اية ثورة لا تتحمل مسؤولية تداعياتها ونتائجها وتحقيق أهدافها التغييرية فهي فوضى وليست ثورة، وأية انقلاب بحزمة من التدابير الاصلاحية لتحقيق خطط تنموية شاملة ويفضي الى تغيير جذري ويحقق مكاسب وطنية تتجسد بوضوح على مستقبل الوطن ويلمسها المواطن فهو ثورة. لذلك لا نستطيع ان نطلق على ما شهدته العاصمة صنعاء من أحداث متسارعة بانها ثورة الى الآن سيما في ظل حسمها بالخيار العسكري وتدهور الوضع الامني عدا ان اية انجازات ستتحقق لصالح الشعب اليمني مستقبلا مع انهاء ظاهرة النهب واقتحام المنازل والمؤسسات والاختطافات، فهي محسوبة لجماعة الحوثي شئنا أم أبينا طالما تخلت حكومة الوفاق ومؤسسات الدولة والاحزاب عن القيام بالمهام المناط بها تنفيذها. إن اردنا الا يكون هناك من متضرر من أحداث لا زالت مشروع ثورة فينبغي الا يكون المواطن والناشطين والصحفيين ومؤسساتهم الاعلامية والمنظمات وقودا لثورة لم تكتمل اركانها بعد. ان استمرار اقتحام المنازل والمؤسسات واستهداف منازل وممتلكات اشخاص سواء كانوا مسؤولين حكوميين او ناشطين وإعلاميين أو مستثمرين ومواطنين عاديين هي جرائم تأكل اية رصيد كسبه الحوثي من خلال رفعه شعار اسقاط الجرعة والحكومة الفاشلة ومبدأ المحاصصة كما ان عدم سحب العناصر المسلحة من شوارع العاصمة وغيرها من المحافظات الواقعة تحت السيطرة الحوثية يفتح بوابة لخسارة المنتصر ويصيب كل الانجازات الوطنية والمكاسب التي حصلت عليها اية جماعة او حزب بالتضاؤل والضمور ، كون استمرار التوتر الأمني ليس في صالح اية جماعة وتتحمل جماعة الحوثي مسؤوليته سيما بصنعاء . اعتقد ان الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه يرفض ممارسات عناصر الحوثي المسلحة بصنعاء وترويعها للآمنيين والاعلاميين حتى عبدالملك الحوثي بدى من خلال خطابه انه يرفضها لكن الصورة تتجلى ان ما اظهر من تطمين في خطابه مؤخرا ليس الا تكتيك ومراوغة لأن مايجري في العاصمة صنعاء من قبل عناصره او ما يسميها هو "اللحان الشعبية" هو خلافا لذلك وتعكس مدى عدم المصداقية والشفافية في التعامل مع الشعب اليمني وبقية القوى السياسية في وقت يحتاج الحوثي لتطمين الشعب وتكريسه على الواقع العملي اذ كيف سيصدق الشعب ما يخفيه الحوثي من مساع لإسقاط النظام الجمهوري وفرض اجندات خارجية طالما خطاب القيادة الحوثية يحث على التعايش والشراكة في وقت تقوم عناصرها بمصادرة امكانيات هذه الشراكة وعوامل تحقيق مبدأ التعايش والقبول بالآخر. وان كان لا يوجد نية مبيتة للانتقام الحوثي فلماذا تقتحم منازل خصومه وممتلكاتهم ووسائلهم الاعلامية ويتم نهبها، مع انه ليس من مصلحة جماعة الحوثي استمرار الانتقام وخلق فجوات لإعادة انتاج خصومه فكيف يكون من صالحها خلق اعداء جدد لها، واجزم هنا ان مسلحي الحوثي قتلوا التفاؤل بجماعة الحوثي بعد ان بدى لدى الكثير في ظل خذلان النخب والقوى السياسية امام فشل الحكومة وجورها. ان اية توجه لمكافحة او استئصال الفساد المستشري بأجهزة الدولة ان كان هناك توحه في الوقت الحالي ينبغي الا يقوم على مبدأ الانتقامية والانتقام بل يجب انشاء محكمة لإقامة محاكمات عاجلة بناء على تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد. أقول للحوثي ان ما تقوم وما قمت به الى الآن لا يزال مجرد مشروع ثورة وانت بيدك ان تحولها الى ثورة مكتملة او الى مؤامرة وفوضى ، انت الآن تسير نحو قتل هذا المشروع باعتمادك على العنف المسلح وممارسات همجية لعناصرك التي تصر على اظهارك للشعب كرئيس عصابة لا قائد ثورة..