تسرّبت ملفاتٌ سريّة إلى وسائل الإعلام الدنمركية، تشير إلى أن بعض دول الاتحاد الأوروبي سمحت لجواسيس من الولاياتالمتحدة بتركيب معدات المراقبة على الكابلات من أجل اعتراض رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية الخاصة، ودردشات الإنترنت لمواطنيها. ووفقًا للوثائق التي كشف عنها العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن يوم الأربعاء 18 يونيو/ حزيران، فإن كميات كبيرة من البيانات تم التجسس عليها باستعمال برنامج يطلق عليه اسم "السور- أ"، وهو ما يؤكد تخمينات ظهرت في وقت سابق تشير إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتعاون، إلى حدّ ما، مع وكالة الأمن القومي الأمريكية لمراقبة المعلومات. وحسب مراسل الغارديان السابق غلين غرينوالد، فإنّ أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة لديها اتفاقية مع الأميركيين لمراقبة أكثر صرامة تحت تسمية "العيون الخمسة"، بيد أنّ ما كشفت عنه الصحافة الدنمركية يشير إلى أن ّمدى التعاون مع الدول الأعضاء خارج اتفاقية "العيون الخمس" أكبر بكثير مما كان يعتقد أصلًا؛ حيث أكدت الصحف الدنمركية أن ما لا يقل عن 15 من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لهم نوع من الشراكة مع وكالة الأمن القومي. ووثائق وكالة الأمن القومي الحديثة المتعلقة ببرنامج "السور- أ" تقول إن "الشركاء الأجانب يسهلون استضافة الولاياتالمتحدة للوصول إلى الكابلات والمعدات"، وهذه المعدات يتم تركيزها على الكابلات لتمكن الأمريكيين من الاطلاع على ثلاثة تيرابايت من البيانات كل ثانية. كما كشفت هذه الوثائق أيضًا أنّ وكالة الأمن القومي وضعت برنامج "السور- أ" في ما لا يقلّ عن 13 موقعًا، تسعة من هذه المواقع بدأت العمل منذ العام الماضي. ومن بين ال"شركاء الأجانب" الذين أعربوا عن رغبتهم في التعامل مع هذا البرنامج الدنمارك وألمانيا. علمًا بأنّ السلطات الألمانية استنكرت في العام الماضي تنصت الأمريكيين على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل. ويوم الأربعاء، طلبت المحكمة العليا الإيرلندية في دبلن من محكمة العدل الأوروبية إصدارَ حكمٍ بشأن التجسس عن المعلومات المتداولة في الفيسبوك من طرف وكالة الأمن القومي، والتي رفعها ناشط نمساوي. وهو ما يشير إلى أن فضيحة التجسس التي كشف عنها سنودن العام الماضي قد تطفو للسطح مرة أخرى وقد تشهد مناقشات بين زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل الأسبوع القادم. ومن جهة أخرى، حثّ بيتر هستنكس، المشرف على حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، رؤساء دول الاتحاد على تقديم التزام قويّ لضمان خصوصية المواطنين. وكتبَ هيرمان فان رومبوي، في رسالة موجهة إلى رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي: "لقد هزت الادعاءاتُ حول ما تقوم به الأجهزة الأمنية من ترصد للمعلومات الثقةَ في قدرة واستعداد الحكومات والشركات لحماية المعلومات الشخصيّة للأفراد".