في قريةٍ توصف بأنها الاكثر ثوريةً من بين قرى محافظة تعز.. قبل عامين كانت على موعد مع ثورةٍ ولكن من نوع اخر.. وعلى طريقة "شوتر وزمبقه" …! انها مهبط الوحي ومهد الرساله كما يصفها البعض.. فعلى الرغم من ان كاتب مسلسل "همّي همّك" قد عمل على كتابة تنويه بداية كل حلقه بأن شخصيات المسلسل واحداثه لاتمت الى الواقع بصله وانها من خيال المؤلف ولا علاقه لها بالواقع، إلا أنّ اهل القرية اصرّوا على اسقاط هذه الشخصيات الخياليه علي الواقع. كان الجميع يحللون ويفسرون احداث المسلسل ويتفاعلون مع احداثه كما لو انهم يشاهدون مباراة كرة قدم.. فكان معظم اهل القرية منحازون الى جانب شوتر وزمبقه على اعتبار انهما رمز للثورة.. حيث كانت اكفّ الظراعه ترتفع قبيل الافطار بالابتهال الى الله بان يحقق لشوتر وزمبقة النصر المبين..! لقد بُحّت اصواتهم وهم يهتفون صباح مساء برحيل طفاح..حتى حانت ساعة الصفر وتم إلقاء القبض على طفاح لينتفض معظم اهل القرية مهللين ومكبرين، معلنين بذلك نجاح الثورة.. فاطلقوا الاعيرة النارية والمفرقعات في الهواء، واحرقوا الاطارات على قمم الجبال حتى اضاءوا سماء القرية.. ثم قُرعت الطبول ورقص الجميع حتى الفجر ابتهاجاً بهذا النصر المؤزر..! لكنهم تفاجئوا هذا العام بخروج طفاح من السجن معلنين بذلك ان الثورة مستمره ولم تُستكمل بعد..! وهكذا عادت حليمه الى عادتها القديمه.. ربما ما قام به اهل القريه كان من باب التفريج عن كربهم وتحقيقاً لرغباتهم المكبوتة التي لم يستطيعوا تحقيقها على ارض الواقع فحققوها في عالم همي همّك.. اوانهم تأثروا باؤلئك النفر من المهمشين الذين خططوا في جلسة مقيل سليمانيه لاغتيال رئيس الجمهوريه.. وما ان طل عليهم الرئيس من على شاشة التلفاز إلاّ وباشروه بوابلٍ من الرصاص معلنين بذلك اغتياله..؟ وفي الحقيقة لم يغتالوا إلاّ شاشة التلفاز الخاصة بهم. فعلى الرغم من تلك السخافات التي جاء بها المسلسل الا انها لم تكن اسخف من ذلك الفعل الذي قام به اهل القريه مع العلم ان نسبة التعليم في هذه القريه تتجاوز 95% ونسبة الاميه لاتتجاوز 5% لكن المصيبة ليست في جهل الجاهل ولكن المصيبه في جهل المتعلم.