لم يكن يدر في خلد اللواءعلي محسن الاحمر ذراع علي عبدالله صالح القوي في عهده،وقائد الفرقة الثانية مدرع سابقا، ولا في خلد الشيخ حميدبن عبدالله الاحمر أبرز الساسة المعارضين لحكم علي صالح والتاجر المشهور أن تكون نهايتهما على هذاالنحو المفزع: هروب من البلاد، ومصادرة لأموالهما وعقاراتهما، وكل املاكهما، والسبب في ذلك انهما كانا من المؤيدين لحكم علي صالح فتحولا الى المعارضين له في أثناء الثورة الشبابية وان كان حميد الاحمر قد سبقت معارضته الثورة، فدخلا السياسة اولا من اوسع ابوابها ثم خرجا في النهاية منها من أضيق ابوابها. وكذلك لم يدر في خلدي انا ولا في خلد شباب ثورة 11فبراير ولافي خلد أحد من الساسة او القادة المعارضين في هذه البلادأن ينتصرعلي عبدالله صالح بعد كل الذي حصل له وتهزم الثورة التي قامت ضده وتتلاشى وتصبح أثرابعدعين وكأنهالم تقم ولم تقدم أي شهداء، صحيح إن علي صالح هزم في البداية امام الثورة ولكن هزيمته كانت مؤقتة، وقداستطاع بدهائه السياسي ومكره الشديد ان يفصل مبادرة خليجية على مقاسه تماما تؤمن له البقاء في البلاد وتمنحه الحصانة ليزاول السياسة من الباطن، وكان هو الرئيس والحاكم الفعلي للبلاد ولكن من وراء ستار ويخطئ من يظن ان عبده ربه منصور هادي كان رئيساً حقيقياً. لقد استطاع علي صالح بهذه المبادرة الخليجية التي روعي في بنودهاالصداقة القديمة، والانسانية، والحميمية التي كانت تربطه بزعماء الخليج أن يبقي على الحرس الجمهوري تحت سلطته ويبقى رئيسا للمؤتمرالشعبي العام الذي يضم في صفوفه ملايين من الشعب فيهم الوزراء والمحافظون والنواب ومدراء العموم والقادة الكبار من العسكريين وغيرهم وهؤلاء لايزالون يدينون له بالولاء التام ويحركهم متى وكيف ماشاء، وببقائه في البلاد عمل على عدة جبهات للانتقام من الثورة ومن خصومه السياسين فعمل أولا: على تقويض حكم عبده ربه منصور من خلال ادارة الازمات والفوضى في البلاد فما تخرج البلاد من أزمة حتى تدخل في أزمة اخرى وماأزمات المشتقات النفطية والكهرباء وانابيب النفط وغيرها عنا ببعيد. ولم تشهد البلاد فوضى أمنية كالتي شهدتها منذ مجيئ عبده ربه منصور الى السلطة وإلى اليوم، وعمل ثانيا: على التحالف مع الحوثيين أعداءالامس والاعداءالتقليديين للتجمع اليمني للاصلاح ولبيت الاحمر ليضرب بهم وينتقم بهم من هذين العدوين الكبيرين ونجح في ذلك تماما، واستطاع الحوثي أن يقص أجنحتهما وينتف ريشهما حتى لايبقى لهما أي ذكرإلافي الإعلام بعدأن كاناملئ السمع والبصر وعمل؛ ثالثا: على تحييد المجتمع الدولي والاقليمي فلم نسمع خلال ثلاث سنوات أي إدانات لتصرفاته وإعاقاته المتكررة للدولة،وماحصل أخيرافي مجلس الامن من ادراج اسمه ضمن المعرقلين للتسوية وفرض عقوبات عليه كان بعدفوات الأوان ومن باب ذر الرماد في العيون وسل لسخيمة الشعب اليمني الذي طفح به الكيل،وقدنجحت هذه الالعوبة والاضحوكة واعتقد اليمنيون ان الامورستهدأ وإذا بها تزداد سوءا يوما بعديوم وليس من منقذ من هذا الوضع المتردي إلارحمة الله ورحمته سبحانه وسعت كل شيء.