دعا زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي مليشياته المسلحة إلى رفع الجاهزية القتالية استعدادا لأي احتمالات، موضحا أن البلد يمر بحالة من التعطيل السياسي وأن ذلك يقود إلى الفوضى والتمزق. وقال الحوثي في خطاب له في ذكرى استشهاد الإمام الحسين بثته قناة «المسيرة» الحوثية مساء اليوم، إن هناك أطرافا تريد تحويل مسألة تشكيل الحكومة إلى مغنم، منوها بأن التهديد الأمني الذي يمر به البلد خطير وأشار إلى أن هناك مؤامرات لتفريغ الخزينة العامة من الأموال وصناعة أزمة نفطية في البلاد، وهذا استهداف خارجي له أدوات محلية. وبيّن أن الشهيد المتوكل كان ضحية التقصير من الأجهزة الامنية والرئيس نفسه وقال في نبرة استعلاء: «إذا لم تتحرك الجهات الامنية وفق مسؤولياتها فنحن في اللجان الشعبية والثورة الشعبية لن نألوا جهدا في حماية شعبنا». وحذر الرئيس هادي والأجهزة الأمنية من تحرك الشعب، ولن نسمح بأن يذهبوا بالبلد الى الانهيار ولن نقبل باصطناع أزمة نفطية جديدة. وخاطب هادي قائلاً: «نقول للرئيس أن لا يكون آداة لمن يريد الالتفاف على الاستحقاقات الثورية والمكاسب الشعبية». وقال: «تخاطبنا مع الأمن بدءا من الرئيس ومرورا بالأجهزة الأمنية وأكدنا على ضرورة أن تتحمل الأجهزة الأمنية والعسكرية مسؤوليتها في الدفاع عن الشعب من أولئك المجرمون، ولكنهم لم يستجيبوا أبدا». وأوضح أن المشكلة ليست في أن الجيش ضعيفا ولكنه قوي ومتمكن ولديه إمكانيات للتصدي للمجرمين وإنما المشكلة تتمثل في عدم وجود إرادة رئاسية لفعل ذلك، منوها بأنهم يريدون أن يتركوا هذا البلد مفتوحا أمام القوى الإجرامية وأن ذلك التصرف لا يعبر عن إخلاص للشعب. وحول التحرك الغربي لإقرار عقوبات على المعرقلين للعملية السياسية في اليمن، قال الحوثي: إنهم «يتوهمون أنهم يمكن أن يخيفونا عن تحمل مسؤوليتنا في التصدي لكل مؤامراتهم ضد الشعب». وأضاف: «نحن نقول لهم لن يخيفنا لا مجلس الأمن ولا الدول العشر ولا أي قوة طاغية أو مستكبرة لأننا نحمل ثقافة ورؤية وعزيمة.. هيهات منا الذلة». وأكد استمرارهم في النشاط الثوري والجهوزية العالية والتصدي للتهديدات وأنهم لن يسمحوا لأحد بالالتفاف على الاستحقاقات الثورية أيا كان موقعه، محملا كافة الجهات المسؤولية تجاه الواقع المرير. ودعا عبدالملك إلى تعزيز اللُحمة الوطنية والتآخي بين أبناء الشعب، كما دعا القوى الإقليمية والدولية التي تتبنى مواقف سلبية وتآمرية ضد الشعب اليمني إلى أن تراجع سياستها وتدرك أن استعداء الشعب له نتائج في المستقبل قد تؤثر عليها. وقال الحوثي: «إذا الأمة تجاهلت مسؤوليتها وأذعنت للسلطة الظالمة ستكون شريكة في الظلم والجور، والأولى للأحرار في العالم أن يحذو حذو الامام الحسين عليه السلام في حركته». وتابع: «لا يستطيع أحد مهما زيّف وجادل وافترى ان يجعل بعد واقعة كربلاء طاعة الظالمين أمرا مشروعا في الاسلام، ومن دون العودة لمدرسة الامام الحسين عليه السلام والاسلام الأصيل ستبقى الأمة في تيه وضياع». وشدد على أن قضية الامام الحسين عليه السلام أجلى تعبير عن الإسلام الأصيل وما أحوج الأمة للاستفادة من مدرسته وأخذ الدروس والعبر منها. ونوه بأن قضية الامام الحسين عليه السلام هي قضية الانبياء والمرسلين وضد المستكبرين والفاسدين وإخراج الأمة من جهلها، نتحدث عن الامام الحسين عليه السلام ليس كثائر وحسب وإنما كقائد وعلم هداية. وفي الشأن الفلسطيني أكد الحوثي أن المسجد الاقصى يمر اليوم بمخاطر حقيقية والعدو الاسرائيلي يستغل ما تمر به الامة بسبب ما تفعله اياديه التكفيرية.