اعتبر الكاتب السياسي اليمني ياسين التميمي دعوة مجلس النواب لاستجواب الحكومة ومساءلتها عما تشهده البلاد من أزمات، تمثل ضغوطاً سياسية يمارسها البرلمان على الحكومة، وتساهم في تكريس الصورة النمطية عنها باعتبارها حكومة ضعيفة، مشيراً إلى أنَّ الهدف من ذلك هو إظهار أن ما يحدث ليس إلا نتاج التغيير الذي أتت به الثورة الشبابية. وقال التميمي في حديث ل «الخبر» : «لا أعتقد أن المجلس هدد بحجب الثقة، ولا يملك سلطة حجب الثقة، لأنه لا يعمل وفقاً للدستور النافذ وحده، بل يحتكم لمرجعية أخرى مهمة هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي تخول رئيس الجمهورية حسم أي خلاف بين الحكومة ومجلس النواب إزاء أي قضية، وهذا يعني أن جزء من الصلاحيات الدستورية لمجلس النواب قد تم تعطيله بفعل المبادرة الخليجية. وأكد أنَّ الحكومة هي حكومة وفاق وطني، والبلد بكل مؤسساته يمر بمرحلة انتقالية، تتساوى فيها مسئولية جميع القوى والمكونات السياسية التي انخرطت في عملية التسوية السياسية وبالذات في مؤتمر الحوار الوطني. وأوضح أنَّ الحكومة ومعها الوطن تواجه تحديات هائلة، وهناك أطرافا سياسية متورطة بشكل مباشر وغير مباشر في تعطيل وشلْ فعالية الحكومة في هذه المرحلة، من خلال افتعال العديد من المشاكل كالتقطعات، وضرب الخدمات العامة، فضلاً عن تحدي الإرهاب والمليشيات المسلحة، التي تمثل خطراً محدقاً باليمن، وتقتضي اصطفافاً وطنياً من قبل جميع الأطراف والمكونات الاجتماعية والأفراد، بما لا يدع مكاناً للمزايدات والمكايدات وتصفية الحسابات كما يجري اليوم. وأشار التميمي إلى أنَّ الحكومة بصيغتها الحالية الوفاقية، كان يفترض أن تكون أقوى وأكثر مبادرة، إلا أن فهم الناس للتوافق يأتي معكوساً في اليمن، حيث يستغل بعض الأطراف السياسية وجوده في الحكومة لتعطيلها والتآمر عليها وإفشالها للأسف الشديد.