قتل أكثر من أربعين في اشتباكات بين مسلحي الحوثي وبين القبائل وأنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن، في حين استدعت السلطات اليمنية المسلحين الموالين لها لتأمين المنشآت الحيوية بعدن جنوبي البلاد. وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من عشرين من مسلحي الحوثي قتلوا في هجمات شنها مسلحون قبليون، كما قتل نحو عشرين من مسلحي تنظيم أنصار الشريعة في اشتباكات مستمرة بين الجانبين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقد قتل أيضاً 12 من مسلحي تنظيم أنصار الشريعة في غارتين شنتهما طائرتان من دون طيار يعتقد أنهما أميركيتان على مناطق في المحافظة. وقالت مصادر قبلية وشهود إن طائرات من دون طيار يعتقد أنها أميركية شنت مساء أمس الاثنين ثم في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء غارات على مواكب سيارات لمسلحي القاعدة والقبائل أثناء انسحابهم من مدينة رداع. وكان مسلحو القاعدة والقبائل بصدد مغادرة مدينة رداع بعدما خاضوا فيها مساء أمس الاثنين اشتباكات عنيفة مع مسلحي جماعة الحوثي الذين اقتحموا مؤخرا المدينة ضمن حملة عسكرية مكنتهم من الاستيلاء على صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي. وفي العاصمة صنعاء أغلق مسلحون حوثيون اليوم الثلاثاء مكتب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة اليمنية. ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن مسلحين يتبعون الحوثيين أغلقوا مكتب وزير التعليم العالي هشام شرف في حكومة تصريف الأعمال بمنطقة "حدة" عقب اقتحامه. استنفار بعدن وفي جنوبي البلاد، استدعت السلطات اليمنية من محافظتي أبين ولحج مئات من مسلحي القبائل المنضوين في تشكيلات اللجان الشعبية المدعومة من وزارة الدفاع لتعزيز حماية المنشآت الحيوية في مدينة عدن جنوبي البلاد. وأفاد مراسل الجزيرة بأن مئات من هؤلاء المسلحين انتشروا حول مقار حكومية ومنشآت اقتصادية في عدن خشية تعرضها لهجمات. وقالت مصادر أمنية إنها تلقت معلومات استخبارية بتسلل مسلحين من جماعة الحوثي وآخرين من تنظيم القاعدة إلى عدن. وقال قائد اللجان الشعبية عبد اللطيف السيد لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن موجودون في عدن لحماية المنشآت الحيوية بالتنسيق مع الجيش". وشكلت وزارة الدفاع اللجان الشعبية خلال عامي 2011 و2012 لمساعدة الجيش في محاربة تنظيم القاعدة. خطاب الحوثي وعلى الصعيد السياسي، حمل زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مسؤولية "تدهور" الأوضاع الأمنية في مختلف مناطق البلاد. وأكد الحوثي في خطابه بمناسبة عاشوراء أن "ثمة أطرافا تريد تحويل مسألة تشكيل الحكومة إلى مغنم"، وقال إن التهديد الأمني الذي يمر به البلد "خطير". واعتبر الحوثي أن بعض القوى السياسية أصبحت جزءا من المشكلة بدل أن تكون جزءا من الحل، مؤكدا على تنفيذ مخرجات لقاء "الحكماء" يوم الجمعة الماضي، وخاصة اللجان الثورية في كل المحافظات والبدء بعمل اللجنة الشمالية الجنوبية. وفي هذا السياق، أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن جمال بن عمر سيمدد زيارته لصنعاء لمدة أسبوع بطلب من الرئيس اليمني. وعزت ذلك إلى هشاشة الوضع, خاصة بعد اغتيال الرئيس الأسبق لأحزاب اللقاء المشترك محمد عبد الملك المتوكل. وكانت القوى السياسية -بمن فيها جماعة الحوثي- اتفقت على تفويض الرئيس هادي بتشكيل الحكومة التي سيرأسها سفير اليمن السابق لدى الأمم المتحدة خالد بحاح, وذلك بموجب اتفاق السلم والشراكة المبرم في سبتمبر/أيلول الماضي. من جانبه، صرح مسؤول في الخارجية الأميركية -وفق وكالة الأنبار الألمانية- بأن واشنطن جمعت معلومات ووثائق تؤكد تورط الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيين في "التهديد الواضح لاتفاقيات التحول الديمقراطي السلمي في اليمن".