ها أنا استمع في إحدى الفضائيات إلى أحد المحللين السياسيين و الذي يدعي الشفافية و الوضوح ..إنه يقول : سأفكفك المركب و أركب المفكك لكي لا يكون هناك أشياء لا تأتي و لا تذهب ..العالم يتشكل و نحن نعيش في إشي مش مفهوم ..والوطن يجب أن يتوحد على علاقات مبنية من أشياء تعبر عن حجم الأشياء ..لو أمعنا النظر في كل الأشياء التي تنتظر لوصلنا إلى شيء من عدم التركيز لأن كل الأشياء متداخلة في أشياء لا أصل لها في علم السياسة ..ولكن الذي يجعلنا نثق بوجود أشياء تدعو إلى سلامة الجغرافيا و عدم اللجوء إلى شيء من المفاجآت التي تدخل و تخرج في منطقة مثل الشرق الأوسط ..وكما هو معروف فإن هذه المنطقة بالذات هي منطقة اللعب الأساسية وهي تستوعب كل الأشياء الممكنة و غير الممكنة .. ومضى المحلل الواضح الشفّاف يتكلم بمثل هذا الوضوح ..ولأول مرّة أجد نفسي عاجزاً عن فهم الوضوح ..لم أفهم إلا كلمتي «شيء و أشياء « واللتين لم استطع أن أضع مكانهما أي كلام فالمعنى لم يعد في بطن الشاعر فقط ..بل في بطن المحلل و في ظهره و قدميه ..إلا في لسانه لا يكون ..! طبعاً أتذكر قصيدة البتاع للرائع الراحل أحمد فؤاد نجم ولكن كل «بتاع» كان في محلّه ..وأتذكر الراحل الجميل يونس شلبي حين كان «ما بجمعش»..وهذا هو محللنا الواضح الشفاف ..!! ولماذا ألومه ..بماذا يختلف هذا المحلل عن كل الحكومات الواضحة و الشفافة و التي تعترف هي بعد أن تترك الحكم بأنها لم تكن «فاهمة» هي أيضا على نفسها و لسانها .. اعطوني وضوحاً واضحاً..وخذوا عمّان بلا سيول و فيضانات ولا لف ودوران في ذات النقطة.