كانت وظيفة الاديان تعبيد الطريق الى الجنة في الاخرة لكن اختلاف الناس على ادارة شئون المقدس حول وظيفتها الى تاسيس جهنم في الحياة الدنيا! "جهنم الدنيوية" لم تكن تفرق بين المؤمن والكافر وبين المستقيم والضال. التهمت الجميع : القاتل والقسيس، الطفل والملك.. لهذا كانت الحروب الدينية اشرس واطول الحروب في التاريخ قبل ايام قال هنري كيسنجر ان الشرق الاوسط يواجه حريقا اعظم من الحروب الدينية في اوروبا ليس في الامر اي مبالغة..الدين يحمل السلاح ليقاتل.. نسي المؤمنون الرب الواحد وصار يقاتلون من اجل ملوك الطوائف، نسيوا جنة الاخرة وصاروا يوقدون النار عالية في جهنم الحياة الدنيا… قتل في الحروب الدينية الاوربية 10 ملايين انسان اي ما يعادل 40% من عدد سكان وسط اوربا! فكم سيقتل في حروب الطوائف الاسلامية؟ استمرت الحروب الدينية في اوروبا 131 سنه بين عامي (1517 – 1648 م)،لتلتهم بنارها سويسرا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، بوهيميا، هولندا، إنكلترا، سكوتلندا، إيرلندا، والدنمارك نتيجة للانقسام المذهبي بين البروتستانت والكاثوليك اننا امام لحظة تاريخية تشبه الحروب الدينية في اوروربا هل ستستمر 100 سنه؟ هل ستقتل اكثر؟ هل ستاخذ شكل الابادة الجماعية الدينية؟ لا تحتاج الحرب الدينية الى اسباب..حرق مصحف او تدمير جامع كاف لبدء حملة مقدسة تنتهي بموت الملايين بين عامي 1618 و1648 اندلعت حرب الثلاثين عاما بين بين الالمان الكاثويك والالمان البروتستنانت بسبب حادث تدمير كنيسه بروتستانتيه! مدن كامله احرقت واختفت… في المانيا وحدها تم تدمبر 18000 قرية وثلث عدد المدن الألمانية. ونتيجة حروب الايمان المقدسة هذه تراجع عدد سكان ألمانيا من 20مليونا إلى 14 مليونا انتشرت الامراض والاوبئة، الفقر اصبح السمة السائدة في كل بلدان الحروب الدينية، اختفت الصناعة والتجارة والفنون…احتاجت المانيا اكثر من 100 سنه بعد ذلك لتنهض مرة اخرى الحرب الدينية مرة اخرى تطل براسها في القرن الحادي والعشرين.. انها حروب دينية اسلامية.. عام 1979 قامت الثورة الاسلامية في ايران بتحويل الطائفة الى دولة وبدات بتصدير الثورة الشيعية الى العالم، وفي نفس العام بدات السعودية مع قوى الغرب بتصدير الجهاد الى افغانستان وعولمة النسخة الوهابية من السلفية.. كانت تلك السنه بدياة الشرخ المذهبي في الاسلام الحديث، الشرخ الذي يؤدي الان الى اوسع حرب دينية معاصرة. كم ستستمر هذه الحرب؟ تاريخ الحروب الدينية يدل على انها لم تكن نزهات عابره…انها مسيرات طوية للقتل تحت اسم الاله ، ولالغاء كل المذاهب المخالفة تحت شعار الدفاع عن الدين الصحيح.. حوالي نصف مليون عراقي قتلوا منذ 2003 حتى الان، اغلبهم قتلوا في مواجهات طائفية نصف عدد السوريين تم تهجيرهم فاصبحوا لاجئين او نازجحين، نصف مساحة سوريا من المدن والقرى تم تدميرها والة الحرب والدمار لا زالت مستمرة.. كم سيموت من اليمنيين حتى تضع حروب ملوك الطوائف اوزارها ويكتسب سادة القتل فضيلة التواضع واحترام الحياة البشرية… ما يحدث اليوم في الرقه والموصل والبيضاء وشبوه ليس لعبة ليس رحلة صيد مذهبية عابره.. انها جهنم المائة عام القادمة!