذكورة والكشف عن مدى قسوة الأساليب المستعملة للحصول على اعترافات صريحة، وتعتبر كلمة الحصول هنا مرادفاً لكلمة الضرب. ذلك علماً أنه كُشف عن محتويات 400 صفحة فقط من التقرير الذي يبلغ حجمه 6.3 ألف صفحة». ويشير التقرير إلى أن أساليب «التحقيق القاسي» التي طبقتها وكالة الاستخبارات المركزية لم تكن فعالة في كثير من الحالات، ويذكر التقرير استعمال أسلوب الإغراق في الماء البارد، وكذلك أساليب التعذيب الأخرى بعد إقرار الاستخبارات بأن المعتقل لم يعد قادراً على الاعتراف بجديد. وأكد سيناتور من أنصار إلغاء سرية بعض أجزاء التقرير أنه من المهم أن تحيط الولاياتالمتحدة العالم علماً بأنها قامت بأخطاء ولا تنوي تكرارها ، لافتاً إلى أن الوكالة لم تستشر الخبراء في موضوع فعالية هذه الأنواع من التعذيب أو تلك. وحتى بعد اتخاذ قرار كشف الحقيقة عن جزء من التقرير، سيقوم ممثلو وكالة الاستخبارات الأميركية بمراجعة مضمون هذه الوثيقة لمراعاة مصالح الأمن القومي، ما يثير الخوف لدى بعض الخبراء من أن الأوساط الاجتماعية الواسعة لن تعرف شيئاً عن استنتاجات معدّي التقرير الرئيسية. من جهة أخرى يقتنع الخبراء بأن هذه الوثيقة ستساعد حال إلغاء سريتها في تعجيل حلّ مسألة إغلاق السجن، علماً أن الرئيس أوباما وعد بإغلاقه أثناء ولايته الأولى، إذ وقّع أمراً بذلك في 21 يناير كانون الثاني عام 2009 ولم يغلقه بعد. وأردفت الصحيفة : «إضافة إلى كل ما ذكر أعلاه، لا يعرف أحد حقيقة ضلوع أكثر من 100 سجين بمخالفات يتهمون بها، لعدم نظر المحاكم في قضاياهم، علماً أن السجن مناسب جداً للولايات المتحدة، فهو خارج أراضيها، وبالتالي غير مشمول بالقوانين الأميركية». وفي هذا الصدد، أعرب رئيس الأوروغواي عن استعداده لوضع عدد من سجناء غوانتانامو في بلده، الأمر الذي سيعمل برأيه على إغلاق السجن الأميركي الذي وصفه ب«عار الإنسانية».