قال موقع «أسرار عربية» إن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السعودية أخطر بكثير من المسائل المالية، وهو ما استوجب استدعاء وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد إلى جدة على عجل. ونقل الموقع عن مصدر رفيع في الخارجية السعودية قوله إن الدول الثلاثة (السعودية ومصر والإمارات) اجتمعت في جدة على عجل لبحث فشل العدوان الاسرائيلي على غزة، وتراجع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة الحرب البرية لاقتلاع حركة حماس رغم المليارات التي تعهدت بها أبوظبي له. ويقول المصدر إن اجتماع السيسي مع الملك عبد الله في جدة، واستدعاء عبد الله بن زايد على عجل، يأتي بعد أقل من عشرة أيام أيضاً على زيارة محمد بن زايد لجدة ولقائه العاهل السعودي، مؤكداً أن هذه الاجتماعات كافة تبحث في خيارات ما بعد الحرب الاسرائيلية على غزة وكيفية التخلص من حركة حماس. وبحسب المعلومات المرعبة التي أدلى بها المصدر الدبلوماسي للموقع فإن كلاً من السعودية ومصر والامارات يبحثون حالياً شن هجوم مصري بري على قطاع غزة بدعوى محاربة الارهاب، وهو هجوم على غرار العملية العسكرية التي نفذها الجيش المصري في سيناء وتم خلالها تدمير كافة الأنفاق التي تمرر الطعام والدواء للفلسطينيين. ويريد السيسي من السعودية والامارات، وفقا للمصدر، غطاءاً خليجياً لتحريك قوات جيشه باتجاه قطاع غزة وتنفيذ عملية عسكرية واسعة تنتهي بإسقاط حركة حماس وتدمير بنيتها التحتية، وهو الأمر الذي يجري بحثه حالياً، مشيراً إلى أن المشير السيسي متحمس لذلك، وأن كلاً من الرياضوأبوظبي وافقتا على هذا الخيار الذي لم يعد له بديل بعد فشل الحرب الاسرائيلية وتراجع نتنياهو. ويكشف المصدر الدبلوماسي السعودي عن أن الدول الثلاثة (مصر والسعودية والامارات) تبنت خيار إشعال وتمويل فتنة داخلية تؤدي الى حرب داخل قطاع غزة تنتهي بإسقاط حركة حماس، وذلك في حال فشلت الحرب المصرية أيضاً على قطاع غزة، حيث سيتولى المستشار الأمني لمحمد بن زايد والقيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان تجنيد وتمويل العناصر التي ستقوم بإشعال الفتنة في القطاع، ومن ثم الاقتتال الداخلي الذي سيقود حماس الى الانهيار. ويقول مصدر الخارجية السعودية إن الأزمة المالية المصرية كانت حاضرة بالفعل في المباحثات التي أجراها السيسي مع الملك في جدة، وأن قصة الثمانية مليارات دولار التي تحتاجها مصر كانت حاضرة، لكن كل هذه القصة كانت ملفاً هامشياً خلال الاجتماع، فضلاً عن أن السعودية والامارات تريدان دفع هذه الأموال مقابل خدمات يقدمها السيسي. وفي السياق اعتبر مراقبون الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جدة، والمحادثات التي عقدها مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تدشينا لتحالف سيكون نواة لحلف عربي يضم دولة الامارات والبحرين وبدرجة اقل الكويت والاردن واليمن. أهداف الحلف بحسب تصريحات الامير سعود الفيصل التي عقب فيها على زيارة الرئيس السيسي لبلاده هي «إصلاح الوضع في العالم العربي ليتمكن من القيام بواجبه تجاه أشقائهم المظلومين في فلسطين والمنكوبين في سورية وهذه الفتنة التي وجدت الآن في العراق والخلافات في ليبيا، وكل العالم العربي يتطلب العمل لإصلاح الوضع، وهذا ما نسعى اليه». وتؤكد المصادر أن الرئيس السيسي حصل من الرياض على كل التأييد للدور المصري في مفاوضات القاهرة بشأن الاوضاع في غزة. وقال مراقبون ديبلوماسيون في الرياض إن تفاهما بين الملك السعودي والرئيس المصري بأن تترك الرياض للقاهرة التعامل مع الملفات العربية والاقليمية المقلقة بدعم مالي وسياسي غير محدود، لان العاصمة السعودية مشغولة بتحصين وضعها الداخلي من مخاطر وصول الاضطرابات والقلاقل اليها عبر التنظيمات التي استطاعت التسلل الى بعض الشباب السعودي وتطويعه للانضمام اليها والقتال معها في سورياوالعراق حاليا. وهذا الهاجس الذي يشغل الرياض عن ممارسة دورها الاقليمي يجعلها تبدو وكأنها تخلت عن هذا الدور وعن ثقلها السياسي في العالم، والاهم من ذلك تبدو وكأنها تخلت عن قيادتها للمسلمين السنة في العالمين العربي والاسلامي، لذا فإن الرياض تحاول التعويض عن ذلك بالتحالف مع مصر حتى يكون هذا الحلف قادرا على قيادة السنة في مواجهة الطائفية الشيعية من ناحية والتطرف السني من ناحية ثانية. وترى السعودية أن التحالف مع مصر يخفف عنها اعباء اقليمية ثقيلة وجدت نفسها تواجهها لوحدها بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ويرى دبلوماسيون في الرياض أن التحالف المصري السعودي سيجعل المملكة تعطي القاهرة كل الحرية في ممارسة دور اقليمي يكافح «الإرهاب» ويساعد على وقف تنامي حركات الاسلام السياسي متشددا أم غير متشدد بل ومواجهة الفوضى السياسية والاضطرابات في المنطقة، بينما القيادة السعودية تريد التفرغ لحماية اوضاعها الداخلية من اي تسلل للاضطرابات والقاهرةوالرياض أصبحت مصلحتهما مشتركة في محاربة الاسلام السياسي معتدلا كان مثل جماعة الاخوان المسلمين او متشددا مثل الحركات الأخرى، وهذا ما نراه واضحا حين تركت الرياض للقاهرة معالجة ملف الحرب الاسرائيلية على غزة واخذت تبدو صامتة عما يجري هناك. وذكر دبلوماسيون أن المباحثات تناولت أيضا العلاقات الاقتصادية والعلاقات مع قطر التي شهدت تحسناً انعكس على شكل تراجع الهجوم على الدوحة في وسائل الإعلام المصرية.