قال زعيم جماعة الحوثي المسلحة عبدالملك الحوثي إن البيان الذي أصدره مجلس الأمن مؤخرا «يعبر عن الموقف الأمريكي والبريطاني ولا يعبر عن إرادة الشعوب»، مؤكدا أن أي بيان من أي جهة لا يمكن أن يُثِني الشعب اليمني عن تحركه وثورته، معلناً الإنتقال إلى المرحلة الثالثة من التصعيد الشعبي. وأضاف الحوثي، في خطاب بثته قناة «المسيرة» الحوثية مساء اليوم: «بيان مجلس الأمن تعاطى وكأن هذه الثورة تخص مكونا واحدا هو مكون أنصار الله , ولكن المُلاحِظ يدرك ويتيقن أن هذه الثورة هي ثورة تخص الشعب اليمني بكله, وأنصار الله لهم الشرف ان يتحركوا بمطالب هذا الشعب». ونصح بعض الدول في إطار مجلس الأمن أن تنظر إلى الواقع بغير العين الأمريكية والبريطانية كونها عين عمياء ومشوشة. وخاطب دول الخليج التي قال إنها تبالغ في ابداء المخاوف من تحركهم السلمي، قائلا: «إنْ كان لديكم رغبة في أن تُحسنوا الجوار كدول غنية , بالحد الأدنى احترموا المغتربين لديكم والعمال الذي يكدون بعرقهم ليحصلوا على ما هو ضروري لأسرهم , أما إذا كنتم لا تحتملون مغتربينا فلا تحاولوا أن تعيقوا كل مايسعى له شعبنا». ووجه ندائه الحار لشعبه أن يتحرك بكل خطوة من خطوات المرحلة الثالثة والأخيرة تحركا جاداً كما كان في المرحلة الثانية وبتصميم واهتمام وصبر ومصابرة، داعياً القوى المتسلطة إلى أن تعقل وتدرك خطورة مواجهة هذا التحرك الشعبي، وأنه ليس من مصلحة البلد أن يواصلوا سياسة مواجهة هذا الشعب. وأفاد بأن الخطوات ستستمر إلى نهاية الأسبوع، وأن كل خطوة هي مهمة، مضيفاً: «وأنا اؤمل في شعبنا أن يطمئن إلى أن خطواته القادمة ستكون مزعجة ولكن في آخرها خطوات حاسمة، إن وصلنا اليها سنتحدث عنها». ودعا سكان العاصمة ومحيطها إلى الإحتشاد صباح الغد إلى ساحة التغيير، مجددا تحذيره من أي اعتداء على الناس، وموضحا أن تحذيره جادا هذه المرة. وقال: «آن الآوان للإنتقال إلى المرحلة التصعيدية الثالثة ولن نجلس نتنقل من مرحلة الى أخرى لتنتظروا منا مرحلة رابعة وخامسة وسادسة أو سلسلة لا تنتهي من المراحل». وهاجم الحوثي الاصطفاف الوطني الذي دعا إليه الرئيس هادي، مؤكدا أنه ليس اصطفافا وطنيا وإنما اصطفافا لدعم الفساد واصطفافا ضد الشعب وتجويعه والإصرار على استمرارية الجرع والإفقار. وأردف: «الذي هو حاصل أن هناك حكومة تحكمها قوى متسلطة مُصرّه على استمرار سياسات الجرع , هي في الموقف الخطأ الغير مبرر الغير مشروع وغير العادل وبالتالي ستسقط وستفشل ولا تستطيع الثبات». وأوضح أن البديل عن إسقاط الجرعة هو سياسة إضعاف الشعب , وسياسة النهب، وأن البديل عن إسقاط الحكومة هو استمرار حكومة فاشلة وهذا لا يطاق، مشيرا إلى أن البديل عن تنفيذ مخرجات الحوار هو أن يبقى هذا البلد محكوما بقوى النفوذ المتسلطة. وأكد عدم صحة وجود عائق على المستوى الإقتصادي من إسقاط الجرعة، منبها إلى أن هناك إجماعاً محلياً وإقليميا ودولياً على فساد الحكومة , وهناك تصنيف لهذه الحكومة أنها الأولى في الفساد عربيا و الثالثة عالمياً. وشدد على ضرورة تحركهم ضمن مطالبهم المحددة رفضاً لاستعباد المتسلطين، موضحا أنه أنصاره يتحركون بجدية وثبات وصبر وسينتصروا لأن مطالبهم محقة ومشروعة. وهاجم الحوثي الإعلام الرسمي، متهما إياه بنشر الرعب وتزييف الحقائق وأنه يعتمد على الأكاذيب. وقال إن «التحرك في المرحلة الثانية كاف فاعلا تحرك شعبنا في اطار المرحلة الاولى و الثانية للتصعيد كان تحركاً فعلا مؤثرا و شاهدا على مقدرة هذا الشعب أن يكون هو أولاً وقبل كل أحد معنياً بشان نفسه وتقرير كل ماله صلة بحياته». وأضاف إن «الأزمة الإقتصادية تكون حينما تكون المسألة متعلقة بالشعب, أما إذا كانت المسألة مواجهة التحرك الشعبي تخرج الأموال لمواجهة شعبنا اليمني العظيم , كذلك حينما تكون المسالة هي لصالح الفساد, في دعم المفسدين». وأوضح أن مشكلة البلد ليست في الموارد الاقتصادية بل في الإدارة والفساد، منوها بأن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها البلد هي مشكلة الفساد والاخفاق السياسي. وبيّن أن مجموعة من الفاسدين يديرون البلد وفق مصالحهم الخاصة، مضيفا: لم يفكروا بإزالة العدد الرهيب من الوظائف الوهمية لصالح الفاسدين , لم يفكروا بتحصيل عوائد الكهرباء لدى الفاسدين , لم يفكروا بأي وسيلة تؤثر على الفاسدين. وأردف إن «معظم الأحزاب قدمت مبادرات وإن اختلف محتوى التوجه , لكن هناك تعاطٍ إيجابي للإستجابة لمطالب الشعب , والموقف المختلف كان موقف حزب الاصلاح فقط». ونفى عبدالملك صحة مانشرته صحيفة «الشارع» حول استعداده دفع العجز عن الحكومة، وقال: «لم نقدم ابداً أي استعداد لأن ندفع هذا العجز عن رفع الدعم عن المشتقات , وما دار بيننا مسجل وموثق ، وهذا الكلام يصنف ضمن النكت »، مضيفاً: «نكتة ظريفة وامر غريب جدا أنهم قالوا أننا مستعدون أننا مستعدين لدعم فارق الدعم ولشهرين وهذا كذب».