تحدثت صحيفة «شؤون خليجية» عن قيام القوات الخاصة الفرنسية بإجراء تدريبات مؤخرا في المملكة العربية السعودية مع نظرائهم من وزارتي الدفاع والداخلية، حيث شنت القوات الفرنسية هجوما على بنية تحتية حيوية في المملكة وذلك مطلع الشهر الجاري كجزء من دورة تدريبية على العمليات الخاصة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة القول إن «العملية جرت في المنطقة الشرقية في برنامج تدريبي مشترك بين فرنسا والسعودية، حيث تم انتقاء معظم الجنود السعوديين الذين شاركوا في العملية للقوات الخاصة من الحرس الوطني ووزارة الداخلية وبعضهم أعضاء في وحدات العمليات الاستخبارية بالبحرية الملكية السعودية». وكانت تدريبات مشابهة جرت قبل أيام غرب المملكة في منطقة تبوك وشملت التدريبات جمع معلومات استخبارية من ساحة المعركة وشن هجمات والكشف عن القناصة وتفكيك المتفجرات وشاركت في التدريبات 3 أنواع من المروحيات الفرنسية «كاراكال» و «تايجر» و «جازيل» في مواجهة مروحيات «بلاك هوك» السعودية. وركزت التدريبات في المنطقتين على سيناريو واحد وهو الدفع بقوات لإعادة السيطرة على منشأة نفطية من عناصر معادية ثم تأمين تلك المنشأة، حيث تخشى المملكة من احتمالية وقوعها ضحية لحادث مشابه لما حدث في الجزائر في حقل «أميناس» في يناير الماضي على يد مسلحين منتمين لتنظيم القاعدة. وتخشى المملكة من أن المهاجمين قد يدخلوا السعودية من الشمال أو ربما يحدث هجوم بواسطة مجموعات مسلحة شيعية والتي تنشط بشكل متزايد في المحافظات الشرقية. وفي دليل على أهمية تلك التدريبات للجانبين، حضر قائد القوات الخاصة الفرنسية الجنرال جريجور دو سينت كوينتن ورئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة السعودية الجنرال عبد الرحمن بن صالح لمتابعة تلك التدريبات. وفي سياق موازٍ قال المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي إن إحدى المجاميع التي تم إلقاء القبض عليها الاثنين الماضي، بتهمة الإرهاب، مرتبطة بمليشيات خارجية لتنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية. وأعلنت المملكة العربية السعودية، الاثنين، اعتقال 135 متهما بالإرهاب، بينهم 109 سعوديين، و26 من 9 جنسيات مختلفة، بينهم عراقي واحد. وقالت المملكة إن المعتقلين كانوا ضمن 6 مجاميع "مشبوهة فرّقها الانتماء الفكري، ووحّدها الإرهاب"، بحسب تعبير الأمن السعودي. وأشار اللواء التركي في مؤتمر صحفي، عقد في العاصمة السعودية، الرياض، إلى أن هذه الميليشيات تعمل على تهريب أبناء محافظة القطيف، عبر البحر الخليج العربي، وتدريبهم مع تلك الميليشيات، ثم عودتهم مرة أخرى، لتنفيذ أعمال إرهابية. وذكرت مصادر أمنية سعودية أن هذه المليشيات التي تدرب سعوديين، مصدرها العراق. وأكد التركي، أن هؤلاء لهم ارتباط، ويعملون تحت التأثير من قبل إحدى الدول الخارجية، في إشارة واضحة إلى إيران التي تمول وتدعم المليشيات الشيعية في المنطقة. وفي المؤتمر الصحفي، أوضح اللواء تركي أن المتابعة الأمنية والميدانية أدت إلى القبض على ال135، وبينهم 26 أجنبيا من 9 دول مختلفة. وبيّن أنهم 16 سوريا، و3 يمنيين، ومصري، ولبناني، وأفغاني، وإثيوبي، وبحريني، وعراقي، وآخر من حملة البطاقات. ولفت المتحدث الأمني إلى أن 40 موقوفا أُلقي القبض عليهم في مناطق مختلفة من السعودية، وذلك لتورطهم في الخروج لمناطق الصراع والانضمام للتنظيمات المتطرفة وتلقي التدريب على الأسلحة والأعمال الإرهابية، ومن ثم العودة إلى السعودية، للقيام بأعمال مخلة بالأمن. وقالت صحيفة «الوطن» السعودية، الاثنين، نقلا عن مصادر أمنية إن المتورطين على خلفية قضايا إرهاب في محافظة القطيف، على علاقة بميليشيات متطرفة عراقية، وسعوا إلى تجنيد عناصر بهدف إرسالهم إلى تلك الميليشيات لتدريبهم وتجهيزهم ومن ثم العودة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة. ويرى محللون أمنيون، إن السعودية تواجه موجة جديدة من العنف، توازي خطر التنظيمات المتطرفة، وتتمثل بالحركات الشيعية في الاحساءوالقطيف على مقربة من الحدود الجنوبية مع العراق، حيث تنشط المليشيات الشيعية المرتبطة بنظام ولاية الفقيه الإيراني، والتي تدرب وتمول حركات شيعية متطرفة في منطقة الخليج العربي.