رصدت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية في تقرير ل"وليام بوث" و"روث إجلاش" فرحة الفلسطينيين في قطاع غزة واحتفالهم في الشوارع بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد 50 يوما من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 2200 شخصا. وتناولت قيام الفلسطينيين بإطلاق الألعاب النارية ورفع أعلام حماس والجهاد الإسلامي في الشوارع بينما رفعت لافتات تحتفل بتضحيات الشهداء في وقت ظلت فيه الطائرات بدون طيار الإسرائيلية تحلق في سماء غزة. وأبرزت الصحيفة تصريحات سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أمام مستشفى الشفاء في قطاع غزة أمس والتي أعلن فيها الانتصار على إسرائيل وتحقيق مقاتلي حماس ما لم يستطع أي جيش عربي تحقيقه بهزيمتهم لإسرائيل. وذكرت أن وقف إطلاق النار أعاد الإسرائيليين والفلسطينيين إلى شروط التهدئة التي أبرمت بعد الحرب على غزة عام 2012م. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لوقف إطلاق النار فإن إسرائيل ستقوم في الحال بتخفيف القيود على غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد البناء للقطاع وسيسمح الاتفاق بزيادة المساحة المخصصة للصيد أمام القطاع لتصل إلى 6 أميال بدلا من 3 أميال. وأضافت إن باقي المطالب كبناء ميناء ومطار وفتح كل المعابر الحدودية مع قطاع غزة وتحسين حركة نقل البضائع والأفراد سيتم مناقشتها جميعا في القاهرة في الوقت الذي ستضغط فيه إسرائيل لنزع سلاح القطاع. وأبرزت الصحيفة الانقسام داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قرار الموافقة على وقف إطلاق النار برعاية مصرية. وأشارت إلى أن أغلب الانتقادات لقرار الموافقة على وقف إطلاق النار جاء من وزير الاقتصاد الإسرائيلي نافتالي بينيت الذي طلب من نتنياهو عرض اقتراح وقف إطلاق النار للتصويت داخل الحكومة. وأبرزت تشكيك قادة المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة خاصة الزراعية منها والتي تضررت بشدة من صواريخ المقاومة في اتفاق وقف إطلاق النار وأخبروا القنوات الإخبارية الإسرائيلية بأنه بمرور الوقت سيظهر ما إذا كان الاتفاق حقيقيا وواقعيا أم غير ذلك. من جانبه شكك "جيورا أيلاند" المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي في وقف إطلاق النار مضيفا أنه ليس متأكدا من أن ما حدث هو وقف لإطلاق النار أو أنه سيحترم بشكل أفضل من قرارات وقف إطلاق النار السابقة. وأشار إلى ضرورة الانتظار ليومين أو ثلاثة حتى يظهر ما إذا كان الاتفاق مستقرا بما فيه الكفاية خاصة أن كل الإعلانات السابقة عن وقف إطلاق النار لم تكن واقعية. واشتكى المتشددون الإسرائيليون من أن الاتفاق لم يضمن الحيلولة دون إعادة تسليح حماس بشكل سريع أو الحيلولة دون البدء في إطلاق الصواريخ والقذائف مجددا على إسرائيل. من جانبه تحدث "داني دانون" عضو الكنيست والقيادي في حزب الليكود عن أن قرار الموافقة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار مع حماس لا يوجد مبرر له بعد إطلاق آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية ومقتل وإصابة عدد كبير من الإسرائيليين. وأضاف أننا نوافق على وضع سيسمح لحماس بتسليح نفسها وإعداد قواتها لهجمات أكثر دموية على إسرائيل وقالت الصحيفة إن الحرب التي تجاوزت يومها ال49 بين إسرائيل وحماس تتحول إلى حرب استنزاف في ظل عدم وجود أفكار جديدة لدى الطرفين سوى القصف. وأشارت إلى أنه في ظل عدم وجود هدنة دائمة فإن حرب الاستنزاف من الممكن أن تستمر لأسابيع أو أطول من ذلك . وذكرت أن الصراع شرد بشكل مؤقت ربع سكان قطاع غزة لكنه في الجهة الأخرى حول المستوطنات الإسرائيلية على طول الحدود مع القطاع إلى ما يشبه مدن الأشباح بعد مغادرة العائلات مع أبنائهم لمنازلهم. وأشارت إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين ظلوا يرددون خلال لقاءاتهم مع الصحفيين والوفود الأمريكية أنهم يريدون إنهاء أي حرب يخوضونها بإنجازات سريعة وانتصارات حاسمة في أيام وليست أسابيع أو أشهر. وتحدثت عن أن حرب لبنان الثانية بين إسرائيل وحزب الله انتهت بعد 33 يوما من القتال كما انتهت حرب إسرائيل مع حماس عام 2009م بعد 22 يوما وانتهت حرب 2012م بعد 8 أيام فقط. وأضافت إن هذه المرة يخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الحرب التي بدأت ضد غزة في 8 يوليو من الممكن أن تستمر حتى سبتمبر وهو موعد بدء العام الدراسي الجديد للتلاميذ في إسرائيل وهو ما قد يمثل انتكاسة محتملة له وللقادة العسكريين الذين اعتبروا العودة إلى السلام والهدوء مقياسا للنجاح. وتوقعت الصحيفة أن تستمر حماس في إطلاق الصواريخ لمدة شهر إذا أطلقت 100 صاروخ بمعدل يومي على إسرائيل بينما الطيران الحربي الإسرائيلي المزود بأسلحة أمريكية قادر على الاستمرار في قصف أهدافه وقادة حماس دون حد زمني.