أفادت مصادر أمنية في اليمن بسقوط نحو خمسين قتيلا في المعارك الدائرة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء (وسط البلاد) بين الحوثيين من جهة ومسلحين بتنظيم القاعدة والقبائل من جهة أخرى، بينما استدعت السلطات اليمنية المسلحين الموالين لها لتأمين المنشآت الحيوية بعدن (جنوبي البلاد). وفي تفاصيل اشتباكات أمس الثلاثاء، قال نفس المصدر إن أكثر من عشرين من الحوثيين قتلوا في هجمات شنها مسلحون قبليون والقاعدة، كما قتل نحو عشرين من مسلحي تنظيم أنصار الشريعة في اشتباكات مستمرة بين الجانبين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقد قتل أيضاً ۱۲ من مسلحي تنظيم أنصار الشريعة في غارتين شنتهما طائرتان دون طيار يعتقد أنهما أميركيتان على مناطق في المحافظة. وقالت مصادر قبلية وشهود إن طائرات دون طيار -يعتقد أنها أميركية- شنّت مساء الاثنين ثم في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء غارات على مواكب سيارات لمسلحي القاعدة والقبائل أثناء انسحابهم من مدينة رداع. وكان مسلحو القاعدة والقبائل بصدد مغادرة مدينة رداع بعدما خاضوا فيها مساء الاثنين اشتباكات عنيفة مع مجاهدي انصار الله الذين دخلوا مؤخرا المدينة ضمن عملية عسكرية مكنتهم من الاستيلاء على صنعاء يوم ۲۱ سبتمبر/أيلول الماضي. وفي عدن استدعت السلطات اليمنية من محافظتي أبين ولحج مئات من مسلحي القبائل المنضوين في تشكيلات اللجان الشعبية المدعومة من وزارة الدفاع لتعزيز حماية المنشآت الحيوية في مدينة عدن جنوبي البلاد. وأفاد مصدر أمني أمس الثلاثاء بأن مئات من هؤلاء المسلحين انتشروا حول مقار حكومية ومنشآت اقتصادية في عدن خشية تعرضها لهجمات. وقالت مصادر أمنية إنها تلقت معلومات استخبارية بتسلل مسلحين من تنظيم القاعدة إلى عدن. وقال قائد اللجان الشعبية عبد اللطيف السيد: "نحن موجودون في عدن لحماية المنشآت الحيوية بالتنسيق مع الجيش". وشكلت وزارة الدفاع اللجان الشعبية في عامي ۲۰۱۱ و۲۰۱۲ لمساعدة الجيش في محاربة تنظيم القاعدة. وفي السياق قالت مصادر يمنية مطلعة لصحيفة «الشرق الأوسط»، إن الجيش اليمني يستعين باللجان الشعبية في مدينة عدن من أجل حمايتها من الحوثيين. وأضافت إن اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، قائد المنطقة الرابعة في الجيش اليمني، قام بتسليح 500 شخص من اللجان الشعبية من مديرية لودر ومديريات أخرى جنوبية لتعزيز الحماية لمدينة عدن، ثاني أكبر مدن اليمن، ضد محاولات الحوثيين اجتاحها قبل عدة أيام وضد وجود عناصر تنظيم القاعدة، الذين اغتالوا القائد العسكري البارز في وزارة الدفاع، في ذات المدينة، قبل أكثر من عام، بتفجير انتحاري مسلح. وحسب مصادر في المدينة فإن عناصر من اللجان الشعبية الموالية للجيش انشروا خوفا من تمدد الحوثيين ومن تنفيذ تنظيم القاعدة هجمات. واحتشد عشرات المسلحين القادمين من محافظاتشبوةوأبين ولحج، إضافة إلى مسلحين من محافظة عدن، صباح أمس، بمعسكر تابع ل«القاعدة» الإدارية بمديرية دار سعد. وأوضح مصدر في «اللجان الشعبية» أن هناك توجها لتأمين المؤسسات الحكومية والعسكرية ونشر «اللجان الشعبية» الذين اجتمعوا (أمس) في مداخل مدينة عدن في ظل مخاوف من قيام أطراف سياسية وعسكرية بصنعاء لتسهيل دخول ميليشيات الحوثي أو عناصر تنظيم القاعدة إلى مدينة عدن وإفشال الاعتصام الذي يقيمه الحراك الجنوبي المطالب بالاستقلال أو إثارة الفوضى داخل المحافظة.